837
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

الحبرين ۱ قال : رأيت عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقلت : يا أمير المؤمنين تقولون يوم فتح مكّة : مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ثمّ يتّم ولدك الحسين يوم كربلاء منهم مأتم! فقال لي عليه السلام : أما سمعت أبيات ابن الصيفي التميمي في هذا المعنى؟ فقلت : لا ، فقال : اذهب إليه واسمعها ، فاستيقظت من نومي مفكّرا ، ثمّ إنّي ذهبت إلى دار ابن الصيفي ـ وهو الحيص بيص ۲ الشاعر الملقّب بشهاب الدين ـ فطرقت عليه الباب فخرج عليَّ فقصصت عليه الرؤيا فأجهش بالبكاء وحلف باللّه إن كان سمعها منّي أحد وإن أكن نظمّتها إلاّ في ليلتي هذه ، ثمّ أنشد ۳ :

ملكنا فكان العفو منّا سجيةً فلمّا ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الاُسارى وطالما غدونا على الأسرى نعفو ونصفح
وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكلّ إناءٍ بالّذي فيه ينضح
ومكث الناس بعد قتل الحسين عليه السلام شهرين أو ثلاثة كأنما لطخ الحائط بالدماء ساعة ما تطلع الشمس ۴ .

1.كذا ، وفي نور الأبصار : وكان من الثقات الخيّرين .

2.هو أبو الفوارس سعد بن محمّد بن سعد بن صيفي التميمي المتوفى في بغداد سنة (۵۷۴ ه) فقيه شافعى جدلي ، غلب عليه الشعر فشهر به . ولقّب بالحيص بيص لأنه رأى قوما في اضطراب من شيء بلَغَهم فقال : ما بال القوم في حيص بيص أي في شدّة وضيق .

3.انظر نور الأبصار : ۲۶۶ ط دار الجيل بيروت .

4.انظر ينابيع المودّة : ۳ / ۱۷ و۲۰ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
836

القيس ۱ فلمّا وصلت إلى المدينة وأقامت قليلاً وخطبها الأشراف من قريش فقالت : ما كنت لآخذ حموا ۲ بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آلهولازوجا بعد الحسين عليه السلام . وبقيت بعده سنة لم يظلّلها سقف إلى أن ماتت (رض) ۳ .
ولمّا بلغ أهل المدينة قتل الحسين عليه السلام خرجت ابنة عقيل بن أبي طالب في نساء من بني هاشم خرجن معها وهي حاسرة تلوي ثوبها ۴ وتقول :
ماذا تقولون إن۵قال النبيّ لكم ماذا فعلتم وأنتم آخر الاُمم
بعترتي وبأهلي۶بعد مفتقدي منهم اُسارى وقتلى ضرّجوا بدم
ماكان هذا جزائي إذ۷نصحتُ لكم أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
وحكى الشيخ نصر اللّه بن يحيى ۸ في مشارف الصاغة ۹ وكان من الثقات

1.الرباب بنت امرئ القيس بن عديّ بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب بن كلب . انظر ترجمتها في المعارف لابن قتيبة : ۲۱۳ ، و : ۹۳ ط آخر ، مقاتل الطالبيين : ۹۴ ، الأغاني : ۱۴ / ۱۶۳ . وسكينة الّتي ذكرها اسمها أمينة وقيل اُميمة كما جاء في الأغاني : ۱۴ / ۱۶۶ . روي أنّ رجلاً سأل عبد اللّه بن الحسن عن اسم سكينة فقال : أمينة ، فقال : إنّ ابن الكلبي يقول اُميمة ، فقال : سل ابن الكلبي عن اُمه وسلني عن اُمي» . وهي الّتي بكت على الحسين حتّى جفّت دموعها فأعلمتها بعض جواريها بأنّ السويق يسيل الدمعة فأمرت أن يصنع لها السويق لاستدرار الدموع . انظر البحار : ۱۰ / ۲۳۵ عن الكافي ، وقد رثت الإمام الحسين شعرا كما جاء في الأغاني : ۲ / ۱۰۸ .

2.في (د) : لأتخذ حما .

3.انظر الكامل في التاريخ : ۴ / ۸۸ وزاد : ... انها أقامت على قبره عليه السلام سنة وعادت إلى المدينة ، فماتت أسفا عليه ، وانظر ينابيع المودّة : ۳ / ۱۵۲ ط اُسوة .

