27
إكسير المحبّة

إنّ الزكاة بمفهومها العام تشمل مطلق الحقوق الماليّة الواجبة منها والمستحبّة ، ولهذا حينما سأل شخصٌ الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام :

۰.«في كَم تَجِبُ الزَّكاةُ مِنَ المالِ ؟ فَقالَ لَهُ : الزَّكاةَ الظّاهِرَةَ أمِ الباطِنَةَ تُريدُ ؟ قالَ : اُريدُهُما جَميعا . فَقالَ : أمَّا الظّاهِرَةُ فَفي كُلِّ ألفٍ خَمسَةٌ وعِشرونَ دِرهما ، وأمَّا الباطِنَةُ فَلا تَستَأثِر عَلى أخيكَ بِما هُوَ أحوَجُ إلَيهِ مِنكَ» ۱ .

وعلى هذا الأساس يمكن القول بأنّ مطلق الإحسان للناس في سبيل اللّه عزّ وجلّ شرط لكمال الانتفاع من بركات مطلق الذكر وعلى رأسه الصلاة .
إنّ دور خدمة النّاس في تكامل الإنسان ؛ إلى حدٍّ يصف فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله خدّام النّاس بأنّهم أفضل الناس قائلاً : «خَيرُ النّاسِ مَنِ انتَفَعَ بِهِ النّاسُ» ۲

كما اعتبر الإمام عليّ عليه السلام الإِحسان إلى جانب طاعة اللّه تعالى الحكمة المبتغاة من وراء خلق الإنسان قائلاً :

۰.«بِتَقوَى اللّهِ اُمِرتُم ، ولِلإِحسانِ وَالطّاعَةِ خُلِقتُم» ۳ .

إنّ خدمة الناس ـ كما قال الإمام الخميني ۴ قدس سره ـ هي في الواقع

1.معاني الأخبار : ۱۵۳ / ۱ باب في معنى الزكاة الظاهرة والباطنة .

2.الاختصاص : ۲۴۳ .

3.بحار الأنوار : ۳۲ / ۳۵۶ / ۳۳۷ نقلاً عن شرح نهج البلاغة .

4.جاء في وصيّة الإمام الخميني قدس سرهلولده : «بُنيّ ! عليك أن لا تتنصّل عن مسؤوليتك الإنسانية في خدمة الخلق التي هي خدمة الحقّ تعالى ...» صحيفة النور : ۲۲ / ۳۵۹ .


إكسير المحبّة
26

من هنا حدّد الإمام الصادق عليه السلام استيعاب حقيقة الصلاة ، والاستفادة التامّة من الدين ، كأفضل وسيلة للسلوك إلى اللّه ، حيث قال في هذا المعنى :

۰.«إذا قُمتَ إلَى الصَّلاةِ فَقُل : اللّهُمَ إنّي اُقَدِّمُ إلَيكَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بَينَ يَدَي حاجَتي وأتَوَجَّهُ بِهِ إلَيكَ ، فَاجعَلني بِهِ وَجيها عِندَكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبينَ ، اجعَل صَلاتي بِهِ مَقبولَةً ، وذَنبي بِهِ مَغفورا ، ودُعائي بِهِ مُستَجابا ، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ» ۱ .

ب ـ الإحسان إلى الخلق

أحد الشروط المهمّة لقبول الصلاة والانتفاع من آثارها وأنوارها وبركاتها ، هو الزكاة ، وقد أكّدت عليه النصوص الإسلاميّة كثيرا ، فقد دعا القرآن الكريم الناس إلى دفع الزكاة إلى جانب أداء الصلاة ، وأزاح الإمام الرّضا عليه السلام الستار عن سرّ هذا التقارن قائلاً :

۰.«إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أمَرَ بِثَلاثَةٍ مَقرونٍ بِها ثَلاثَةٌ اُخرى : أمَرَ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ؛ فَمَن صَلّى ولَم يُزَكِّ لَم تُقبَل مِنهُ صَلاتُهُ ...» ۲ .

وقد بلغ دور إيتاء الزكاة للاستفادة من بركات الصلاة حدّا جعل الإمام الصادق عليه السلام يقول :

۰.«لا صَلاةَ لِمَن لا زَكاةَ لَهُ» ۳ .

1.الكافي : ۳ / ۳۰۹ / ۳ .

2.بحار الأنوار : ۹۶ / ۱۲ / ۱۷ نقلاً عن الخصال .

3.مشكاة الأنوار : ۹۶ / ۲۱۲ .

  • نام منبع :
    إكسير المحبّة
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اوّل
    پیوند معرفی کتاب :
    http://www.hadith.net/post/49478
تعداد بازدید : 57156
صفحه از 144
پرینت  ارسال به