941
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

وصلّى أربع ركعات ، ثمّ مال إلى كثيب رَملٍ فجعل يقبض بيده يطرحه في الركوة ويحركها ويشرب ، فأقبلت إليه ۱ وسلّمت عليه فردّ عليَّ السلام فقلت : أطعمني من فضل ما أنعم اللّه عليك ، فقال : يا شقيق لم تزل نِعَم اللّه علينا ۲ ظاهرة وباطنة فأحسن ظنّك بربّك ، ثمّ ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكّر ، فواللّه ما شربت قطّ ألذّ منه ولاأطيب ريحا فشبعت ورويت وأقمت أياما لاأشتهى طعاما ولاشرابا .
ثمّ لم أرَه حتّى حططنا ۳ بمكة فرأيته ليلة إلى جنب قبّة الشراب في نصف الليل وهو قائم يصلّي بخشوع وأنين وبكاء ، فلم يزل كذلك حتّى ذهب الليل ، فلمّا رأى الفجر ۴ جلس في مُصلاّه يُسبّح اللّه تعالى ، ثمّ قال إلى حاشيته الطواف فركع الفجر ۵ هناك ثمّ صلّى فيه الصبح مع الناس ، ثمّ دخل الطواف فطاف إلى بعد شروق الشمس ، ثمّ صلّى خلف المقام ، ثمّ خرج يريد الذهاب فخرجت خلفه اُريد السلام عليه وإذا بجماعة قد طافوا به يمينا وشمالاً ومن خلفه ومن قدّامه ، وإذا له حاشية وغاشية ۶ وموالٍ وخدم وحشم وأتباع قدخرجوا معه ، فقلت لهم : من هذا الفتى؟ فقالوا : هو موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقلت : لايكون هذا إلاّ لمثل هذا ، ثمّ إنّي انصرفت .
وهذه الحكاية رواها جماعة من أهل التأليف والمحدّثين ، رواها ابن الجوزي في كتابه مسير العزم ۷ الساكن إلى أشرف الأماكن ، ورواها الحافظ عبدالعزيز

1.في (أ) : نحوه .

2.في (أ) : عليك .

3.في (ب) : دخلنا .

4.في (أ) : إلى طلوع الفجر .

5.كذا ، والصحيح «ثمّ قام إلى حاشية المطاف فركع ركعتي الفجر» كما في بعض المصادر كنور الأبصار .

6.غاشيه فلان : خدمه وزوّاره وأصدقاؤه ينتابونه .

7.الصحيح هو مثير الغرام كما ورد في كشف الظنون : ۲ / ۱۵۸۹ وفي كشف الغمّة للإربلي : ۲ / ۲۱۳ . «اثارة العزم» .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
940

نفسي ۱ ونطق باسمي وما هذا إلاّ عبد صالح لألحقنّه ولأسأله الدعاء و أن يحلّلني ممّا ظننته ۲ به ، فغاب عنّى ولم أره .
فلمّا نزلنا واقصة ۳ فإذا هو واقف يصلّي [وأعضاؤه تضطرب ودموعه تجري ]فقلت : هذا صاحبي أمضي إليه وأستحلّه ۴ ، فصبرت حتّى جلس ۵ من صلاته فالتفت إليَّ وقال : يا شقيق اتلُ «وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَــلِحًا ثُمَّ اهْتَدَى»۶ ثمّ قام ومضى وتركني فقلت : ان هذا الفتى من الأبدال ۷ لقد ۸ تكلّم على سرّي مرّتين .
فلمّا نزلنا زبالة ۹ وإذا أنا بالفتى قائم على البئر وأنا أنظر إليه وبيده ركوة يريد أن يستقي فيها الماء ، فسقطت الركوة من يده في البئر فرمق إلى السماء بطرفه وسمعته يقول : أنت ربّي إذا ظمئت إلى الماء ، وأنت ۱۰ قوّتي إذا طلبت طعاما ۱۱ ، ثمّ قال : اللّهمّ إلهي وسيّدي مالى غيرها ۱۲ فلا تعدمنيها . قال شقيق : فواللّه لقد رأيت الماء ارتفع إلى رأس البئر والركوة طافية عليه فمدّ يده وأخذها وملأها ماءً ، فتوضّأ منها

1.في (أ) : خاطري .

2.في (ب) : ظلمته .

3.منزل بطريق مكة . انظر معجم البلدان : ۵ / ۳۵۴ .

4.في (أ) : واستحلله .

5.في (أ) : فرغ .

6.طه : ۸۲ .

7.الأبدال : قوم من الصالحين لاتخلو الدنيا منهم ، سُمُّوا بذلك لأنهم كلّما مات واحد منهم أبدل اللّه مكانه آخر . انظر النهاية : ۱ / ۱۰۷ ، مجمع البحرين : ۵ / ۳۱۹ .

8.في (أ) : قد .

9.في (أ) : زبالاً .

10.في (أ) : وهو .

11.ورد هذا الدعاء في نسخة (ج) هكذا : ...إلى الماء وقوّتي إذا أردتُ طعاما .

12.في (أ) : سواك .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37435
صفحه از 1403
پرینت  ارسال به