1011
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

بل أحياها وقد تلفت بعد أن أمن الحياة أنسيت ۱ وأغناها ۲ بعد فقرها ۳ ، وعرفها بعد نكرها ، مبتغيا بذلك رضا ربّ العالمين لايريد جزاءً من غيره وسيجزي اللّه الشاكرين ولايضيع أجر المحسنين .
وإنّه جعل إليَّ عهده والإمرة الكبرى إن بقيت بعده ، فمن حلّ عقدة أمر اللّه بشدّها [أ ]وقصم عروةً أحبّ اللّه إيثاقها ۴ فقد أباح اللّه حريمه وأحلّ محرمه إذا كان بذلك زاريا ۵ على الإمام منتهكا حرمة الإسلام [بذلك جرى السلف فصبر منه على الفلتات ولم يعترض على الفرمات] وخوفا من شتات الدين واضطراب حبل ۶ المسلمين وحذر ۷ فرصة تُنتهز وناعقة ۸ تُبتدر .
وقد جعلتُ للّه على نفسي عهدا ـ إن استرعاني أمر المسلمين وقلّدني خلافتة ـ العمل فيهم عامّة وفي بني العباس بن عبدالمطلب خاصّة أن أعمل فيهم بطاعة اللّه تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه و آلهو[ان] لا اُسفك دما حراما ولا اُبيح فرجا ولا مالاً إلاّ ماسفكته حدوده ۹ وأباحته فرائضه ، وأن أتخيّر الكفاة جهدي وطاقتي ، وجعلتُ
بذلك على نفسي عهدا مؤكّدا يسألني اللّه عنه فإنّه عزّوجلّ يقول : «وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْـئولاً» . وإن أحدثتُ أو غيّرتُ أو بدّلتُ كنتُ للغِيَر ۱۰ مستحقّا وللنكال

1.كذا ، والظاهر أنّ الصحيح : بل أحياها بعد أن كانت من الحياة أيست . كما في بعض المصادر ، واللّه أعلم .

2.في (أ) : فأغناها .

3.في (د) : اذ افتقرت ، كما في المناقب لابن شهرآشوب .

4.في (أ) : نشافها .

5.أي معاتبا عليه ، وفي (ب ، د) : زرايا ، وفى نسخة : رزايا .

6.في (أ) : أمر .

7.وزاد في (ج) : ورصد .

8.وزاد في (ج) : وباقية .

9.في بعضى النسخ : حدود اللّه .

10.في (أ) : للعزل .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
1010

ودعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصّته وقوّاده وخدمه فبايعه الكلّ مطيعين مسارعين مسرورين عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعة اللّه على الهوى في ولده وغيره ۱ ممن هو أشبك منه رحما وأقرب قرابةً . وسمّاه الرضا إذ كان رضيّا عنداللّه تعالى وعند الناس ، وقد آثر طاعة اللّه والنظر لنفسه وللمسلمين ، والحمدللّه ربّ العالمين . وكتب بيده في يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ۲ .
وهذه صورة ما على ظهر العهد مكتوبا بخطّ الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام من غير اختصار :
بسم اللّه الرحمن الرحيم ، الحمدللّه الفعّال لما يشاء ، لامعقّب لحكمه ولا رادَّ لقضائه ، يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور ، وصلواته على نبيه محمّد خاتم النبيّين وآله الطيّبين الطاهرين .
أقول وأنا عليّ بن موسى بن جعفر : إنّ أمير المؤمنين عضده اللّه بالسداد ووفّقه للرشاد عرف من حقّنا ما جهله غيره فوصل أرحاما قُطعت وآمن أنفسا ۳ فُزعت ،

1.في (ج) : وغيرهم .

2.وردت هذه الوثيقة في أكثر المصادر التاريخية ، بعضها ذكرها بشكل مفصّل والبعض الآخر ذكرها مختصرا منهم المصنّف كما قال في بداية ذكر الوثيقة «اختصترها لطولها» وذكر قسما من أوّلها وقسما من آخرها ، فراجع المصادر الّتي نذكرها على سبيل المثال لاالحصر : كشف الغمّة : ۲ / ۳۳۳ وهي نسخة قديمة مصحّحة وكانت عليها إجازات العلماء الكرام ومكتوبا عليها بخطّهم هوامش كثيرة وبخطّه الشريف تحت كلمة الرضا واسمه الثناء ببعض العبائر ، وانظرا حلية الأبرار للمحدّث البحراني : ۲ / ۳۳۸ ، وإثبات الهداة : ۶ / ۱۴۳ ح ۱۶۳ والبحار : ۴۹ / ۱۴۸ ح ۲۵ ، إحقاق الحقّ : ۱۲ / ۳۵۵ و ص۳۷۸ ـ ۳۸۳ و ۱۹ / ۵۶۷ ، الإتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي : ۱۶۵ ، نور الأبصار : ۳۱۷ ، صبح الأعشى : ۹ / ۳۶۵ و ۳۹۳ ، التدوين : ۴ / ۵۱ ، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : ۳۶۱ ، الفخري : ۱۶۱ ، وسيلة النجاة : ۳۸۷ ، مآثر الإنافة في معالم الخلافة : ۲ / ۳۲۵ ـ ۳۳۶ ، شرح ميمية أبي فراس : ۲۹۹ ـ ۳۰۳ ، مسند الإمام الرضا : ۱ / ق ۱ ص ۱۰۲ ـ ۱۰۷ .

3.في (أ) : نفوسا .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37360
صفحه از 1403
پرینت  ارسال به