اختبرته طول مقامه في حبسي بمن حبسته معه عينا عليه لتنظروا ۱ حيلته وامره وطويته بمن له المعرفة والدراية ويجري من الإنسان مجرى الدم ، فلم يكن منه سوء قطّ ، ولم يذكر أمير المؤمنين إلاّ بخير ، ولم يكن عنده تطلّع إلى ولاية ولاخروج ولاشيء من أمر الدنيا ، ولاقطّ دعا على أمير المؤمنين ولا على أحد من الناس ، ولايدعو إلاّ بالمغفرة والرحمة له ولجميع المسلمين ، مع ملازمته للصيام والصلاة والعبادة ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من أمره وينفذ مَن يتسلّمه منّي و إلاّ خلّيت ۲ سبيله فإني منه في غاية الحرج ۳ .
وروي أنّ شخصا من بعض العيون الّتي كانت عليه في السجن رفع إلى عيسى بن جعفر أنه سمعه يقول في دعائه : اللّهمّ إنّك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك اللّهمّ وقد فعلتَ فلك الحمد ۴ .
1.كذا ، والصحيح : لينظروا .
2.في (أ) : أو لأسرحت ، وفي (د) : لسرّحت .
3.انظر الإرشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۲۴۰ ففيه يورد نصّ كتاب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له «قد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي ، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدّة ، فما وجدته يفتر عن العبادة ووضعت مَن يسمع منه مايقول في دعائه فما دعا عليك ولا عليَّ ولا ذكرنا في دعائه بسوء ، وما يدعو لنفسه إلاّ بالمغفرة والرحمة ، فإن أنت أنفذت إليَّ مَن يتسلّمه منّي وإلاّ خلّيتُ سبيله فإنني متحرّج من حبسه» .
وقريب من هذا في مقاتل الطالبيين : ۴۱۵ و ۴۱۶ ولكن بشكل مختصر ، ومثله في الغيبة للطوسي : ۲۱ ، والبحار : ۴۸ / ۲۳۱ ح ۳۸ ، وإثبات الهداة : ۵ / ۵۲۰ ح ۳۷ . وقال الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا : ۱ / ۸۵ ح ۱۰ والعلاّمة المجلسي في البحار : ۴۸ / ۲۲۱ ح ۲۵ ، وابن شهرآشوب في المناقب : ۳ / ۴۴۰ «فحبسه عيسى في بيت من بيوت المحبس الّذي كان يحبس فيه واقفل عليه وشغله عنه العيد ، فكان لايفتح عنه الباب إلاّ في حالتين : حال يخرج فيها إلى الطهور ، وحال يُدخل إليه فيها الطعام .
4.انظر الإرشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۲۴۰ ، و : ۳۳۲ ط آخر ، البحار : ۴۸ / ۱۰۷ و ۱۰۱ ح ۵ ، المناقب لابن شهرآشوب : ۳ / ۴۳۳ ، إحقاق الحقّ : ۱۲ / ۳۰۴ و ۳۰۵ ، إعلام الورى : ۳۰۶ ، حلية الأبرار : ۲ / ۲۵۳ ، الوسائل : ۴ / ۱۰۷۴ ح ۸ و ۹ ، الخرائج والجرائح : ۴۶۳ وهنالك أدعية اُخرى للإمام عليه السلام يقولها في سجوده منها : «قَبُحَ الذنبُ من عبدك فليحسُن العفو والتجاوز من عندك» رواه الزمخشري في ربيع الأبرار : ۲۲۵ (مخطوط) .