1071
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

يبتغي له الغوائل في باطن الأمر فلم يقدره اللّه تعالى عليه ۱ .
وعن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الطائفي ۲ قال : مرض المتوكّل من خُراجٍ ۳ خرج بحلقه فأشرف على الهلاك أو لم يجسر ۴ أحد أن يمسّه بحديدة ، فنذرت اُمّ المتوكّل لأبي الحسن عليّ بن محمّد إن عُوفي ولدها من هذه العلّة لتعطينّه مالاً جليلاً من مالها ، فقال الفتح بن خاقان ۵ للمتوكّل : لو بعثت إلى هذا الرجل ـ يعني أبا الحسن ـ فسألته فربّما كان على يده فرجٌ لك ، فقال : ابعثوا إليه ، فمضى إليه رسول المتوكّل فقال : خذوا كُسْبَ الغنم ۶ وديفوه بماء ورد ۷ وضعوه على الخراج ۸ ينفتح من ليلته بأهون مايكون ويكون في ذلك شفاؤه إن شاء اللّه تعالى .
فلمّا عاد الرسول وأخبرهم بمقالته جعل من بحضرة ۹ المتوكّل من خواصّه يهزأ من هذا الكلام ، فقال الفتح : ومايضرّ من تجربة ذلك؟ فإني واللّه لأرجو به الصلاح ، فعملوه ووضعوه على الجراح فانفتح من ليلته وخرج ما كان فيه ، فشفي المتوكّل من

1.انظر الكافي : ۱ / ۴۱۷ ح ۲ ، إعلام الورى : ۳۴۸ ، بحار الأنوار : ۵۰ / ۲۰۲ و۲۰۹ ح ۲۳ ، نور الأبصار للشبلنجي : ۳۳۶ ، الإرشاد للمفيد : ۲ / ۳۰۹ ـ ۳۱۱ ، إثبات الوصيّة للمسعودي : ۲۵۱ .

2.ورد في البحار : ۵۰ / ۱۹۸ ح ۱۰ بلفظ «عليّ بن محمّد عن إبراهيم بن محمّد الطاهري» ومثله في الإرشاد : ۲ / ۳۰۲ ، والكافي : ۱ / ۴۱۷ ح ۴ وهو مصدر الحديث ، وفي النسخ تشويش ، فتارةً عن عليّ عن إبراهيم بن محمّد ، وتارةً اُخرى عليّ بن إبراهيم عن إبراهيم بن محمّد ، وكذلك يوجد تشويش في النسخ فتارةً الطاهي ، وتارةً اُخرى الطاهري وثالثة الطائفي .

3.أي من دُمَّل وقروح وبثور متقيّحة .

4.في (أ) : يحسن .

5.كان الفتح بن خاقان التركي مولاه ، أغلب الناس عليه ، وأقربهم منه ، وأكثرهم تقدّما عنده ... الخ . انظر مروج الذهب : ۴ / ۹۹ ، البحار : ۵۰ / ۲۰۴ .

6.أي خلاصة دهنه .

7.في (أ) : الورد .

8.في (أ) : الجراح .

9.في (أ) : يحضر .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
1070

يحيى بن هرثمة ۱ بن أعين مولى أمير المؤمنين في خدمتك ومَن معه من الجند يرحلون لرحيلك وينزلون لنزولك فالأمر إليك في ذلك ، وقد كتبت إليه في طاعتك وجميع ما تحبّ ، فاستخر اللّه تعالى ، فما أحد عند أمير المؤمنين من أهل بيته وولده وخاصّته ألطف منزلةً ولا أحمد أثرةً ولاهو انظر إليهم أبرَّ بهم وأشفق عليهم وأسكن إليهم منك إليه ، والسّلام عليك ورحمة اللّه وبركاته . وكتب ۲ إبراهيم بن العباس في شهر كذا سنة ثلاث وأربعين ومائتين من الهجرة ۳ .
فلمّا وصل الكتاب إلى أبي الحسن عليه السلام تجهّز للرحيل وخرج معه يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومَن معه من الجند حافّين به إلى أن وصل إلى سرّ من رأى ، فلمّا وصل إليها تقدّم المتوكّل بأن يُحْجب عنه [في يومه] فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك وأقام فيه يومه . ثمّ إنّ المتوكّل أفرد له دارا حسنةً وأنزله أيّاما ، فأقام أبو الحسن مدّة مقامه بسرّ من رأى مكرّما معظّما مبجّلاً في ظاهر الحال ، والمتوكّل

1.يحيى بن هرثمة بن أعين مولى عند المتوكّل العباسي ، وقد أمره المتوكّل بإشخاص الإمام محمّد الجواد من المدينة إلى سرّ من رأى وكان يرى رأي الحشوية ، ثمّ تشيّع لما رأى من عليّ بن محمّد ابن الرضا عليهم السلام ما رأى. وكان أبوه (هرثمة بن أعين) من قوّاد المأمون وفى خدمته وكان مشهورا بالتشيّع ومحبّا لأهل البيت عليهم السلامومن أصحاب الرضا بل من خواصّه وأصحاب سرّه عليه السلام . راجع الإرشاد للمفيد : ۲ / ۲۹۷ و ۳۱۰ ، جامع الرواة : ۲ / ۳۴۰ ، روضة الواعظين للفتّال النيسابوري : ۲۴۵ ، إعلام الورى للطبرسي ۳۵۵ ، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي : ۱ / ۳۹۳ ، الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي : ۵۳۱ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۳ / ۵۱۹ ، بحاراالأنوار للمجلسي : ۴۶ / ۱۱۶. وراجع أيضا الكافي : ۸ / ۳۴۶ ، تفسير نور الثقلين : ۲ / ۵۲۸ ، تاريخ الطبري : ۱۰ / ۲۲۸ ، رجال الشيخ الطوسي : ۵۰۸.

2.في (أ) : وكتبه .

3.انظر الكافي : ۱ / ۴۱۹ ح ۷ ، الإرشاد للمفيد : ۲ / ۳۰۹ و۳۱۰ ، تاريخ اليعقوبي : ۲ / ۴۸۴ ، تذكرة الخواصّ : ۳۵۹ ، البحار : ۵۰ / ۲۰۰ ح ۱۱ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37000
صفحه از 1403
پرینت  ارسال به