35
غريب الحديث في بحارالأنوار ج 1

يحلف الرجل بأبِيهِ ، فيحتمل أن يكون هذا القول قبل النهي ، ويحتمل أن يكون جرى منه على عادة الكلام الجاري على الألسن ولا يقصد بها القسم ؛ كاليمين المَعْفُوّ عنها من قَبِيل اللَغْو ، أو أراد به توكيد الكلام لا اليمين ، فإنّ هذه اللفظة تجري في كلام العرب على ضَربَين : للتعظيم ؛ وهو المراد بالقسم المنهيّ عنه ، وللتوكيد ؛ كقول الشاعر :


لَعَمْرُ أبي الواشِينَ لا عَمرُ غَيْرِهِملَقَدْ كَلَّفَتْني خُطَّةً لا اُريدُها
فهذا توكيد لا قَسم ؛ لأ نّه لا يَقْصد أن يحلف بأبي الواشين ، وهو في كلامهم كثير (النهاية) .

۰.* وفي الحديث :قالوا لعبد المطّلب : «هَنيئاً لك أبَا البَطْحاء» : 15 / 404 . إنّما سَمَّوه أبَا البَطحاء لأ نّهم شَرُفُوا به وعُظِّموا بدعائه وهدايته ، كما يقال لِلمِطْعام : أبو الأضياف (النهاية) .

۰.* وعن المنهال :«مَرَرتُ بالأبْواء وقد وُلد لأبي عبداللّه عليه السلام ، فسَبَقْتُهُ إلى المدينة ودَخَل بعدي بيوم ، فأطْعَمَ الناس ثلاثاً» : 48 / 4 . الأبْواء ـ بفتح الهمزة وسكون الباء والمدّـ : جبل بين مكّة والمدينة ، وعنده بلد يُنْسَب إليه (النهاية) .

باب الهمزة مع التاء

۰.أتم : عن أبي جعفر عليه السلام :«يُصنَع للميّت مَأْتَمٌ ثلاثة أيّام» : 79 / 88 . المأْتَمُ في الأصل : مُجْتَمَعُ الرجال والنساء في الغَمِّ والفَرَح ، ثمّ خُصَّ به اجتماع النساء للموت . وقيل : هو للشَّوابِّ من النساء لا غير (النهاية) .

۰.* وفي الخبر :«ثمّ أتِمَ أميرالمؤمنين عليه السلام طَويلاً ساكتاً» : 93 / 165 . أتَمَ يأتُمُ ـ كنَصَرَ ـ أتْما : قطع ، وأتِمَ بالمكان يَأْتَمُ اُتوماً من باب تَعِب ـ لغةٌ ـ : أقام ، واسم المصدر والزمان والمكان : «مَأْتَم» على مَفْعَل . والمعنى أ نّه قَطَع كلامه ، أو بَقِي على هيئته ، أو أبْطَأ في الكلام وهو يريد ذلك . ويروى : «أزَمَ» ، ويأتي في محلّه .

۰.أتن : في مناجاة اللّه عزّوجلّ لموسى عليه السلام :«اُوصيك ... بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الأتان والبُرْنُس» : 13 / 332 . الأتانُ : الحمارَة الاُنثى خاصَّةً ، ولا يقال فيها أتانة (النهاية) .


غريب الحديث في بحارالأنوار ج 1
34

17 / 396 . الأبْهَرُ : عِرْقٌ في الظَهر ، وهما أبْهَران . وقيل : هما الأكْحَلان اللّذان في الذراعين . وقيل : هو عِرْقٌ مُستَبْطِنُ القلب ، فإذا انقطع لم تبقَ معه حياة . وقيل : الأبْهَرُ عِرْقٌ منشؤه من الرأس ويمتدّ إلى القدم ، وله شرايينُ تَتَّصل بأكثر الأطراف والبدن ، فالذي في الرأس منه يسمّى النّأمَة ، ومنه قولهم : أسكَتَ اللّهُ نأمتهُ ؛ أي أماته ، ويمتدّ إلى الحلق فيسمّى فيه الوريد ، ويمتدّ إلى الصدر فيسمّى الأبْهَر ، ويمتدّ إلى الظَهر فيسمّى الوَتِين ، والفُؤاد معلَّق به ، ويمتدّ إلى الفَخِذ فيسمّى النَّسَا ، ويمتدّ إلى الساق فيسمّى الصافِن . والهمزة في الأبهر زائدة ، وأوردناه هاهنا لأجل اللفظ (النهاية) .

۰.* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في المغترّ بالدنيا :«حتّى يُؤخَذ بكَظَمِه ، ويُقْطَعَ أبْهَراه» : 75 / 61 .

۰.أبا : في ابن ذي يَزَن :«قال له عبد المطّلب : فأنتَ أبَيتَ اللَّعْن مَلِك العرب» : 15 / 187 . كان هذا من تَحايا الملوك في الجاهليّة والدعاء لهم ، ومعناه : أبيت أن تفعل فعلاً تُلْعَن بسببه وتُذَمّ (النهاية) .

۰.* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لبعض عمّاله :«كأنّك لا أبا لغيرك ، حَدَرتَ على أهل تراثك من أبيك» : 33 / 499 . لا أبا لغيرك : عبارة تُقال للتَّوبِيخ ، مع التَحامي من الدعاء على مَن يناله التقريع (صبحي الصالح) .

۰.* وعنه عليه السلام في النهروان :«لم آتِ ـ لا أبا لكم ـ بُجْراً ، ولا أرَدتُ بكم ضرّاً» : 33 / 357 . البُجْر : الأمر العظيم والداهية ، ويُروى : «هُجْرا» وهو الساقط من القول ، ويُروى : «عَرّاً» والعَرُّ والمَعَرَّةُ : الإثم (المجلسي : 33 / 358) . وقد تكرّر في الحديث «لا أبا لَكَ» وهو أكثر ما يُذْكَر في المدح ؛ أي لا كافي لك غَيْر نَفْسك . وقد يذكر في معرض الذمّ كما يقال : لا اُمّ لك . وقد يذكر في معرض التَعَجُّب ودَفْعاً للعين ، كقولهم : للّه دَرُّكَ . وقد يذكر بمعنى جِدَّ في أمرِك وشَمِّر ؛ لأنّ من له أبٌ اتَّكَل عليه في بعض شأنه ، وقد تحذف اللام فيقال : «لا أباكَ» بمعناه (النهاية) .

۰.* وفي كتابه عليه السلام :«لَعَمر أبي لن تحبّوا أن تكون فينا الخلافة والنبوّة !» : 29 / 140 . هذه كلمة جارية على ألسن العرب تَستعملها كثيراً في خطابها وتريد بها التأكيد . وقد نهى النبيّ صلى الله عليه و آلهأن

  • نام منبع :
    غريب الحديث في بحارالأنوار ج 1
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    سازمان چاپ و انتشارات وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی
    محل نشر :
    تهران
    تاریخ انتشار :
    1378
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53458
صفحه از 462
پرینت  ارسال به