۱۲۹۰.عنه عليه السلام ـ أيضا ـ :قالَ اللّهُ : . . . يا أحمَدُ ، إنَّ أهلَ الآخِرَةِ لا يَهنَؤُهُمُ الطَّعامُ مُنذُ عَرَفوا رَبَّهُم ، ولايَشغَلُهُم مُصيبَةٌ مُنذُ عَرَفوا سَيِّئاتِهِم ، يَبكونَ عَلى خَطاياهُم ، يُتعِبونَ أنفُسَهُم ولا يُريحونَها ، وإنَّ راحَةَ أهلِ الجَنَّةِ فِي المَوتِ ، وَالآخِرَةُ مُستَراحُ العابِدينَ ، مُؤنِسُهُم دُموعُهُمُ الَّتي تَفيضُ عَلى خُدودِهِم ، وجُلوسُهُم مَعَ المَلائِكَةِ الَّذينَ عَن أيمانِهِم وعَن شَمائِلِهِم ، ومُناجاتُهُم مَعَ الجَليلِ الَّذي فَوقَ عَرشِهِ. ۱
۱۲۹۱.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ أبناءَ الآخِرَةِ هُمُ المُؤمِنونَ العامِلونَ الزّاهِدونَ ، أهلُ العِلمِ وَالفِقهِ ، وأهلُ فِكرَةٍ وَاعتِبارٍ وَاختِبارٍ ، لا يَمَلّونَ مِن ذِكرِ اللّهِ. ۲
۱۲۹۲.الكافي عن عليّ بن عيسى رفعه :إنَّ موسى عليه السلام ناجاهُ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : . . . ياموسى ، أبناءُ الدُّنيا وأهلُها فِتَنٌ بَعضُهُم لِبَعضٍ ، فَكُلٌّ مُزَيَّنٌ لَهُ ما هُوَ فيهِ ، وَالمُؤمِنُ مَن زُيِّنَت لَهُ الآخِرَةُ فَهُوَ يَنظُرُ إلَيها ما يَفتُرُ ۳ ، قَد حالَت
شَهوَتُها بَينَهُ وبَينَ لَذَّةِ العَيشِ فَأدلَجَتهُ ۴ بِالأَسحارِ ، كَفِعلِ الرّاكِبِ السّائِقِ إلى غايَتِهِ يَظَلُّ كَئيبا ويُمسي حَزينا ، فَطوبى لَهُ لَو قَد كُشِفَ الغِطاءُ ماذا يُعايِنُ مِنَ السُّرورِ؟! ۵
1.بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۲۱ ـ ۲۵ ح ۶ نقلاً عن إرشاد القلوب ، والطبعة التي بأيدينا خالية منه .
2.تحف العقول : ص ۲۸۷ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۶۵ ح ۲.
3.الفَترَة : الانكسار والضّعف ، وقد فَتَر يَفتُر فُتورا (الصحاح: ج ۲ ص ۷۷۷ «فتر») .
4.الإدلاج : السير بالليل ، وظاهر العبارة أنّه استُعمل هنا متعدّيا بمعنى التسيير بالليل ، ولم يأتِ فيما عندنا من كتب اللغة ... ويمكن أن يكون على الحذف والإيصال ؛ أي أدلجت الشهوة معه وسيّرته بالأسحار كالراكب الذي يسابق قرنه إلى الغاية التي يتسابقان إليها (مرآة العقول : ج ۲۵ ص ۱۰۲) .
5.الكافي : ج ۸ ص ۴۲ ـ ۴۷ ح ۸ ، تحف العقول : ص ۴۹۴ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۳۳۶ ح ۱۳.