865
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

لَنَا وَلاِءِخْوَنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالاْءِيمَـنِ وَلاَتَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ» 1 اخرجوا عنّي فعل اللّه بكم وصنع 2 .
وعن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين قال : أوصاني أبي وقال : يابني لاتصحب خمسة ولاتحادثهم ولاترافقهم في طريق ، فقلت : جعلت فداك ومَن هؤلاء الخمسة؟ قال : لا تصحبن فاسقا ، يبيعك بأكلة فما دونها ، فقلت : وما دونها؟ 3 قال : يطمع فيها ثمّ لاينالها . قلت : ومَن الثاني؟ قال : البخيل ، فإنّه يقطع بك أحوج ما يكون إليك . قلت : ومَن الثالث؟ قال : الكذّاب ، فإنّه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب إليك البعيد . قلت : ومَن الرابع؟ قال : الأحمق ، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك . قلت : ومَن الخامس؟ قال : قاطع الرحم ، فإنّي وجدته 4 ملعونا في ثلاثة مواضع من كتاب اللّه تعالى 5 .

1.الحشر : ۱۰ .

2.حقّا انّ الإمام عليه السلام عرف هؤلاء النفر من أهل العراق بأنهم ليسوا ممّن يتّصفون بهذه الصفات الّتي ذكرتها الآيات ۸ و۹ و۱۰ من سورة الحشر ، ولم يقصد عليه السلام بكلامه هذا أنه يدافع عن الخلفاء الذين ذكروهم ، بل إنّ مرارة ومأساة كربلاء لازالت في نفسه وحقّا أنهم لامن المهاجرين ولامن الذين اُخرجوا من ديارهم ولا ممّن آثروا بأنفسهم دون الإمام الحسين عليه السلام ولا ... ولا ... .

3.في (ج) : أو أقلّ من ذلك و«ما» بدل «من» وزاد في كلّ فقرة : وإيّاك ومصاحبة البخيل ، الكذّاب ، الأحمق ، قاطع الرحم .

4.في (أ) : رأيته .

5.انظر تحف العقول : ۲۷۹ ولكن باختلاف في التقديم والتأخير في بعض الألفاظ فمثلاً قال عليه السلام : إيّاك ومصاحبة الكذاب ... وإيّاك ومصاحبة الفاسق ... وفي (ب) : فإنه بايعك ... أو أقلّ من ذلك . وانظر الكافي : ۲ / ۶۴۱ بلفظ : ... فإنّي وجدته ملعونا في كتاب اللّه عزّوجلّ في ثلاثة مواضع : قال اللّه عزّوجلّ «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَـرَهُمْ» محمّد : ۲۲ وقال عزّوجلّ «وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَـقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى الْأَرْضِ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ» الرعد : ۲۵ وقال عزّوجلّ «الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَـقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى الْأَرْضِ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَـسِرُونَ» البقرة : ۲۷ ، وانظر الوافي : ۳ / ۱۰۵ . البداية والنهاية : ۹ / ۱۰۵ ، حياة الإمام زين العابدين للقرشي : ۵۶ .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
864

الحسين . أمّا بعد ، فإنك كتبت في يوم كذا من شهر كذا إلى الحجّاج سرّا في حقّنا بني عبدالمطّلب بما هو كيت و كيت وقد شكر اللّه لك ذلك . ثمّ طوى الكتاب وختمه وأرسل به مع غلام له من يومه على ناقة له إلى عبدالملك بن مروان وذلك من المدينة الشريفة إلى الشام ، فلمّا قدم الغلام على عبدالملك أوصله ا لكتاب ، فلمّا نظره وتأمّل فيه فوجد فيه تاريخه موافقا لتاريخ كتابه الّذي كتبه إلى الحجّاج في اليوم والساعة فعرف صدق عليّ بن الحسين وصلاحه ودينه ومكاشفته له ، فسرّ بذلك وبعث له مع غلامه بوقر راحلته دراهم وكسوة فاخرة وسيّره إليه من يومه وسأله أن لايخليه من صالح دعائه 1 .
وقدم على عليّ بن الحسين عليه السلام نفرٌ من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان ما قالوا ، فلمّا فرغوا من كلامهم قال لهم عليّ بن الحسين عليه السلام : ألا تخبروني من أنتم؟ أنتم «الْمُهَـجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـرِهِمْ وَأَمْوَلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَنًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الصَّـدِقُونَ» 2 قالوا : لا ، قال : فأنتم «وَالَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ وَالاْءِيمَـنَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَيَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ» 3 فقالوا : لا ، فقال : أمّا أنتم فقد تبرّأتم أن تكونوا من هذين الفريقين ، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال اللّه في حقّهم «وَالَّذِينَ جَآءُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ

1.انظر ينابيع المودّة : ۳ / ۱۰۵ ـ ۱۰۷ ، و : ۴۵۴ ط آخر ط اُسوة بشكل مختصر . وانظر الصواعق المحرقة لابن حجر : ۲۰۰ ، كفاية الطالب : ۴۴۸ ، حلية الأولياء : ۴ / ۱۳۵ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۴ / ۱۳۲ ، حياة الإمام زين العابدين للمقرّم : ۳۷۴ ، جامع كرامة الأولياء : ۲ / ۱۵۶ ، شرح شافية أبي فراس : ۲ ورقة ۱۰۴ ، تاريخ دمشق : ۳۶ / ۱۴۸ ، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : ۲ / ۴۳ ـ ۴۴ ، بحر الأنساب ، ورقة ۴۲ ، البحار : ۴۶ / ۱۲۳ ح ۱۵ و ۱۶ ، أعيان الشيعة : ۴ / ۲۳۵ ، كشف الغمّة : ۲ / ۷۶ .

2.الحشر : ۸ .

3.الحشر : ۹ .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37238
صفحه از 1403
پرینت  ارسال به