الحبرين ۱ قال : رأيت عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقلت : يا أمير المؤمنين تقولون يوم فتح مكّة : مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ثمّ يتّم ولدك الحسين يوم كربلاء منهم مأتم! فقال لي عليه السلام : أما سمعت أبيات ابن الصيفي التميمي في هذا المعنى؟ فقلت : لا ، فقال : اذهب إليه واسمعها ، فاستيقظت من نومي مفكّرا ، ثمّ إنّي ذهبت إلى دار ابن الصيفي ـ وهو الحيص بيص ۲ الشاعر الملقّب بشهاب الدين ـ فطرقت عليه الباب فخرج عليَّ فقصصت عليه الرؤيا فأجهش بالبكاء وحلف باللّه إن كان سمعها منّي أحد وإن أكن نظمّتها إلاّ في ليلتي هذه ، ثمّ أنشد ۳ :
ملكنا فكان العفو منّا سجيةً فلمّا ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الاُسارى وطالما غدونا على الأسرى نعفو ونصفح
وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكلّ إناءٍ بالّذي فيه ينضح
ومكث الناس بعد قتل الحسين عليه السلام شهرين أو ثلاثة كأنما لطخ الحائط بالدماء ساعة ما تطلع الشمس ۴ .
1.كذا ، وفي نور الأبصار : وكان من الثقات الخيّرين .
2.هو أبو الفوارس سعد بن محمّد بن سعد بن صيفي التميمي المتوفى في بغداد سنة (۵۷۴ ه) فقيه شافعى جدلي ، غلب عليه الشعر فشهر به . ولقّب بالحيص بيص لأنه رأى قوما في اضطراب من شيء بلَغَهم فقال : ما بال القوم في حيص بيص أي في شدّة وضيق .
3.انظر نور الأبصار : ۲۶۶ ط دار الجيل بيروت .
4.انظر ينابيع المودّة : ۳ / ۱۷ و۲۰ .