۱۱۲۷.عنه عليه السلام :اِعلَموا ـ عِبادَ اللّهِ ـ أنَّ المُؤمِنَ لا يُصبِحُ ولا يُمسي إلاّ ونَفسُهُ ظَنونٌ ۱ عِندَهُ ، فَلا يَزالُ زارِيا عَلَيها ومُستَزيدا لَها ، فَكونوا كَالسّابِقينَ قَبلَكُم وَالماضينَ أمامَكُم ؛ قَوَّضوا ۲ مِنَ الدُّنيا تَقويضَ الرّاحِلِ ، وطَوَوها طَيَّ المَنازِلِ . ۳
5 / 15
كونوا عَنِ الدُّنيا نُزّاها
۱۱۲۸.الإمام عليّ عليه السلام ـ في وَصِيَّتِهِ بِالزُّهدِ وَالتَّقوى ـ :كونوا عَنِ الدُّنيا نُزّاها وإلَى الآخِرَةِ وُلاّها ۴ ، ولا تَضَعوا مَن رَفَعَتهُ التَّقوى ، ولا تَرفَعوا مَن رَفَعَتهُ الدُّنيا ، ولا تَشيمُوا ۵ بارِقَها ، ولا تَسمَعوا ناطِقَها ، ولا تُجيبوا ناعِقَها ۶ ، ولا تَستَضيؤوا بِإِشراقِها ، ولا تُفتَنوا بِأَعلاقِها ۷ ؛ فَإِنَّ بَرقَها خالِبٌ ۸ ، ونُطقَها كاذِبٌ ، وأموالَها
مَحروبَةٌ ۹ ، وأعلاقَها مَسلوبَةٌ .
ألا وهِيَ المُتَصَدِّيَةُ العَنونُ ۱۰ ، وَالجامِحَةُ ۱۱ الحَرونُ ۱۲ ، وَالمائِنَةُ ۱۳ الخَؤونُ ، وَالجَحودُ الكَنودُ ۱۴ ، وَالعَنودُ الصَّدودُ ، وَالحَيودُ ۱۵ المَيودُ ۱۶ .
حالُها انتِقالٌ ، ووَطأَتُها زِلزالٌ ، وعِزُّها ذُلٌّ ، وجِدُّها هَزلٌ ، وعُلُوُّها سُفلٌ . دارُ حَربٍ وسَلَبٍ ، ونَهبٍ وعَطَبٍ . أهلُها عَلى ساقٍ وسِياقٍ ، ولَحاقٍ وفِراقٍ .
قَد تَحَيَّرَت مَذاهِبُها ، وأعجَزَت مَهارِبُها ، وخابَت مَطالِبُها ؛ فَأسلَمَتهُمُ المَعاقِلُ ، ولَفَظَتهُمُ المَنازِلُ ، وأعيَتهُمُ المَحاوِلُ ؛ فَمِن ناجٍ مَعقورٍ ۱۷ ، ولَحمٍ مَجزورٍ ، وشِلوٍ ۱۸ مَذبوحٍ ، ودَمٍ مَسفوحٍ ، وعاضٍّ عَلى يَدَيهِ ، وصافِقٍ بِكَفَّيهِ ، ومُرتَفِقٍ بِخَدَّيهِ ، وزارٍ ۱۹ عَلى رَأيِهِ ، وراجِعٍ عَن عَزمِهِ ؛ وقَد أدبَرَتِ الحيلَةُ ، وأقبَلَتِ الغيلَةُ ۲۰ ، ولاتَ حينَ مَناصٍ ۲۱ .
هَيهاتَ هَيهاتَ! قد فاتَ ما فاتَ ، وذَهَبَ ما ذَهَبَ ، ومَضَتِ الدُّنيا لِحالِ
بالِها ، «فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَ الاْءَرْضُ وَ مَا كَانُواْ مُنظَرِينَ»۲۲.۲۳
1.ظَنونٌ عنده : أي متّهمة لديه بالخيانة والتقصير في طاعة اللّه تعالى (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۴۴ «ظنن») .
2.قَوَّضَ البناءَ : قَلَعهُ وأزالَه ، ومنه «تقويض الخيام» (اُنظر النهاية : ج ۴ ص ۱۲۱ «قوض») . وقال ابن أبي الحديد في شرحه : أمرهم بالتأسّي بمن كان قبلهم، وهم الذين قوّضوا من الدنيا خيامهم ؛ أي نقضوها، وطووا أيّام العمر كما يطوي المسافر منازل طريقه (شرح نهج البلاغة : ج۱۰ ص ۱۸)
3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۶ ، عدّة الداعي : ص ۲۲۴ ، غرر الحكم : ح ۳۴۹۳ وليس فيه ذيله من «فكونوا كالسابقين . . .» ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۷۸ ح ۱۲ .
4.الوَلَه : ذهاب العقل ، والتحيّر من شدّة الوجد (النهاية : ج ۵ ص ۲۲۷ «وله») .
5.شمت البرق : إذا نظرت إلى سحابته أين تمطر (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۶۳ «شيم») .
6.نَعَقَ : أي صاح وزجَرَ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۵۵۹ «نعق») .
7.الأعْلاق : أي نفائس الأموال ، الواحد : عِلق ، قيل : سُمّي به لتعلّق القلب به (النهاية : ج ۳ ص ۲۹۰ «علق») .
8.يقال للسَّحابِ يومضُ برقُه حتّى يُرجى مطره ثمّ يُخلف ويقلع وينقشع : الخُلَّب ؛ وكأنّه من الخلابة : وهي الخداع بالقول اللطيف (اُنظر النهاية : ج ۲ ص ۵۸ «خلب») .
9.المَحرُوبُ : المسلوبُ المنهوبُ (النهاية : ج ۱ ص ۳۵۸ «حرب») .
10.المُتَصَدِّيَة العَنُون : أي التي تتعرّض للناس (النهاية : ج ۳ ص ۳۱۳ «عنن») .
11.جَمَحَ : أي أسرع إسراعا لا يردّه شيء (النهاية : ج ۱ ص ۲۹۱ «جمح») .
12.فَرَسٌ حَرُون : لا ينقاد ، وإذا اشتدّ به الجري وقف (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۹۷ «حرن») .
13.المَين : الكذب (النهاية : ج ۴ ص ۳۸۳ «مين») .
14.الكُنُود : كفران النعمة (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۳۳ «كند») .
15.حادَ عن الطريق يَحِيد : إذا عَدَل . والحَيود من أبنية المبالَغَة (النهاية : ج ۱ ص ۴۶۶ «حيد») .
16.مَادَ : مالَ وتحرّك (النهاية : ج ۴ ص ۳۷۹ «ميد») .
17.العَقْر : الجَرْح (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۹۳ «عقر») .
18.الشِّلو : العضو ، القطعة (النهاية : ج ۲ ص ۴۹۸ «شلا») .
19.زارٍ : أي عاتبٌ ساخطٌ غير راضٍ (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۶۸ «زرى») .
20.الغيلَة : الشقشقة والخديعة والاغتيال (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۲۷ «غيل») .
21.وَلاَت حِينَ مَناص : وليس ساعة مهربٍ أو ملجأ (لسان العرب : ج ۷ ص ۱۰۲ «نوص») .
22.الدخان : ۲۹ .
23.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۱ .