1007
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

وثنى بذكر نبيّه محمّد صلى الله عليه و آلهوقال : أيّها الناس إنّ لنا عليكم حقّا برسول اللّه صلى الله عليه و آلهولكم علينا حقّ به ، فإذا أدّيتم إلينا ذلك وجب لكم علينا الحقّ لكم ۱ ، والسلام . ولم يسمع منه في هذا المجلس غير هذا .
وخطب للرضا بولاية العهد في كلّ بلد ، وخطب عبدالجبار بن سعيد في تلك السنة على منبر رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبالمدينة الشريفة فقال في الدعاء للرضا وهو على المنبر : وليُّ عهد المسلمين عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأنشد :

ستة آباءٍ هم ماهم أفضلُ من يشرب صوبُ الغَمام۲
وذكر المديني ۳ قال : لمّا جلس الرضا ذلك المجلس وهو لابس تلك الخلع والخطباء يتكلَّمون وتلك الألوية تخفق على رأسه نظر أبو الحسن الرضا إلى بعض مواليه الحاضرين ممّن كان يختصّ به وقد داخله من السرور مالا عليه من مزيد ۴
وذلك لما رأى ، فأشار إليه الرضا فدنا منه وقال له في اُذنه سرّا : لاتشغل قلبك بهذا الأمر ۵ ولاتستبشر به فإنّه شيء لايتمّ ۶ .

1.في (أ) : وجب لكم علينا الحكم والسلام .

2.ورد في الإرشاد : ۳۴۹ ، و : ۲ / ۲۶۳ ط آخر بلفظ «ستة آباءٍ هُمُ ماهمُ» وفي مقاتل الطالبيين : ۴۵۶ ولكن عجز البيت بلفظ «هم خير من يشرب صوب الغمام» وهذا البيت للنابغه الذبياني كما في الديوان : ۱۱۷ ، و الشعر والشعراء : ۱ / ۱۰۹ ، و خزانة الأدب : ۲ / ۱۱۸ ، و : ۱ / ۲۸۸ ط آخر و فيهما «من يشرب صفو المدام» وبلفظ آخر «خمسة أباءٍ هم» . وانظر عيون أخبار الرضا : ۲ / ۱۴۵ ح ۱۴ ولكن فيه بلفظ «سبعة آباءٍ هم» ، وفي نور الأبصار : ۳۱۷ «ستة آباؤهم اُمّهاتهم» ، أمّا في المناقب لابن شهرآشوب : ۴ / ۳۶۴ ففيه «ستة آباؤهم من هم» .

3.كذا ، والصحيح : المدائني .

4.في (أ) : من بدّ .

5.في (أ) : لا تشغل قلبك بشيء ممّا ترى من هذا الأمر .

6.وردت هذه القصة في كثير من كتب التاريخ والسِير ولكن تختلف ببعض الألفاظ والتقديم والتأخير وبعضها بشكل مفصّل والماتن اختصرها كما اختصرها الشيخ المفيد رحمه اللهوغيره ، فلاحظ وانظر مناقب آل أبي طالب : ۴ / ۳۶۴ ، و : ۳ / ۴۷۲ ـ ۴۷۴ ط آخر ، البحار : ۴۹ / ۱۴۶ ، كشف الغمّة : ۲ / ۲۷۶ ، نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس : ۱ / ۲۹۵ ، مفتاح النجا للبدخشي : ۱۷۸ مخطوط . وانظر أيضا إثبات الهداة : ۶ / ۱۲۷ ح ۱۳۵ ، الإرشاد : ۲ / ۲۶۳ ، و : ۳۴۹ ط آخر ، مقاتل الطالبيين : ۴۵۶ ، إحقاق الحقّ : ۱۲ / ۳۶۷ و۳۸۴ و۳۹۵ ، تحف العقول : ۴۴۶ ح ۳۹ ، البحار : ۴۹ / ۱۴۵ ح ۲۳ و ۱۵ ، مدينة المعاجز : ۵۰۱ ح ۱۱۶ ، نور الأبصار : ۳۱۷ ، الكشّي في رجاله : ۵۰۴ ح ۹۷۰ ، حلية الأبرار : ۲ / ۳۲۲ ، العدد القوية : ۲۸۲ ح ۱۴ (مخطوط) إعلام الورى : ۳۳۵ ، الوزراء والكتّاب للجهشياري : ۳۱۲ ، ابن الأثير في الكامل : ۶ / ۱۱۱ ، مروج الذهب : ۴ / ۲۸ ، الشذرات الذهبية لابن طولون : ۹۷ ، تاريخ الطبري : ۷ / ۱۳۹ ، الفخري : ۱۹۹ ، البداية والنهاية : ۱۰ / ۲۴۸ ، تاريخ اليعقوبي : ۷ / ۱۷۹ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
1006

المأمون له بذلك ، فامتنع منه ، فلم يزالا به حتّى أجاب على أنّه لا يأمر ولا ينهى ولا يولي ولا يعزل ولا يتكلّم بين اثنين في حكم ولا يغيّر شيئا هو قائم على اُصوله ، فأجابه المأمون إلى ذلك .
ثمّ إنّ المأمون جلس مجلسا خاصّا لخواصّ أهل دولته من الاُمراء والوزراء والحجّاب والكتّاب وأهل الحلّ والعقد ، وكان ذلك في يوم الخميس وأحضرهم ، فلمّا حضروا قال للفضل بن سهل : أخبر الجماعة الحاضرين برأي أمير المؤمنين في الرضا عليّ بن موسى عليه السلام ، وأنه ولاّه عهده وأمرهم بلبس الخُضْرِة والعود لبيعته في الخميس الآخر وأخذ إعطياتهم وأرزاقهم سنة على حكم التعجيل ، ثمّ صرفهم .
فلمّا كان الخميس الثاني حضر الناس وجلسوا على مقادير طبقاتهم ومنازلهم كلٌّ في موضعه ، وجلس المأمون ، ثمّ جيء بالرضا عليه السلام فجلس بين وسادتين عظيمتين وضعتا له وهو لابس الخضرة وعلى رأسه عمامة مقلّد بسيف ، فأمر المأمون ابنه العباس بالقيام إليه والمبايعة له أوّل الناس ، فرفع الرضا عليه السلام يده [فتلقّى بها وجه نفسهِ وببطنها وجوههم ]وحطّها من فوق ، فقال له المأمون : ابسط يدك للبيعة ، فقال الرضا عليه السلام : هكذا كان يبايع رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيضع يده فوق أيديهم ، فقال : أفعل ماترى .
ثمّ وُضِعت بِدَر الدراهم ۱ والدنانير وقطع ۲ الثياب والخلع وقام الخطباء والشعراء
وذكروا ما كان أمر المأمون وولاية عهده للرضا ، وذكروا فضل الرضا وفرّقت الصِلات والجوائز على الحاضرين على قدر مراتبهم ، وفرّقت في ذلك اليوم أموال عظيمة .
ثمّ إنّ المأمون قال للرضا : قم واخطب الناس ، فقام وتكلّم ، فحمداللّه وأثنى عليه

1.البِدَر : جمع بدرة ، وهي عشرة آلاف درهم . انظر الصحاح : ۲ / ۵۸۷ مادة «بدر» .

2.في (أ) : وبقج . وهي الصرّة من الثياب .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37432
صفحه از 1403
پرینت  ارسال به