وأكرمهم نفسا ۱ ، وكان يتفقُد فقراء المدينة في الليل ويحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم والنفقات ولايعلمون من أيّ جهة وصلهم ذلك ، ولم يعلموا بذلك إلاّ بعد موته عليه السلام وكان كثيرا مّا يدعو . «اللّهمّ إنّي أسالك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب» ۲ .
وحكي أنّ الرشيد سأله يوما : كيف قلتم نحن ۳ ذرّية رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوأنتم أبناء ۴ عليّ وإنّما يُنسب الرجل إلى جدّه لأبيه دون جدّه لاُمّه؟! فقال الكاظم عليه السلام : أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم : «وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَـنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَـرُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ»۵ وليس لعيسى أب وإنما اُلحق بذرّية الأنبياء من قِبل اُمّه ، وكذلك اُلحقنا بذرّية النبي من قِبل اُمّنا فاطمة الزهراء عليهاالسلام .وزيادة اُخرى يا أمير المؤمنين قال اللّه عزّوجلّ : «فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ...»۶ ولم يدع صلى الله عليه و آلهعند مباهلة النصارى غير عليّ وفاطمة والحسن والحسين وهما الأبناء ۷ .
1.انظر الإرشاد للشيخ المفيد : ۲۹۶ ، و : ۲ / ۲۳۱ ط آخر وزاد « ... فيحمل إليهم الزنبيل فيه العين (الذهب والدنانير) والورق (الفضّه والدراهم) والأدقة ـ جمع دقيق وهو الطحين ـ والتمور فيوصل إليهم ذلك ولايعلمون من أيّ جهة هو» . وانظر حلية الأبرار : ۲ / ۲۵۳ ، والوسائل : ۴ / ۱۰۷۴ ح ۸ و ۹ ، والبحار : ۸۶ / ۲۳۰ ح ۵۴ ، و : ۴۸ / ۱۰۱ ح ۵ .
2.انظر إعلام الورى : ۲۹۶ ، مناقب آل أبي طالب : ۴ / ۳۱۸ ، البحار : ۴۸ / ۱۰۱ ح ۵ ، الإرشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۲۳۱ ، حلية الأبرار : ۲ / ۲۵۳ ، الوسائل : ۴ / ۱۰۷۴ ح ۸ و ۹ ، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي : ۴۶۳ .
3.في (ج) : إنّا .
4.في (أ) : بنو .
5.الأنعام : ۸۴ و۸۵ .
6.آل عمران : ۶۱ .
7.رويت هذه القصة بزيادة ونقصان في كثير من كتب الحديث والتاريخ والسير تحت عنوان احتجاجه عليه السلام بأنهم ذرّية النبيّ صلى الله عليه و آله فانظر الاختصاص للشيخ المفيد : ۴۸ لتجدها بشكل مفصّل ، وكشف الغمّة للإربلي : ۲ / ۲۱۵ ، والبحار : ۲ / ۲۴۰ ، و : ۴۸ / ۱۲۱ ح ۱ ، و ۱۵۸ ح ۳۳ ، و : ۱۰۴ / ۳۳۷ ح ۱۹ ، وإثبات الهداة للحرّ العاملي : ۲ / ۱۵۳ ح ۵۹۳ ، وتحف العقول : ۴۰۴ ، الوسائل : ۱۸ / ۷۴ ح ۸۴ ، و : ۱۴ / ۲۷۵ ح ۳ ، المستدرك : ۳ / ۱۸۳ ح ۳۱ ، عيون أخبار الرضا : ۱ / ۸۱ ح ۹ ، الاحتجاج : ۲ / ۱۶۱ وانظر عيون التواريخ : ۶ / ۱۶۵ (مخطوط) ، الاتحاف بحبّ الأشراف : ۱۴۸ ، مفتاح النجا : ۱۷۴ (مخطوط) ، الكواكب الدرّية للمناوي : ۱ / ۱۷۲ ، أخبار الدول : ۱۲۳ ، الأنوار القدسية : ۳۸ .
وقد سبق لنا وأن ناقشنا هذه الآية الّتي تفسر (أبناءنا) الحسن والحسين (ونساءنا) فاطمة و(أنفسنا) عليّ بن أبي طالب ، فانظر لمزيد الفائدة الطبري في تاريخه : ۲ / ۱۹۷ ، فرائد السمطين للجويني : ۱ / ۲۵۷ ح ۱۹۸ ، السيرة النبوية : ۲ / ۱۰۶ ، المناقب لابن المغازلي : ۹۷ ح ۲۳۴ ، المناقب للخوارزمي : ۱۰۷ ، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : ۲۶ ، نظم درر السمطين : ۱۲۰ ، مفتاح النجا للبدخشي : ۲۵ ، ينابيع المودّة : ۱۵۷ ، و : ۲۵۱ ط آخر ، و : ۳ / ۱۱۷ ط اُسوة ، تجهيز الجيش للدهلوي : ۳۹۱ ، نور الأبصار للشبلنجي : ۳۰۱ ، البداية والنهاية لابن كثير : ۷ / ۲۶۳ ، أرجح المطالب : ۴۷۲ ، الأغاني : ۱۴ / ۳۵ ، لسان الميزان لابن حجر العسقلاني : ۴ / ۴۰۶ ، ميزان الاعتدال للذهبي : ۲ / ۳۲۴ ، وسيلة المآل : ۱۴۸ ، إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري : ۵ / ۸۵ ، و : ۶ / ۱۵ ـ ۲۳ ، و :۱۶ / ۴۱۸ ـ ۴۲۴ .