إلى عامله بالمدينة : أمّا بعد ، فإنّ زيد بن الحسن شريفُ بني هاشم وذو سنِّهم فإذا جاءَك كتابي هذا فاردُدْ إليه صدقاتِ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوأعنْه على ما استعانك عليه [والسلام] ۱ .
وفي زيد بن الحسن يقول محمّد بن بشر [بشيرَ ]الخارجيُّ يمدحه حيث يقول شعرا ۲ :
إذا نَزَلَ ابْنُ المُصطَفَى بَطْنَ تَلعةٍنَفَى جَدْبهَا وَاخْضرَّ بالنّبَتِ عُوْدُهَا
وَزَيْدٌ رَبيْعُ الناس في كُلّ شَتْوةٍإذا أخلفَتْ أنواؤها وَرُعُوْدُها
حَمُوْلٌ لأشناق الديات۳كأنّهُسِراجُ الدُّجى إذ قارنَته۴سُعُوْدُهَا
ومات زيد بن الحسن وله تسعون سنة ۵ فرثَاه جماعةٌ من الشّعراء وذكروا مآثره وفضله وكرمه ، فممّن رثاه قُدامةُ بن الموسى الجُمحِيّ يقول ۶ :
فإنْ۷يَكُ زيدٌ غالت الأرض شخصَهُفقد بان۸معروفٌ هُناك وَجُودُ
وإنْ يَكُ أمسى رَهْنَ رمْسٍ فَقَد ثَوىبه وهَو محمودُ الفعال فقيد۹
سميعٌ۱۰إلى المعترّ۱۱يعلم أنّهُسيطلُبُهُ المعروفُ ثُمّ يَعُودُ
وليس بقوَّالٍ وقد حطّ رحلَهُلملتمسِ المعروف۱۲: أيْنَ تُريدُ
إذا قَصَّر الوعدُ الدنيّ۱۳نما بهإلى المجد آباءٌ لهُ وَجُدودُ
إذا ماتَ مِنْهُمْ سيِّدٌ قَامَ سَيِّدٌكريمٌ يبني بعدَهُ۱۴ويَشيْدُ
وخرج ۱۵ زيد بن الحسن من الدنيا ولم يدّع الإمامة ولا ادّعاها له مُدّعٍ من الشيعة ولا غيرهم ، وذلك لأنّ الشيعة رجلان : إماميٌّ وزيديٌّ ، فالإمامي يعتمدُ في الإمامة النصوصَ وهي معدومةٌ في ولد الحسنِ عليه السلام باتفاق ، ولم يدّع ذلك أحدٌ منهم لنفسه فيقع فيه الارتياب ، والزيدي يُراعي في الإمامة بعد عليّ والحسن والحسين الدعوة والجهاد ، وزيد بن الحسن كان مُسالما لبني اُمية ومُتقلِّدا من قبلهم الأعمال ، وكان رأيُه التقية لأعدائه والتألُّف لهم والمداراة ، وهذا يُضادّ ۱۶ عند الزيدية خارج عن علامات الإمامة ، فزيدٌ على هذه الأقوال خارج عنها بكلِّ حال ۱۷ .
وأمّا ۱۸ الحسن بن الحسن فكان جليلاً مهيبا رئيسا فاضلاً ورعا زاهدا ، وكان يَلِي صدقات أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب [في وقته ]بالمدينة .
حُكي عنه أنه كان يساير الحجّاج يوما بالمدينة والحجّاج إذ ذاك أمير المدينة ، فقال له الحجّاج : ياحسن أدخل معك عمّك عمرا على صدقات أبيه فإنّه عمُّكَ وبقيةُ
1.انظر الإرشاد للشيخ المفيد ۲ / ۲۱ مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ : وسير أعلام النبلاء : ۴ / ۴۸۷ رقم ۱۸۶ ، بحار الأنوار : ۴۴ / ۱۶۳ ح ۲ ، التذكرة : ۱۲۲ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۴ / ۴۴ و۴۵ .
2.انظر الإرشاد : ۲ / ۲۱ . وذكر الشعر البلاذري في أنساب الأشراف : ۳ / ۷۲ ـ ۸۴ والشبلنجي في نور الأبصار : ۲۵۰ عدا البيت الأوّل .
3.في (أ) : لأبيات الديار .
4.في (أ) : قد قارنتها .
5.انظر الإرشاد : ۲ / ۲۲ ، بحار الأنوار : ۴۴ / ۱۶۳ ح ۲ ، طبقات ابن سعد : ۵ / ۳۴ .
6.الإرشاد : ۲ / ۲۲ . وذكر البلاذري : ۳ / ۷۲ و۷۳ ، البيت الأوّل فقط : وذكر محقّق أنساب الأشراف الشيخ العلاّمة المحمودي عن تاريخ ابن عساكر : ۶ / ۳۰۲ القصيدة كاملة ، بحار الأنوار : ۴۴ / ۱۶۳ ح ۲ ، أمّا الشبلنجي في نور الأبصار : ۲۵۱ فقد ذكرها كاملة طبق ما ورد في نسخة (أ) .
7.في (أ) : و إنّ .
8.في (أ) : كان .
9.في (أ) : حميد .
10.في (أ) : سريعٌ .
11.في (أ) : المضطرّ .
12.في (أ) : يرجوه .
13.في (أ) : الدمى .
14.في (أ) : مجدهم .
15.في(أ) : مات .
16.في (أ) : أيضا .
17.انظر الإرشاد : ۲ / ۲۲ و ۲۳ مع اختلافٍ يسير ، وبحار الأنوار : ۴۴ / ۱۶۵ ح ۳ .
18.في (ب) : فأمّا .