953
الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2

اختبرته طول مقامه في حبسي بمن حبسته معه عينا عليه لتنظروا ۱ حيلته وامره وطويته بمن له المعرفة والدراية ويجري من الإنسان مجرى الدم ، فلم يكن منه سوء قطّ ، ولم يذكر أمير المؤمنين إلاّ بخير ، ولم يكن عنده تطلّع إلى ولاية ولاخروج ولاشيء من أمر الدنيا ، ولاقطّ دعا على أمير المؤمنين ولا على أحد من الناس ، ولايدعو إلاّ بالمغفرة والرحمة له ولجميع المسلمين ، مع ملازمته للصيام والصلاة والعبادة ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من أمره وينفذ مَن يتسلّمه منّي و إلاّ خلّيت ۲ سبيله فإني منه في غاية الحرج ۳ .
وروي أنّ شخصا من بعض العيون الّتي كانت عليه في السجن رفع إلى عيسى بن جعفر أنه سمعه يقول في دعائه : اللّهمّ إنّك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك اللّهمّ وقد فعلتَ فلك الحمد ۴ .

1.كذا ، والصحيح : لينظروا .

2.في (أ) : أو لأسرحت ، وفي (د) : لسرّحت .

3.انظر الإرشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۲۴۰ ففيه يورد نصّ كتاب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له «قد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي ، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدّة ، فما وجدته يفتر عن العبادة ووضعت مَن يسمع منه مايقول في دعائه فما دعا عليك ولا عليَّ ولا ذكرنا في دعائه بسوء ، وما يدعو لنفسه إلاّ بالمغفرة والرحمة ، فإن أنت أنفذت إليَّ مَن يتسلّمه منّي وإلاّ خلّيتُ سبيله فإنني متحرّج من حبسه» . وقريب من هذا في مقاتل الطالبيين : ۴۱۵ و ۴۱۶ ولكن بشكل مختصر ، ومثله في الغيبة للطوسي : ۲۱ ، والبحار : ۴۸ / ۲۳۱ ح ۳۸ ، وإثبات الهداة : ۵ / ۵۲۰ ح ۳۷ . وقال الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا : ۱ / ۸۵ ح ۱۰ والعلاّمة المجلسي في البحار : ۴۸ / ۲۲۱ ح ۲۵ ، وابن شهرآشوب في المناقب : ۳ / ۴۴۰ «فحبسه عيسى في بيت من بيوت المحبس الّذي كان يحبس فيه واقفل عليه وشغله عنه العيد ، فكان لايفتح عنه الباب إلاّ في حالتين : حال يخرج فيها إلى الطهور ، وحال يُدخل إليه فيها الطعام .

4.انظر الإرشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۲۴۰ ، و : ۳۳۲ ط آخر ، البحار : ۴۸ / ۱۰۷ و ۱۰۱ ح ۵ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۳ / ۴۳۳ ، إحقاق الحقّ : ۱۲ / ۳۰۴ و ۳۰۵ ، إعلام الورى : ۳۰۶ ، حلية الأبرار : ۲ / ۲۵۳ ، الوسائل : ۴ / ۱۰۷۴ ح ۸ و ۹ ، الخرائج والجرائح : ۴۶۳ وهنالك أدعية اُخرى للإمام عليه السلام يقولها في سجوده منها : «قَبُحَ الذنبُ من عبدك فليحسُن العفو والتجاوز من عندك» رواه الزمخشري في ربيع الأبرار : ۲۲۵ (مخطوط) .


الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
952

ثمّ خرج فأمر به فاُخذ من المسجد ودخل ۱ به إليه فقيّده في تلك الساعة واستدعى بقبّتين ۲ فجعل كلّ واحدة منهما على بغل فجعله في إحدى القبّتين وسترها بالسقلاط ۳ وجعل مع كلّ واحدة منهما خيلاً وأرسل بواحدة منهما من على طريق البصرة وبواحدة [من] على طريق الكوفة ، وإنّما فعل الرشيد ذلك ليُعمّي أمره على الناس .
وكان موسى الكاظم في القبّة الّتي أرسل بها على طريق البصرة ، وأوصى القوم الذين كانوا معه أن يسلّموه إلى عيسى بن جعفر بن منصور ۴ وكان على البصرة يومئذٍ واليا ، فسلّموه إليه ، فتسلّمه منهم وحبسه عنده سنة ۵ .
فبعد السنة كتب إليه الرشيد في سفك دمه وإراحته منه ، فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خواصّه وثقاته اللائذين ۶ به والناصحين له فاستشارهم بعد أن أراهم ما كتب به إليه الرشيد ، فقالوا : نشير عليك بالاستعفاء من ذلك وأن لاتقع فيه ، فكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول : يا أمير المؤمنين كتبت إلىَّ في هذا الرجل وقد

1.في (ج) : فدخل .

2.انظر عيون أخبار الرضا : ۱ / ۸۵ ح ۱۰ ، والبحار : ۴۸ / ۲۲۱ ح ۲۵ وزادا «فلمّا جنّ الليل أمر بقبّتين فهيئتا له فحمل موسى بن جعفر إلى أحدهما في خفاء ودفعه إلى حسّان السروي ـ إلى أن قال : ـ ووجّه قبّة اُخرى علانية نهارا إلى الكوفة ... فقدم حسّان البصرة قبل التروية بيوم ...» ومثله في المناقب لابن شهرآشوب : ۳ / ۴۴۰ .

3.نوع من الثياب الرومية .

4.انظر الإرشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۲۳۹ ، مقاتل الطالبيين : ۴۱۵ وليس كما ورد في عيون أخبار الرضا : ۱ / ۸۵ ح ۱۰ «عيسى بن جعفر بن أبي جعفر» والصحيح هو «عيسى بن جعفر بن المنصور الّذي كان واليا على البصرة» كما ورد في أكثر المصادر السابقة .

5.انظر الغيبة للطوسي : ۲۱ ، البحار : ۴۸ / ۲۳۱ ح ۳۸ ، إثبات الهداة للحرّ العاملي : ۵ / ۵۲۰ ح ۳۷ ، مقاتل الطالبيين : ۴۱۵ ، والإرشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۲۳۹ .

6.في (د) : اللذين .

  • نام منبع :
    الفصول المهمة في معرفة الائمة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الغريري، سامي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37173
صفحه از 1403
پرینت  ارسال به