155
غريب الحديث في بحارالأنوار ج4

«مولى» حقيقة في «الأَولى» وجب حملُها عليها دون سائر معانيها(المجلسي : 37 / 239 و240) . وقد ذكر المجلسي رحمه الله حول معنى «المولى» وجوها استدلاليّة من القرآن والحديث واللغة فراجع .

۰.* وعن رجل لأبي عبد اللّه عليه السلام :«إنَّ الناس يقولون : من لم يكن عربيّا صلبا ، ومولىً صريحا فهو سفلّي . فقال : وأيّ شيء المَوْلى الصريح ؟ فقال له الرجل : من مُلِك أبواه . قال : ولِمَ قالوا هذا ؟ قال : لقول رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مولى القوم من أنفسهم ، فقال : سبحان اللّه ! أما بلَغَك أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهقال : أنا مولى من لا مولى له . . .؟» : 64 / 168 . «مَولى القوم من أنفسُهم» : كأنَّ غرضه صلى الله عليه و آلهحثّهم على إكرام مواليهم ومعتقيهم ورعايتهم وعدم الإزراء بشأنهم وتعييرهم بخسّة نسبهم ، لا أ نّهم في حكمهم في جميع الاُمور . . . قال في النهاية : في حديث الزكاة : «مولى القوم منهم» : الظاهر من المذاهب والمشهور أنَّ موالي بني هاشم والمطّلب لا يحرم عليهم أخذ الزكاة ؛ لانتفاء النسب الذي به حرُم على بني هاشم والمطّلب(المجلسي : 64 / 169) .

۰.* وعن ابن عمر :«إنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله نَهَى عن بيع الوَلاء وعن هِبَته» : 101 / 361 . يعني وَلاء العِتْق ؛ وهو إذا ماتَ المُعْتَقُ وَرِثَهُ مُعْتِقُه ، أو وَرَثَةُ مُعْتِقِه ، كانت العَرَب تَبِيعه وتَهَبُه فنُهي عنه ؛ لأنّ الوَلاء كالنَّسَب ، فلا يَزول بالإزالَة(النهاية) . والوَلاء ـ بفتح الواو والمدّ ـ : حقّ إرث المعتِق أو ورثته من المعتَق ، وأصله القرب والدنوّ ، والمراد هنا قرب أحد الشخصين فصاعدا إلى آخر على وجه يوجب الإرث بغير نسب(مجمع البحرين) .

۰.* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الوَلاء لُحمة كلُحمة النسب لا يباع ولا يُوهب» : 101 / 360 . معناه : المخالطة في الوَلاء ، وأ نّها تجري [مجرى] ۱ النسب في الميراث كما تخالط اللُّحمة سُدى الثوب حتى تصير كالشيء الواحد ؛ لما بينهما من المُداخلة الشديدة(مجمع البحرين) .

۰.* وعنه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام :«لأن يهدي اللّه على يديك رجلاً خيرٌ لك ممّا طلعت عليه الشمسُ وغربت ، ولك وَلاؤه» : 21 / 361 . أي ميراثه إن لم يكن له وارث(المجلسي : 21 / 361) .

1.ما بين المعقوفين زيادة منّا يقتضيها السياق .


غريب الحديث في بحارالأنوار ج4
154

وفي النهاية : الوَلاية ـ بالفتح ـ في النَّسَب والنُّصْرة والمُعْتِق ، والوِلايَة ـ بالكسر ـ في الإمارة ، والوَلاءُ في المُعْتَق ، والموالاةُ : مِن والَى القوم(المجلسي : 71 / 238) .

۰.* وعنه عليه السلام :«المؤمن وَلِيُّ اللّه ، يُعينه ويصنع له» : 64 / 64 . أي مُحبّه أو محبوبه أو ناصر دينه . قال في المصباح : الولِيُّ : فعيل بمعنى فاعل ، من وَلِيَه : إذا قام به ، ومنه : «اللّهُ وَليُّ الّذِينَ آمَنُوا» . ويكون الوَليّ بمعنى المفعول في حقّ المطيع ، فيقال : المؤمن وَلِيّ اللّه . وقوله : «يُعينه» : أي اللّهُ يُعين المؤمن ، و «يَصنع له» : أي يكفي مهمّاته(المجلسي : 64 / 64) .

۰.* ومنه عن أمير المؤمنين عليه السلام :«إنَّ عباد اللّه . . . يتواصلون بالوَلاية» : 66 / 311 . بفتح الواو : المحبّة والنصرة ؛ أي يتواصلون وهم أولياء(ابن أبي الحديد) .

۰.* ومنه في صلاة الميّت إذا لم تعرف مذهبه :«اللهمَّ هذه النفس . . . وَلِّها ما تولّت ، واحشرها مع من أحبّت» : 78 / 353 . وفي بعض الأخبار : «من تولّت» أي اجعل وَلِيّ أمر هذه النفس من كانت تتولاّه في الدنيا ، واتَّخذَته وليَّها وإمامها . . . وعلى رواية «ما» يمكن أن يكون استعملت موضع «من» ، وكثيرا ما تقع كقوله تعالى : «والسَّماءِ وما بَنَاها» ، أو المراد به العقائد والمذاهب(المجلسي : 78 / 361) .

۰.* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«من كنت مَولاهُ فعليٌّ مولاهُ» : 37 / 233 . قال في النهاية : قد تكرّر اسم المولى في الحديث ، وهو اسم يقع على جماعة كثيرة ؛ فهو الربّ ، والمالك ، والسيّد ، والمنعِم ، والمعتِق ، والناصر ، والمحبّ ، والتابع ، والجار ، وابن العمّ ، والحليف ، والعقيد ، والصهر ، والعبد ، والمُعْتَق ، والمنعَم عليه ، وكلُّ من وَلِيَ أمرا وقام به فهو مَولاه ووَليُّه ، ومنه الحديث : «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه» يحمل على أكثر الأسماء المذكورة ، انتهى . . . والمولى حقيقة في الأَوْلى ؛ لاستقلالها بنفسها ، ورجوع سائر الأقسام في الاشتقاق إليها ؛ لأنّ المالك إنّما كان مولىً لكونه أولى بتدبير رقيقه و بحمل جريرته ، والمملوك مولىً لكونه أولى بطاعة مالكه ، والمعتِق والمعتَق كذلك ، والناصر لكونه أولى بنصرة من نَصَره ، والحليف لكونه أولى بنصرة حليفه ، والجار لكونه أولى بمن يليه ، وابن العمّ لكونه أولى بنصرة ابن عمّه والعقل عنه ، والمحبّ المخلِص لكونه أولى بنصرة محبّه . وإذا كانت لفظة

  • نام منبع :
    غريب الحديث في بحارالأنوار ج4
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    سازمان چاپ و انتشارات وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی
    محل نشر :
    تهران
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32770
صفحه از 209
پرینت  ارسال به