4.اختلف أرباب السِير والتاريخ في نسب هذه الأبيات فقيل إنها للامام عليّ بن الحسين عليه السلام كما ورد في الفتوح لابن أعثم : ۳ / ۱۵۳ ، والبحار : ۴۵ / ۱۳۶ ، عوالم العلوم : ۱۷ / ۴۳۶ . وفي الإرشاد : ۲ / ۱۲۴ ، و : ۲۳۲ ط آخر : وخرجت اُمُّ لقمان بنتُ عقيل بن أبي طالب حينَ سمعت نَعي الحسين عليه السلام حاسرةً ومعَها أخواتها : اُمّ هانئ وأسماء ورَمْلة ، وزينب بنات عقيل بن أبي طالبٍ رحمةُ اللّه ِ عليهن تبكي قتلاها بالطفِّ ... وفي تاريخ الطبري : ۶ / ۲۲۱ : خرجت امرأة من بني عبدالمطّلب ناشرةً شعرها واضعة كمّها على رأسها تلقاهم وهي تبكي وتقول ... وانظر مروج الذهب : ۲ / ۹۴ ـ ۹۵ . وفي ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : ۳ / ۴۷ ط اُسوة : خرجت زينب بنت عقيل بن أبي طالب كاشفة وجهها ، ناشرةً شعرها ، تصيح واحسيناه ، وا إخوتاه ، وا أهلاه ، وا محمّداه ، واعليّاه ، واحسناه وزاد بعد البيت الأوّل : بأهل بيتي وأولادي أما لكم عهد؟ أما أنتم توفون بالذمم وذكر القندوزي في ينابيع المودّة : ۳ / ۸۹ ط اُسوة أيضا أنّ الأبيات سمعها السبايا من هاتف من السماء . وانظر مقتل الحسين لأبي مخنف : ۲۲۷ ـ ۲۲۸ وقد نسبها إلى ابنة عقيل دون البيت الثالث . وانظر البحار : ۴۵ / ۱۲۳ وقد نسيها نسبها إلى اُمّ لقمان بنت عقيل ولكن في ۱۶۳ نسبها إلى زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليه السلام نقلاً عن الاحتجاج : ۱۵۹ و۱۶۰ وزاد عليها : إنّي لأخشى عليكم أن يحلَّ بكم مثل العذاب الّذي أودى على إرم وفي البحار : ۴۵ / ۸۸ نسبها إلى أسماء بنت عقيل مع اختلاف في اللفظ نقلاً عن مجالس الشيخ المفيد ، وفي ص ۲۳۷ نسبها إلى الجنّ نقلاً عن كامل الزيارات : ۹۵ ، ومناقب آل أبي طالب : ۴ / ۶۲ و ۶۳ ، وتذكرة الخواصّ : ۱۵۳ ، و : ۲۶۷ ط آخر . وفي مقتل الحسين للخوارزمي : ۲ / ۷۶ نسبها إلى بنت عقيل وزاد : ضيّعتم حقّنا واللّه أوجبه وقد رعى الفيل حقّ البيت والحرم ثمّ أضاف : وجاء في المسانيد أنّ القائلة للبيتين الأوّلين زينب بنت عليّ عليهماالسلام حين قُتل الحسين عليه السلام وأنها أخرجت رأسها من الخباء ، ورفعت عقيرتها ـ الصوت الباكي ـ وقالت البيتين الأوّلين . وفي أمالي ابن الشيخ الطوسي : ۵۵ نسبها إلى ابنة عقيل ولكن باختلاف الألفاظ الّتي مطلعها : ماذا تقولون إن قال النبيّ لكم يوم الحساب وصدق القول مسموع خذلتم عترتي أو كنتُم غيّبا والحقّ عند وليِّ الأمر مجموع ولكن ابن شهرآشوب في المناقب: ۲/۲۲۷ ، و: ۴/۱۱۵ ط آخر نسب الأبيات الّتي نقلها ابن الصبّاغ إلى أسماء . وانظر مثير الأحزان لابن نما : ۵۱ ، اللهوف لابن طاووس : ۹۶ ، الكامل لابن الأثير : ۴ / ۳۶ ، الآثار الباقية للبيروني : ۳۲۹ ، تاريخ الطبري : ۶ / ۲۶۸ ، و : ۴ / ۳۵۷ ط آخر ، عيون الأخبار لابن قتيبة: ۱ / ۲۱۲ ، مجمع الزوائد للهيثمي : ۹ / ۲۰۰ ، منتهى الآمال للشيخ عباس القمّي : ۱ / ۷۹۴ بلفظ : خرجت امرأة من بني عبدالمطلب ... ، كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب للحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي : ۴۴۱ ، تاريخ ابن عساكر : ۴ / ۳۴۲ ، ذخائر العقبى لأحمد بن عبد اللّه الطبري : ۱۵۰ .

5.في (ب) : اذ .

6.في (أ) : وحريمي .

7.في (ب) : أو .

8.في (أ) : محلّى .

9.اسمٌ لمحلّة .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37285
صفحه از 1403
پرینت  ارسال به