1075
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

وكان المتوكّل قد أشخصه من المدينة النبوية إلى سرّ من رأى مع يحيى بن هرثمة بن أعين في سنة ثلاث وأربعين ومائتين ۱ كما قدّمنا فأقام بها حتّى مضى لسبيله إحدى عشر سنة ، وكانت مدّة إمامته ثلاث وثلاثين سنة ، كانت أوائل إمامته في بقية ملك المعتصم ، ثمّ ملك الواثق خمس سنين وتسعة ۲ أشهر ، ثمّ ملك المتوكّل أربعة عشر سنة ، ثمّ ملك ابنه المنتصر ستة أشهر ، ثمّ ملك المستعين ابن أخي المتوكّل ولم يكن أبوه خليفة سنتان ۳ وتسعة أشهر ، ثمّ ملك المعتزّ وهو الزبير ابن المتوكّل ثماني سنين وستة أشهر . استشهد في آخر ملكه أبو الحسن لأنه يقال

1.تقدّمت استخراجاته .

2.في (ج) : وسبعة .

3.في (أ) : ثلاث سنين.


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
1074

ولاتذكر كريمة إلاّ وله فضيلتها ، ولا تورد محمّدة إلاّ وله تفضيلها وجملتها ، ولاتستعظم حالة سنية إلاّ وتظهر عليه أدلّتها ، استحقّ ذلك بما في جوهر نفسه من كرمٍ تفرّد بخصائصه ومجدٍ حكم فيه على طبعه الكريم بحفظه من الثوب ۱ حفظ الراعي لفصائله ۲ فكانت نفسه مهذّبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة ومبارّه ۳ إلى العفاة واصلة وربوع ۴ المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة ، جرى من الوقار والسكون والطمأنينة والعفّة والنزاهة والخمول في النباهة على وتيرة نبوية وشنشنة علوية ونفس زكية وهمّة علية لايُقاس بها ۵ أحد من الأنام ولايدانيها ، وطريقة حسنة لايشاركه فيها خلق ولايطمع فيها .
قبض أبو الحسن عليّ الهادي عليه السلام المعروف بالعسكري ابن محمّد الجواد بسرّ من رأى في يوم الاثنين الخامس والعشرين من جُمادَى الآخر سنة أربع وخمسين ومائتين ۶ ، ودُفن في داره بسرّ من رأى وله يومئذ من العمر أربعون سنة [وأشهر ]

1.في (أ) : الشرب .

2.في (أ) : لقلايصه .

3.في (أ) : وميازه .

4.في (أ) : وزموع .

5.في (أ) : لايقاربها .

6.اختلف المؤرّخون وأصحاب السِير في يوم استشهاده عليه السلام والّذي دسّ إليه السمّ ، فقال ابن بابويه : «وسمّه المعتمد» كما جاء في البحار : ۵۰ / ۲۰۶ ح ۱۸ . وقال الزرندي «وقيل سمّه المستعين باللّه واللّه أعلم» جاء ذلك في الدمعة الساكبة : ۸ / ۲۲۶ . وأمّا الفاضل الطبرسي فقال في شرحه على الكافي : قال الصدوق «قتله المتوكل بالسمّ» انظر الدمعة الساكبة : ۸ / ۲۲۷ ، وورد في نور الأبصار : ۳۳۷ ، والأنوار البهية للشيخ عباس القمّي : ۱۵۰ « ... وانما سُمّ في خلافة المعتزّ العبّاسي» وانظر إعلام الورى : ۳۵۵ ، وتذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : ۳۶۲ . والتحقيق : أنّه عليه السلام استشهد في أواخر ملك المعتزّ كما نصّ عليه غير واحد من المؤرّخين ويمكن أنّه ـ المعتزّ ـ استعان بالمعتمد في دسّ السمّ إليه . أمّا نسبته إلى المستعين فهو غير صحيح لأنه مات في حياة الإمام عليه السلام وأمّا المتوكل فإنّ له سهما وافرا في استشهاده حيث إنه جلبه إلى سامراء وحاول قتله لكن لم يوفق . أمّا يوم شهادته عليه السلام فقال ابن طلحة في مطالب السؤول : ۷۸ «إنه مات في جمادي الآخرة لخمس ليالٍ بقين منه» . ووافقه ابن الخشّاب في تاريخه : ۱۹۷ . وانظر الدمعة الساكبة : ۸ / ۲۲۵ ـ ۲۲۷ . وقال الكليني في الكافي : ۱ / ۴۹۷ «ومضى لأربع بقين من جمادى الآخرة» ووافقه المسعودي في مروج الذهب : ۴ / ۱۹۳ . وأمّا الشيخ المفيد في الإرشاد : ۲ / ۲۹۷ فقال بأنه قبض في رجب ولم يحدّد يومه ، ومثله الإربلي في كشف الغمّة : ۲ / ۳۷۶ ، والطبرسي في إعلام الورى : ۳۳۹ . وانظر الدمعة الساكبة : ۸ / ۲۲۶ و ۲۲۷ . وقال أبو جعفر الطوسي في مصابيحه وابن عيّاش وصاحب الدروس انّه قبض بسرّ من رأى يوم الاثنين ثالث رجب . انظر الدمعة الساكبة : ۸ / ۲۲۵ ، والبحار : ۵۰ / ۲۰۶ ح ۱۷ و ۲۱ . ووافقهم الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين : ۱ / ۲۴۶ . وللزرندي قول : بأنّه توفي يوم الاثنين الثالث عشر من رجب ، كما جاء في الدمعة الساكبة : ۸ / ۲۲۶ . ولكن الكلّ متفقون على أنه استشهد في سنة أربع وخمسين ومائتين للهجرة . انظر المناقب : ۴ / ۴۰۱ ، الإرشاد : ۲ / ۲۹۷ ، تاريخ ابن الخشّاب : ۱۹۷ ، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: ۸۶ ، ينابيع المودّة : ۳ / ۱۲۹ ط اُسوة ، الصواعق المحرقة : ۲۰۵ ، مسارّ الشيعة للمفيد : ۳۴ ، مواليد الأئمّة للشيخ المفيد : ۱۱ ، تاج المواليد : ۵۵ ، إعلام الورى لأمين الإسلام الطبرسي : ۳۵۵ ، الأنوار البهية للشيخ عباس القمّي : ۱۵ ، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : ۳۶۲ ، كفاية الطالب للگنجي الشافعي : ۴۵۸ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 36874
صفحه از 1403
پرینت  ارسال به