مشتملة عليها لقيت بأم القرآن.
السبب الثاني لهذا الاسم، أن حاصل جميع الكتب الإلهيه يرجع إلى امور ثلاثة: امّا الثّناء على اللّه باللسان، و إما الإشتغال بالخدمة والطاعة، وإمّا طلب المكاشفات والمشاهدات. فقوله: «الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» كله ثناء على اللّه . وقوله: «إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ» اشتغال بالخدمة و العبودية إلاّ أن الإبتداء وقع بقوله «إِيّاكَ نَعْبُدُ» و هو إشارة إلى الجد والاجتهاد في العبودية. ثم قال: «وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ» و هو إشارة إلى اعتراف العبد بالعجز والذلة والمسكنة والرجوع إلى اللّه . وأمّا قوله: «إهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» فهو طلب للمكاشفات والمشاهدات وأنواع الهدايات.
السبب الثالث....
السبب الرابع....
السبب الخامس. قال الثعلبي: سمعت أبا القاسم بن حبيب، قال: سمعت أبابكر القفال، قال: سمعت ابابكر بن دريد يقول: الأم في كلام العرب الراية التي ينصبها العسكر. قال قيس بن الخطم:
نصبنا امنى حتى ابذ عرَّواوصاروا بعد ألفتهم شلالاً
فسميت هذه السورة بأمّ القرآن، لأن مفزع أهل الإيمان إلى هذه السورة؛ كما أن مفزع العسكر إلى الراية والعرب تسمي الأرض أمّا، لأن معاد الخلق إليها في حياتهم ومماتهم، ولأنّه يقال: أم فلان فلانا إذا قصده.
الاسم الرابع من أسماء هذه السورة، السبع المثاني. قال اللّه تعالى: «وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي»۱ و في سبب تسميتها بالمثاني وجوه: الاوّل، أنها مثنى نصفها ثناء العبد للرب ونصفها عطاء الرب للعبد. الثاني، سميت