يستسلموا ۱ على حكم الأمير عبيداللّه بن زياد أو القتال ، فاختاروا القتال [على الاستسلام ]فعَدوْنا عليهم مع شروق الشمس فأحطْنابهم من كلّ ناحية حتّى أخذت السيوف مأخذها من هام القوم وجعلوا يهربون إلى غير وَزَر ويلوذون بالآكام والحفر لواذا كما يلوذ الحمام ۲ من عقاب أوصقر ، فواللّه ما كان إلاّ جَزْرَ جزورٍ أو نومةَ قائل حتّى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم [أجسامهم بالعراء ]مجرّدة وثيابهم بالدماء مرمّلة ۳ وخدودهم في التراب ۴ معفّرة ، تصهرهم الشمس وتسفى عليهم الريح وزوّارهم ۵ العقبان ، والرخم بقي في سَبْسَبٍ من الأرض ۶ .
1.في (أ) : ينزلوا .
2.في (ج) : الحمائم .
3.في (أ) : بدمائهم مضرّجة .
4.في (ب) : بالتراب .
5.في (ج): وزارهم .
6.انظر الفتوح : ۳ / ۱۴۸ مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ ، تاريخ الطبري : ۴ / ۳۵۱ ـ ۳۵۲ ، نور الأبصار : ۲۶۴ ، البحار : ۴۵ / ۱۳۰ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ۲ / ۵۶ ولكن بلفظ : اثنين وثمانين رجلاً ... الإرشاد للشيخ المفيد : ۲۷۵ ، مثير الأحزان : ۹۸ ، عوالم العلوم : ۱۷ / ۴۳۰ ، منتهى الآمال : ۱ / ۷۶۱ مقتل الحسين لأبي مخنف : ۲۱۰ .
ولا اُريد التعليق على هذا الكلام بل أنقل ما نصَّ عليه المؤرّخ الكبير الشيخ عبدالوهاب النجّار المدرّس بقسم التخصّص في الأزهر في هامش الكامل : ۳ / ۲۹۸ ط المنيرية حيث قال : هذا هو الفخر المزيّف والكذب الصريح ، فإنّ كلّ المؤرّخين يذكرون لمن كان مع الحسين وله ثباتا لا يضارعه ثبات ، وإباءً وشمائل قلّ أن يريا لمكثور قلّ ناصره وكثر واتروه .
وقال في ۲۹۹ : ... هذا النصر في نظري ونظر كلّ عاقل صحيح العقل شرٌّ من الخذلان والهزيمة ، إذ ما فخر للآلاف الكثيرة تجتمع على اثنين وسبعين رجلاً قد نزلوا على غير ماء ، إنما يعتبر النصر شرفا وفخرا إذا كانت العدّة متكافئة والعدد قريبا ، فحقّ ابن زياد ومن كان على شاكلته أن يندبوا على أنفسهم بالخيبة والخسران وأن يطأطئوا رؤوسهم ذلاًّ وعارا حينما وقف هؤلاء النسوة الأشراف على رأسهنّ السيّدة زينب بنت فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوهي بهذه الحالة ، لعن اللّه الفسق والفسّاق ، لقد سوّدوا صحائف التاريخ وسجّلوا على أنفسهم الجرائم الكبرى الّتي لاتغتفر ولاتنسى مدى الدهر ، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، ولاحول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم .