11
عيون الحكم و المواعظ

رضي لنفسه أن يقنع من البحر بالوشل ... ، فألزمت نفسي أن أجمع قليلاً من حكمه ... ، وسمّيته بكتاب عيون الحكم والمواعظ وذخيرة المتّعظ والواعظ ، اقتضبته من كتب متبدّدة ... مثل كتاب نهج البلاغة جمع الرضي ... وما كان جمعه أبو عثمان الجاحظ ، ومن كتاب دستور الحكم ... ، ومن كتاب غرر الحكم ودرر الكلم جمع القاضي أبي الفتح ... ، ومن كتاب مناقب الخطيب (الموفّق بن) أحمد ... ، ومن كتاب منثور الحكم ، ومن كتاب الفرائد والقلائد تأليف القاضي أبي يوسف يعقوب بن سليمان الإسفرائني ، ومن كتاب الخصال ... ، وقد وضعته ثلاثين بابا ، واحد وتسعين فصلاً ، ثلاثة عشر ألفا وستمائة وثمانية وعشرين حكمة ، منها على حروف المعجم تسعة وعشرون بابا ، والباب الثلاثون أوردت فيه مختصرات من التوحيد ، والوصايا ...» .
أقول : وكلّ مخطوطات الكتاب فاقدة للباب الثلاثين ، حتى المخطوطات التي رآها صاحب رياض العلماء في القرن الحادي عشر كانت ناقصة ، قال في ترجمته في الرياض ج 4 ص 253 : «واعلم أنّ كتابه هذا مشتمل على ثلاثين بابا ، ولكن الموجود في النسخ التي رأيناها تسعة وعشرون بابا ، على ترتيب حروف التهجّي وقد سقط من آخره الباب الثلاثون ...» .
أَقول : وهذا الكتاب من مصادر العلاّمة المجلسي ـ رحمه الله ـ في موسوعته الحديثيّة القيّمة «بحار الأنوار» وإن سمّاه بادئ الأمر بالعيون والمحاسن ، فقد ذكر عند عدّ المصادر في ج 1 ص 16 قائلاً : «وكتاب العيون والمحاسن للشيخ عليّ بن محمّد الواسطي» .
وقال عنه في ج 1 ص 34 : «وعندنا منه نسخة مصحّحة قديمة» ثمّ وقع على اسمه الصحيح ، فقال في ج 73 ص 108 : «من كتاب عيون الحكم والمواعظ لعليّ بن محمّد الواسطي كتبناه من أصل قديم» .
وذكره ـ رحمه الله ـ أيضا في ج 78 ص 36 في باب (ما جمع من جوامع كلم أميرالمؤمنين صلى اللّه عليه وعلى ذريّته) فعدّد جملة ممّن دوّنوا كلامه عليه السلام ، وبدأ بالجاحظ ، إلى أن قال :


عيون الحكم و المواعظ
10

قال علي بن محمد بن الشرفيّة : وقرأت المناقب التي صنفّها ابن المغازلي ، بمسجد الجامع بواسط ، الذي بناه الحجّاج بن يوسف الثقفي ـ لعنه اللّه ، ولقّاه ما عمل ـ في مجالس ستّة أوّلها الأحد رابع صفر ، وآخرهنّ عاشر صفر من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ، في اُمم لا يحصى عددهم ، وكانت مجالس ينبغي أن تؤرّخ .
وكتب قارؤها بالمسجد الجامع : عليّ بن محمد بن الشرفيّة» .
وربمّا خلطه بعضهم بسميّه وبلديّه ابن المغازلي ، مؤلّف كتاب مناقب أميرالمؤمنين عليه السلامالمتوفى سنة 483 ، فإنّه أيضا أبو الحسن علي بن محمد ، ومن أهل واسط فاشتبه الأمر على بعضهم ، ففي رياض العلماء ج 4 ص 209 : «عليّ بن محمّد بن شاكر المؤدّب ، من أهل واسط ، من أصحابنا ، وله كتاب في الأخبار في فضائل أهل البيت عليهم السلام ، وتاريخ تأليفه سنة سبع وخمسين وأربعمائة ...» فلاحظ فإنّه من بعض الإشتباهات .
وفي تأسيس الشيعة ص 420 : «الشيخ الربّاني عليّ بن محمد بن شاكر المؤدّب الليثي الواسطي ، صاحب كتاب عيون الحكم والمواعظ وذخيرة المتّعظ والواعظ ، كان فراغه من تأليف الكتاب سنة 457 . وهو من أصحابنا بنصّ صاحب الرياض ، وله كتاب في فضائل أهل البيت عليهم السلام...» .
بقي هنا شيء : وهو أنّ الشرفيّة فيما وجدناه على الأكثر بالفاء ، ولكن بالقاف اسم محلّة في واسط ، وهو واسطي ، فلعلّ الصحيح ابن الشرقيّة بالقاف ، ولكن أكثر ما وجدناه بالفاء ، وأكثر ما وجدناه الشرفيّة بدون ابن .
وأمّا كتابه عيون الحكم والمواعظ فهو أوسع وأجمع كتاب لحكم أميرالمؤمنين عليه السلام ، يشتمل على 13628 كلمة ، قال المؤلّف :
«الحمد للّه فالق الحبّة بارئ النسم ... أمّا بعد ، فإن الذي حداني على جمع فوائد هذا الكتاب ، من حكم أمير المؤمنين أبي تراب ، ما بلغني من افتخار أبي عثمان الجاحظ ، حين جمع المائة حكمة الشاردة عن الأسماع الجامعة ، أنواع الانتفاع ... ، فكثر تعجّبي منه ... كيف

  • نام منبع :
    عيون الحكم و المواعظ
    سایر پدیدآورندگان :
    الحسني البيرجندي، حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1376
    نوبت چاپ :
    اوّل
    پیوند معرفی کتاب :
    http://www.hadith.net/post/53597
تعداد بازدید : 99434
صفحه از 566
پرینت  ارسال به