31
غريب الحديث في بحارالأنوار ج3

آثارهم كانوا معروفين بالعزّ والشرف والكمالات في الأرضين والسماوات ، يخبر بفضلهم كلّ سلف خلفا ، ورفع اللّه ذكرهم في كلّ اُمّة عزّا وشرفا(المجلسي : 33 / 68) .

باب العين مع الذال

۰.عذب : في قريش :«وبعثت عَبيدها تستعذب من الماء» : 19 / 249 . العَذْبُ : الماء الطيّب . وقد عَذُبَ عُذُوبة واستعذبَ القومُ ماءهم : إذا استقَوه عَذْبا ، واستعذَبه ؛ أي عدَّه عذْبا . ويُسْتَعذب لفلان من بئر كذا ؛ أي يُستقَى له(الصحاح) .

۰.* ومنه عن أبي عبد اللّه عليه السلام :«نَهَى رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن يُتغوّط على شفير بئر يُسْتَعْذَب منه» : 77 / 170 . أي يُسْتَقى .

۰.* وعن أمير المؤمنين عليه السلام في الدنيا :«إن جانبٌ منها اعْذَوْذَبَ لامرئٍ واحْلَولَى ، أمَرّ عليه جانبٌ فأوبى» : 75 / 15 . هُمَا افْعَوْعَل ، من العُذوبَةِ والحَلاوة ، وهو من أبنِية المُبَالغة(النهاية) .

۰.* وفي خروج الحسين عليه السلام :«فَتَيَاسر عن طريق العُذَيْب» : 44 / 378 . وهو اسمُ ماء لبني تَميم على مَرْحلة من الكوفة مُسَمَّىً بتَصْغِير العَذْب . وقيل : سُمِّي به ؛ لأ نَّه طرَف أرْضِ العَرَب ، من العَذَبة ؛ وهي طرَفُ الشَّيء(النهاية) .

۰.* ومنه عن أبي عبد اللّه عليه السلام في أبي دجانة :«وأرخى عَذَبَة العمامة بين كتفيه» : 20 / 116 . العَذَبُ ـ بالتحريك ـ : طرف كلُّ شيء(المجلسي : 20 / 116) .

۰.* وعن أمير المؤمنين عليه السلام حين شيّع جيشا بغزية فقال :«اعْذِبُوا عن النساء ما استطعتم» : 33 / 451 . أي اصْدفوا عن ذكر النساء وشغل القلب بهنّ ، وامتنعوا من المقاربة لهنّ ؛ لأنّ ذلك يفتّ في عضد الحميّة ، ويقدح في معاقد العزيمة ، ويكسر عن العَدو ، ويلفت عن الإبعاد في الغزو ، وكلّ من امتنع عن شيء فقد عَذُبَ عنه ، والعاذِب والعَذوب : الممتنع من الأكل والشرب(الرضي) .

۰.* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ الميِّت يُعذَّبُ ببُكاء أهله عليه» : 79 / 108 . يُشْبه أن يكون هذا من حَيثُ إنَّ العرب كانوا يُوصُون أهلَهُم بالبُكاء والنَّوح عليهم ، وإشَاعَة النَّعي في الأحْياء ،


غريب الحديث في بحارالأنوار ج3
30

المجهول . وأن يقرأ عادية بالتنوين وماءً ونارا أيضا كذلك بالبدليّة أو عطف البيان ، ووجبت على بناء المجرّد ، فإطلاق العادية عليهما على الاستعارة بأحد المعاني المتقدّمة ، والأوّل أظهر(المجلسي : 71 / 340) .

۰.* وعن أمير المؤمنين عليه السلام للزبير :«عَرَفْتَني بالحجاز وأنْكَرْتَني بالعِراق ! فما عَدَا ممَّا بَدَا ؟» : 32 / 75 . لأ نّه بايعه بالمدينة وجَاءَ يُقاتِله بالبَصْرة ؛ أي ما الذِي صَرفَك ومَنَعك وحَمَلك على التَّخلُّف بعد ما ظَهَر منك من الطاعَة والمُتابَعَة . وقيل : مَعْناه : وما بَدَا لك مِنِّي فصرفَك عَنِّي ؟(النهاية) .

۰.* وفي داود عليه السلام :«ارْتفع إليه رجلان ، فاستعداه أحدهما على الآخر» : 14 / 6 . العَدْوَى : طلبُك إلى والٍ ليُعْدِيَكَ على مَن ظلمك ؛ أي ينتقم منه . يقال : اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأميرَ فأَعْدَاني عليه ؛ أي استَعنت به عليه فأعَانَني عليه ، والاسم منه العَدْوَى ، وهي المَعُونَةُ(الصحاح) .

۰.* ومنه عن أمير المؤمنين عليه السلام :«اللهمّ إنّي أسْتَعْدِيك على قريش» : 33 / 569 .

۰.* ومنه عن أعرابيّ :«أعْدُوْني على أبي الحكم فقد لوّى بحقّي» : 17 / 227 .

۰.* وعن أمير المؤمنين عليه السلام لمعاوية :«لم يَمْنَعْنَا قَدِيمُ عِزِّنا وعَادِيُّ طَوْلِنا على قومك أن خَلَطناكم بأنفُسنا» : 33 / 58 . يقال : شجرة عادِيَّةُ ؛ أي قَدِيمة كأنَّها نُسِبَت إلى عادٍ ، وهم قَوم هُودٍ النبيّ عليه السلام . وكلُّ قديم ينْسُبُونه إلى عادٍ وَإن لم يُدْرِكْهُم(النهاية) . قال الجوهري : «عاد» قبيلة ، وهم قوم هود عليه السلام ، وشيء عاديّ ؛ أي قديم كأ نّه منسوب إلى عاد . وقال ابن أبي الحديد : الطَّول : الفضل . وقال : الأفعال الجميلة كما تكون عاديّة بطول المدّة ، تكون عاديّة بكثر المناقب والمآثر والمفاخر وإن كانت المدّة قصيرة ، ولا يراد بالقديم قديم الزمان ، بل من قولهم : لفلان قديم أثر ؛ أي سابقة حسنةٌ . وإنّما جعلنا اللفظ مجازا ؛ لأنّ بني هاشم وبني اُميّة لم يفترقا في الشرف إلاّ منذ نشأ هاشم بن عبد مناف ، ثمّ لم تكن المدّة بين نشأ هاشم وإظهار محمّد صلى الله عليه و آلهالدعوة إلاّ نحو تسعين سنة ، انتهى . وأقول : قد ظهر لك ممّا سبق أنّ بني اُميّة لم يكن لهم نسب صحيح ليشاركوا في الحسب آباءه ، مع أنّ قديم عزّهم لم ينحصر في النسب ، بل أنوارهم عليهم السلام أوّل المخلوقات ، ومِن بدء خلق أنوارهم إلى خلق أجسادهم وظهور

  • نام منبع :
    غريب الحديث في بحارالأنوار ج3
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    سازمان چاپ و انتشارات وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی
    محل نشر :
    تهران
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 47470
صفحه از 452
پرینت  ارسال به