1019
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

وأمر المأمون القوّاد والجند وأعيان دولته بالركوب في خدمته إلى المصلّى فركب الناس إلى بيته وحضر القوّاد والمؤذّنون والمكبّرون إلى بابه ينتظرون أن يخرج .
فخرج إليهم الرضا وقد اغتسل ولبس أفخر ثيابه وتعمّم بعمامة [بيضاء من] قطن وألقى طرفا منها على عاتقه ۱ ومسّ طيبا وأخذ عكّازة ۲ في يده وخرج ماشيا ولم يركب ، وقال لمواليه وأتباعه : افعلو كما فعلت ، ففعلوا كفعله ، وساروا بين يديه عند شروق الشمس رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل ، فلمّا رأوه القوّاد والجند على تلك الحالة لم يسعهم إلاّ أن نزلوا عن خيولهم ومراكبهم وساروا بين يديه وتركوا دوّابهم مع غلمانهم خلف الناس ، وكان كلّما كبّر الرضا كبّر الناس تكبيرة ، وكلّما هلّل هلّلوا تهليلة وهم سائرون بين يديه حتّى خيل للناس أنّ الحيطان والجدران تجاوبهم بالتكبير والتهليل ، وتزلزلت مرو وارتفع البكاء والضجيج ، فبلغ ذلك المأمون فقال له الفضل : إن بلغ الرضا المصلّى افتتن الناس به وخفنا على دمائنا وأرواحنا وعليك في نفسك فابعث إليه فردّه ، فبعث إليه المأمون قائلاً : قد كلّفناك يا أبا الحسن شططا ولانحبّ أن تلحقك مشقّة ، ارجع إلى بيتك يصلّي بالناس من كان يصلّي بهم قبل . فرجع عليّ بن موسى الرضا عليه السلام إلى بيته وركب المأمون فصلّى بالناس ۳

1.في (ب) : صدره .

2.في (أ) : عكّازأ .

3.أورد هذه الحادثة كلّ من عيون أخبار الرضا : ۲ / ۱۴۹ ح ۲۱ ولكن بشكل مفصّل ، والإرشاد للشيخ المفيد : ۳۵۱ ، و : ۲ / ۲۶۴ ط آخر ، والكافي : ۱ / ۴۸۸ ح ۷ ، والبحار : ۴۹ / ۱۳۳ ح ۹ ، و :۹۰ / ۳۶۰ ح ۱ ، وحلية الأبرار للمحدّث البحراني : ۲ / ۳۴۵ ، وكشف الغمّة للإربلي : ۲ / ۲۷۸ ، ومدينة المعاجز : ۵۰۱ ، وإثبات الوصية : ۲۰۵ ، إعلام الورى : ۳۳۶ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۳ / ۴۷۹ . وانظر أيضا دلائل الإمامة للطبري : ۱۷۷ ، نور الأبصار : ۳۲۰ ، الوسائل : ۳ / ۳۷۸ ، الانباء في تاريخ الخلفاء : ۶۰ ، تاريخ الخلفاء : ۲۸۵ ، وفيات الأعيان لابن خلّكان : ۱ / ۳۹ ، العبر في أخبار من غبر لابن خلدون : ۱ / ۲۶۲ ، سير أعلام النبلاء : ۱۰ / ۲۷۴ ، الوافي بالوفيات للصفدي : ۱ / ۲۳۷ ، النجوم الزاهرة : ۲ / ۱۶۹ ، تاريخ ابن الوردي : ۱ / ۳۱۸ ، تاريخ خليفه بن خياط : ۲ / ۵۰۸ ، تاريخ الموصل : ۳۴۱ ، نزهة الجليس : ۱ / ۲۶۶ ، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : ۳۶۴ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
1018

روي إبراهيم بن العباس قال : كانت البيعة للرضا لخمس خلون من شهر رمضان المعظّم سنة إحدى ومائتين ۱ .
وزوّجه المأمون ابنته اُمّ حبيب في أوّل سنة اثنين ومأتين ۲ والمأمون متوجّه إلى العراق .
وممّا نقل إلى الأسماع بالاستماع وروته الألسن بالبقاع في الأصقاع وخطّته الأيدي في الصحائف والرقاع أنّ الخليفة المأمون وجد في يوم عيد انحراف مزاج أحدث عنده ثقلاً له عن الخروج إلى الصلاة فقال لأبي الحسن الرضا : قم يا أبا الحسن اركب وصلّ بالناس العيد ، فامتنع وقال : قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط فاعفني من الصلاة ، فقال المأمون : انّما اُريد أن أنوه ۳ بذكرك ليشهر أمرك بأنك وليّ عهدي والخليفة من بعدي ، وألحّ عليه في ذلك فقال له الرضا : إن أعفيتني
من ذلك كان أحبّ إليَّ ، فإن أبيت إلاّ أن أخرج إلى الصلاة بالناس فإنّما أخرج كما كان النبيّ صلى الله عليه و آلهيخرج للصلاة وعلى الصفة الّتي كان يخرج عليها رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال المأمون : افعل كيف ما أردت .

1.انظر كشف الغمّة : ۲ / ۳۲۲ ، البحار : ۴۹ / ۱۲۸ ح ۱ ، مسار الشيعة : ۴۲ في السادس من رمضان .

2.انظر عيون أخبار الرضا : ۲ / ۲۴۵ ح ۲ والبحار : ۴۹ / ۲۲۱ ح ۹ ، و۳۰۰ ح ۱۱ ، إعلام الورى : ۳۴۳ ، كشف الغمّة : ۲ / ۳۳۲ ، تاريخ الطبري : ۷ / ۱۴۹ ، الشذرات الذهبيه لابن طولون : ۹۷ ، الاتحاف بحبّ الأشراف : ۱۶۸ ، التدوين : ۴ / ۵۲ ، إثبات الوصية : ۲۰۵ ، دلائل الإمامة : ۱۷۷ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۳ / ۳۷۶ ، إحقاق الحقّ : ۱۲ / ۳۸۶ ، و : ۱۹ / ۵۶۸ .

3.في (ج) : أبوح .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37262
صفحه از 1403
پرینت  ارسال به