73
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1

وعلى آلهِ ۱ ،

1.يقصد بذلك آل الرسول صلى الله عليه و آله الّذين خصّهم اللّه بالمكارم والفضائل ، ونزّههم عن النقائص بقوله تعالى : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » الأحزاب : ۳۳ . وفرض مودتهم على جميع المسلمين بقوله تعالى : «قُل لاَّ أَسْـئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى » الشورى : ۲۳ . وما أحسن قول الصاحب بن عبّادٍ فيهم حيث قال : هم ـ واللّه ـ الشجرة الطيبة ، والغمامة الصيّبة ، والعلم الزاخر ، والبحر الّذي ليس يدرك له آخر الفضل العلوي ، والفخر الحسني ، والإباء الحسيني ، والزهد الزينبي ، والعلم الباقري ، والحديث الصادقي ، والحلم الكاظمي ، والتفنّن الرضوي ، والمعجز الجوادي ، والبرهان الهادي ، وخذ إلى الحسن وابنه من روح الفضل وغصنه ، إمام بعد إمام ، يعتمّ بالنبوة ، ويتقمّص بالإمامة ، ويتمنطق بالكرامة (ينابيع المودّة : ۱ / ۴ ط ۷ قم منشورات الشريف الرضي) . إنّ التصلية والتسليمة على الآل ثابتة في كتاب اللّه وقول رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقول الأصحاب الكرام . قال تعالى : «انّ اللّه والملائكته يصلون على النبيّ يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا » الأحزاب : ۳۳ ، فقالوا : يا رسول اللّه كيف نصلّي عليك ؟ فقال صلى الله عليه و آله : «قولوا اللّهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، و بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . (صحيح البخاري : ۶ / ۲۱۷ و۲۹۱) . وقد ذكر الفخر الرازي في تفسيره : ۷ / ۳۹۱ أنّ أهل البيت ساووا النبيّ صلى الله عليه و آله في خمسة أشياء : في الصلاة عليه وعليهم في التشهد ، وفي السلام ، و في الطهارة ، و في تحريم الصدقة ، وفي المحبّة . وقال صلى الله عليه و آله : معرفة آل محمدٍ براءة من النار ، وحبّ آل محمدٍ جواز على الصراط ، والولاية لآل محمدٍ أمان من العذاب . (ينابيع المودّة : ۱ / ۲۱ في المقدّمة نقلاً عن ذخيرة المآل ط ۷ قم) . وقال صلى الله عليه و آله : لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء ، قالوا : وما الصلاة البتراء يا رسول اللّه ؟ قال : تقولون : اللّهمّ صلِّ على محمدٍ وتسكتون ، بل قولوا : اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد . (الصواعق المحرقة لابن حجر : ۱۳۱ ، فتح القدير للشوكاني : ۴ / ۲۸۰ نقله عن صحيح مسلم ، تفسير الخازن : ۵ / ۲۵۹) . وقد أشار إلى فرض مودّتهم كثير من العلماء والفقهاء ، كما قال الإمام الشافعي : يا آلَ بيتِ رسول اللّه حبكمُ فرضٌ من اللّه في القرآنِ أنزلَهُ كفاكمُ من عظيمِ القدرِ أنكمُ من لم يصلِّ عليكم لا صلاةَ له (الصواعق المحرقة : ۱۴۶ ، نور الأبصار : ۱۰۵ ، إسعاف الراغبين : ۱۱۸ ، شرح المواقف للزرقاني : ۷ / ۷) . وقال شمس الدين ابن العربي : رأيتُ ولائي آل طه فريضة على رغمِ أهلِ البعدِ يورثني القربى فما طلبَ المبعوثُ أجرا على الهدى بتبليغِهِ إلاّ المودةَ في القربى (الصواعق المحرقة : ۱۶۸) . ومن أبياتٍ لأبي نؤاس (الحسن بن هاني) : مطهّرونَ نقيّات ثيابُهُم تجري الصلاةُ عليهم أينما ذُكروا (ينابيع المودّة : ۱ / ۴ المقدّمة ط ۷ قم) . وفسّر الإمام الحسن عليه السلام قوله تعالى : «من يقترف حسنةً نزد لهُ فيها حسنا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ » الشورى : ۲۳ قال : إنّ اقتراف الحسنة هو مودّتهم عليهم السلام . (مقاتل الطالبيّين : ۵۲ ، ذخائر العقبى : ۱۳۸) . وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام في تفسير «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ » قال : الصلاة من اللّه عزّوجلّ رحمة للنبي صلى الله عليه و آله ومن الملائكة تزكية ومدحهم له ، ومن المؤمنين دعاء منهم له . (ينابيع المودّة : ۱ / ۶) . وعن الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام في تفسير قوله تعالى : «سَلَـمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ » . قال : حدّثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ياسين محمّد صلى الله عليه و آله ونحن آل ياسين . (المصدر السابق) . وعن مجاهد وأبي صالح عن ابنِ عباس قال : آل ياسين آل محمّد ، وياسين اسم من أسماء محمدٍ صلى الله عليه و آله وسلم . (المصدر السابق : ۱ / ۸ ، وانظر الفخر الرازي في تفسيره : ۲۷ / ۱۶۶ ، نظم درر السمطين للزرندي : ۱۱۱ ، الصبّان في إسعاف الراغبين : ۱۱۶) . فمن هذه الدلائل وغيرها ثبت أ نّه صلى الله عليه و آله أدخل نفسه في آله ، فمن صلّى أو سلّم على آله كأ نّهُ صلّى وسلّم عليه ، لأ نّه منهم وهم منه ، ومن صلّى أو سلّم عليه بضمّ آله فقد أكمل الصلاة والسلام عليه .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
72

