1073
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

صُوفٍ وقلنسوة ، ولم يرتاع لشيءٍ ممّا نحن فيه ولااكترث .
فأخذت الكيسين البدرة والسيف وسرت إلى المتوكّل فدخلت عليه وقلت : هذا الّذي وجدنا من المال والسلاح ، وأخبرته بما فعلت وبما رأيت من أبي الحسن ، فوجد على الكيس الملآن ختم اُمّه فطلبها وسألها عن البدرة ۱ فقالت : كنت نذرت في علّتك إن عافاك اللّه منها لأعطينّ أبا الحسن عشرة آلاف دينار من مالي ، فحملتها إليه في هذا الكيس وهذا ختمي عليها ، فأضاف المتوكّل خمسمائة دينار اُخرى إلى الخمسمائة الّتي كانت في الكيس الصغير من قبل وقال لسعيد الحاجب : اردد الكيسين والسيف واعتذر لنا فيه ممّا كان منّا إليه .
قال سعيد : فرددت ذلك إليه وقلت له : أمير المؤمنين يعتذر إليك ممّا جرى منه وقد زادك خمسمائة دينار على الخمسمائة دينار الّتي كانت في الكيس من قبل ، وأستحي ۲ منك يا سيّدي أن تجعلني أنا الآخر في حلّ فاني عبدٌ مأمور ولا أقدر على مخالفة أمير المؤمنين ، فقال لي : يا سعيد «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَـلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ»۳۴ .
قال بعض أهل العلم : فضل أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي قد ضرب على المجرة ۵ قبابه ، ومدّ على نجوم السماء أطنابه ، فما تعدّ منقبة إلاّ وإليه نحيلها ۶ ،

1.في (أ) : عنها .

2.في (أ) : وأشتهي ، وهو خطأ من الناسخ .

3.الشعراء : ۲۲۷ .

4.انظر الكافي : ۱ / ۴۱۷ ح ۴ ، إعلام الورى لأمين الإسلام الطبرسي : ۳۴۴ ، دعوات الراوندي : ۲۰۲ ح ۵۵۵ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۴ / ۴۱۵ ، بحار الأنوار : ۵۰ / ۱۹۸ ح ۱۰ ، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي : ۱ / ۶۷۶ ح ۸ ، إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري : ۱۲ / ۴۵۲ ـ ۴۵۳ ، الإرشاد للمفيد : ۲ / ۳۰۲ و ۳۰۳ و ۳۰۴ .

5.في (ب ، أ) : الحرة ، وتخوم (بدل) نجوم .

6.في (أ) : نحيلنها وهو خطأ من الناسخ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
1072

الألم الّذي كان يجده ، فأخذت اُمّ المتوكّل عشرة آلاف دينار من مالها ووضعتها في كيس وختمت عليه وبعثت به إلى أبي الحسن فأخذها . وبعث إليه المتوكّل بفضله كيسا فيه خمسمائة دينار .
ثمّ بعد ذلك بمدة طويلة كبيرة سعى شخص يقال له البَطحاني ۱ لعنه اللّه بأبي الحسن عليه السلام إلى المتوكّل وقال : عنده أموال وسلاح وعدد ولا آمن خروجه عليك ، فتقدّم المتوكّل إلى سعيد الحاجب بأن يهجم عليه ليلاً داره في جماعة من الرجال والشجعان ويأخذ جميع ما يجده عنده من الأموال والسلاح ويحمله إليه .
قال إبراهيم بن محمّد : قال لي سعيد الحاجب ۲ : صرت ۳ إلى دار أبي الحسن ليلاً بعد أن هجع الناس في جماعة من الرجال الأمجاد ومعي الأعوان بالسلالم ۴ ، فصعدنا إلى سطح داره وفتحنا الباب وهجمنا بالشموع والسرج والنيران وفتّشنا الدار جميعا أعلاها وأسفلها موضعا موضعا ومكانا مكانا فلم نجد فيها شيئا ممّا سعي به عليه غيركيسين أحدهما كبير ملآن مختوم والآخر صغير فيه فضلة وسيف واحد في جفير خلق معلّق ، ووجدنا أبا الحسن قائما يصلّي على حصير وعليه جُبَّة

1.هو أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن عليّ عليه السلام كان مظاهرا لبني العبّاس على سائر أولاد عليّ عليه السلام وقال صاحب العمدة انّه يلقب بالبطحائي منسوبا إلى بطحاء أو إلى بطحان وادٍ بالمدينة ، انظر هامش البحار : ۵۰ / ۲۰۴ .

2.سعيد هذا هو الّذي حمل موسى بن عبداللّه بن موسى بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، وكان موسى من النسّاك والزهّاد في نهاية الوصف ، وكان معه إدريس بن موسى ، فلمّا صار سعيد بناحية زبالة من جادة الطريق اجتمع خلق من العرب من بني خزارة وغيرهم من يده فسمّه فمات هناك وخلصت بنو فزارة ابنه إدريس . وهو الّذي حمل محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام من البصرة فحبسه حتّى مات ، وكان معه ابنه عليّ ، فلمّا مات الأب خلّى عنه . انظر مقاتل الطالبيين : ۵۲۶ و ۵۳۱ و ۵۳۹ .

3.في (أ) : سرت .

4.السلالم والسلاليم : جمع سُلَّم وهو المرقاة الذي يُرتقى عليه سواءٌ كان من خشب أو حجر أو مدر .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37129
صفحه از 1403
پرینت  ارسال به