1069
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

يعتذر إليه فيه ويلين له القول ، ودعاه فيه إلى الحضور إليه على جميلٍ من القول والفعل ، وكانت صورة الكتاب الّذي كتبه إليه المتوكّل :
بسم اللّه الرحمن الرحيم ، أمّا بعد ، إنّ أمير المؤمنين عارف بقدرك راعٍ لقرابتك موجب لحقّك مؤثر من الاُمور فيك وفي أهل بيتك لما فيه إصلاح حالك وحالهم ويثبت عزّك وعزّهم وإدخال الأمن ۱ عليك وعليهم يبتغي ذلك رضاء ربّه ۲ وأداء ما افترضه عليه فيك وفيهم ، وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد اللّه بن محمّد عمّا كان يتولاّه من الحرب والصلاة بمدينة الرسول صلى الله عليه و آله إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقّك واستخفافه بقدرك وعند ما قَرَفَكَ به ۳ ونسبك إليه من الأمر وما رماك به وعزاك إليه من الأمر الّذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه ولمّا تبيّن له من صدق نيتك وحسن طويتك وسلامة صدرك وأنك لم تؤهّل نفسك بشيءٍ ممّا ذكره عنك وقد ولّي أمير المؤمنين ممّا كان يليه عبد اللّه بن محمّد من الحرب والصلاة بمدينة الرسول صلى الله عليه و آلهلمحمّد بن فضل ، وأمره بإكرامك واحترامك وتوقيرك وتبجيلك ۴ والانتهاء إلى أمرك ورأيك وعدم مخالفتك والتقرّب إلى اللّه تعالى وإلى أمير المؤمنين بذلك وأمير المؤمنين مشتاق إليك ويحبّ إحداث العهد بقربك واليمن ۵ بالنظر إلى ميمون طلعتك المباركة فان نشطت لزيارته والمُقام قِبَلَه وفي جهته ما أحببت احضرت أنت ومن اخترته من أهل بيتك ومواليك وحشمك وخدمك على مهلة وطمأنينة ، ترحل إذا شئت وتسير كيف شئت ، وإن أحببت وحسن رأيك أن يكون

1.في (أ) : الأمر .

2.في (أ) : رضاء اللّه .

3.أي عند الشيء الذي اتهمك به . والظاهر أنه كان اتهامه عليه السلام بتصدّيه للإمامة وجباية الأموال وجمع السلام للخروج على المتوكّل .

4.في (أ) : وتجليلك .

5.في (أ) : والتيمّن .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
1068

الناس به عهدا . قال : فقال لي : إنّ الناس يقولون : إنّه مات] ۱ فلمّا قال لي انّ الناس يقولون علمت أنه يعني نفسه فسكتّ ، فقال لي : ما فعل ابن الزيّات؟ قلت : الناس معه والأمر أمره ، فقال أمّا إنّه شُؤمٌ عليه ، ثمّ قال : لابدّ أن تجري مقادير اللّه وأحكامه يا خيران ۲ مات الواثق [و]قد قعد جعفر المتوكّل وقّتل ابن الزيّات ، فقلت : متى جعلت فداك؟! فقال : بعد خروجك بستة أيّام . فما كان إلاّ أيّام قلائل حتّى وصل قصّاد المتوكّل إلى المدينة فكان كما قال عليه السلام ۳ .
وحكي أنّ سبب شخوص أبي الحسن عليّ بن محمّد من المدينة إلى سُرّ مَن رأى ۴ أنّ عبد اللّه بن محمّد ۵ كان ينوب عن الخليفة المتوكّل الحرب والصلاة بالمدينة الشريفة فسعى بأبي الحسن إلى المتوكّل وكان يقصده بالأذى ، فبلغ أبو الحسن سعايته [به] فكتب إلى المتوكّل يَذكُرُ تحامل عبد اللّه بن محمّد [ويكذّبه فيما سعى ]عليه وقصده له بالأذى ، فتقدّم المتوكّل بالكتابة إليه وأجابه عن كتابه وجعل

1.ما بين المعقوفتين من الإرشاد للمفيد .

2.في (أ) : ياجبران .

3.انظر الإرشاد للمفيد : ۲ / ۳۰۱ ، و۳۰۹ ط آخر ، الكافي : ۱ / ۴۱۶ ، إعلام الورى : ۳۴۱ ونقله بإختلاف يسير ابن شهرآشوب في المناقب : ۴ / ۴۱۰ ، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي : ۱ / ۴۰۷ ح ۱۳ ، البحار : ۵۰ / ۱۵۸ ح ۴۸ ، و ۲۰۰ ح ۱۱ ، نور الأبصار : ۳۳۵ ، إحقاق الحقّ : ۱۲ / ۴۵۱ .

4.سامراء : بلدة على نحو ۱۲۰ كيلومترا شمال بغداد ، على ضفة دجلة الشرقية ، تقوم بلدة سامراء الحديثه فوق جزء ضئيل من أطلال عاصمة بني العبّاس القديمة الممتدة أطلالها مسافة طويلة إلى شمالها وجنوبها وشرقها . وهي اليوم مركز قضاء واسع من أقضية محافظة بغداد . اُسّست زمن المعتصم (۲۱۸ ـ ۲۲۷ ه) لجعلها عاصمة له ثمّ أوصلها إلى أقصى اتساعها المتوكل (۲۳۲ ـ ۲۴۷ ه) . ومن أهم آثارها : بقايا دار الخليفة ، والمنارة الملوية الّتي اُنشأت مع المسجد الجامع الكبير على عهد المتوكل . وفي قلب المدينة : الروضة العسكرية حيث ضريح الإمام الهادي والحسن العسكري عليهماالسلاموعليه قبة طليت بالذهب سنة (۱۲۸۵ ه) . انظر موسوعة العتبات المقدسة قسم سامراء : ۱۲ .

5.عبد اللّه بن محمّد الّذي كان يتولّى بها اُمور الحرب والصلاة في المدينة كان معاديا للعلويين أشدّ العداء كما ذكره الشيخ المفيد في الإرشاد : ۲ / ۳۰۹ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37072
صفحه از 1403
پرینت  ارسال به