وأعلى ۱ ذكر مَن اختاره لولايتها ، فهو عليٌّ في العاجل والآجل ، أحمدهُ في البكر ۲
والأصائل ، واُصلّي على نبيّه محمدٍ صلى الله عليه و آله سيّد الأواخر والأوائل ، المختار من الصفوة والأطايب ، والحال من صميم العرب في أعلى الذوائب ، من هجرة ۳ مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب ۴ ،

1.في (ب) : وعلى .

2.في (د) : البكور .

3.في (ج) : شجرة .

4.نسب رسول اللّه صلى الله عليه و آله : هو : محمّد بن عبداللّه بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبد منافٍ بن قصيّ بن كلابٍ بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مُدركة بن الياس بن مضر بن نِزار بن مَعدّ بن عدنان . واسم عبدالمطّلب : عامر ، و يقال : شيبة الحمد ، واسم أبيه عمرو ، ويسمّى هاشما لهشم الثريد وإطعامه ، ويقال له الفيّاض لجوده ، ولذا قال الشاعر : عمرو الّذي هشم الثريد لقومه ورجالُ مكّة مسنتون عجاف سنّت إلـيه الـرحلتان كلاهما سفر الشتاء ورحلةُ الأصياف واسم عبد مناف : المُغيرة . واسم قصي : زيدٌ ، ويُدعى : مجمِّعا ، لأنه جمع قبائل قريش وأنزلها مكة . وفيه قال الشاعر : قصي لعمري كان يدعى مجمِّعا بهِ جمع اللّه القبائلَ من فهرِ كان لعبدالمطّلب بن هاشم من الولد لصلبه : عشرة من الذكور ، ومن الإناث سِت بنات . فالذكور : عبداللّه وهو أبو النبي صلى الله عليه و آله ، والزبير ، وأبو طالب بن عبد المطلّلب ، واسمه : عبدمناف ، والعبّاس ، وضرار ، وحمزة ، والمقوِّم ، وأبو لهب واسمه عبدالعُزّى ، والحارث ، والغيداق واسمه حَجل ويقال : نوفل . والإناث : عاتكة ، واُميمة ، والبيضاء وهي اُمّ حكيم ، وبَرّة ، وصفية ، وأَروى . انظر : المعارف لابن قتيبة تحقيق ثروة عكاشة : ۱ / ۱۱۷ ط قم منشورات الشريف الرضي ، البداية والنهاية : ۴ / ۲۵۵ ، تهذيب التهذيب : ۲ / ۹۸ ، اُسد الغابة : ۱ / ۲۸۶ ، الإصابة : ۱ / ۲۴۸ ، طبقات ابن سعد : ۴ / ۲۸ ، شرح النهج لابن أبي الحديد : ۳ / ۴۰۷ ، صفة الصفوة : ۱ / ۲۰۸ ، الاستيعاب : ۱ / ۸۱ ، حلية الأولياء : ۱ / ۱۱۴ ، معجم ما استعجم للبكري : ۱ / ۷۷ ، صبح الأعشى للقلقشندي : ۱ / ۳۵۵) .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 34298
صفحه از 674
پرینت  ارسال به