وَسَبيلانِ مُخْتَلِفانِ فَمَنْ أَحَبَّ الدُّنْيا وَ تَوَلاّها أَبْغَضَ الاْخِرَةَ وَ عاداها وَ هُما بِمَنْزِلَةِ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ ماشٍ بَيْنهُما فَكُلَّما قَرُبَ مِنْ واحِدٍ بَعُدَ مِنَ الاْخَرِ وَ هُما بَعْدُ ضَرَّتانِ.
۳۲۲۳.إِنَّ الدُّنْيا دارُ فَجائِعَ مَنْ عُوجِلَ فيها فُجِعَ بِنَفْسِه وَ مَنْ أُمْهِلَ فيها فُجِعَ بِأَحِبَّتِه.
۳۲۲۴.إِنَّ الدُّنْيا قَدْ أَدْبَرَتْ وَ آذَنَتْ بِوَداعٍ وَ إِنَّ الاْخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَ أَشْرَفَتْ بِاطِّلاعٍ.
۳۲۲۵.إِنَّ الدُّنْيا مَعْكُوسَةٌ مَنْكُوسَةٌ لَذّاتُها تَنْغيصٌ وَ مَواهِبُها تَغْصيصٌ وَ عَيْشُها عَناءٌ وَ بَقائُها فَناءٌ تَجْمَحُ بِطالِبِها وَ تُرْدي راكِبَها وَ تَخُونُ الْواثِقََ بِها وَ تُزْعجُ الْمُطْمَئِنَّ إِلَيْها وَ إِنَّ جَمْعَها إِلى انْصِداعٍ وَ وَصْلها إِلى انْقِطاعٍ.
۳۲۲۶.إٍنَّ مِنْ هَوانِ الدُّنْيا عَلى اللّهِ أَنَّهُ لا يُعْصى إِلاّ فيها وَ لا يُنالُ ما عِنْدَهُ إِلاّ بِتَرْكِها.
۳۲۲۷.إِنَّ الدُّنْيا كَالْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّها قاتِلٌ سَمُّها فَأَعْرِضْ عَمّا يُعْجِبُكَ فيها لِقِلَّةِ ما يَصْحَبُكَ مِنْها وَ كُنْ آنَسَ ما تَكُونُ بِها أَحْذَرَ ما تَكُونُ مِنْها.
۳۲۲۸.إِنَّ دُنْياكُمْ هذهِ لَأَهْوَنُ في عَيْني مِن
عُراقِ خِنْزيرٍ فِي يَدِ مَجْذُومٍ وَ أَحْقَرُ مِنْ وَرَقَةٍ في فَمِ جَرادَةٍ ما لِعَلِيٍّ وَ نَعيمٍ يَفْنى وَ لَذَّةٍ لا تَبْقى.
۳۲۲۹.إِنَّ الدُّنْيا كَالْغُولِ تُغْوي مَنْ أَطاعَها وَ تُهْلِكُ مَنْ أَجابَها وَ إِنَّها لَسَريعَةُ الزَّوالِ وَشيكَةُ الاْءِنْتِقالِ.
۳۲۳۰.إِنَّ الدُّنْيا تُقْبِلُ إِقْبالَ الطّألِبِ وَ تُدْبِرُ إِدْبارَ الْهارِبِ وَ تَصِلُ مُواصَلَةَ الْمَلُولِ وَ تُفارِقُ مُفارَقَةَ الْعَجُولِ.
۳۲۳۱.إِنَّ الدُّنْيا مَنْزِلُ قُلْعَةٍ وَ لَيْسَتْ بِدارِ نُجْعَةٍ ، خَيْرُها زَهيدٌ وَ شَرُّها عَتيدٌ وَ مُِلْكُها يُسْلَبُ وَ عامِرُها يَخْرَبُ.
۳۲۳۲.إِنَّ الدُّنْيا لَهِيَ الْكَنُودُ الْعَنُودُ وَ الصَّدُودُ الْجَحُودُ وَ الْحَيُودُ الْمَيُودُ ، حالُهَا انْتِقالٌ وَ سُكُونُها زَوالٌ وَ عِزُّها ذُلٌّ وَ جِدُّها هَزْلٌ وَ عُلُوُّها سِفْلٌ ، أَهْلُها عَلى ساقٍ وَ سِياقٍ وَ لَحاقٍ وَ فِراقٍ وَ هِيَ دارُ حَرْبٍ وَ سَلَبٍ وَ نَهْبٍ وَ عَطَبٍ.
۳۲۳۳.إِنَّ الدُّنْيا غُرُورٌ حائِلٌ وَ ظِلٌّ زائِلٌ وَ سِنادٌ مائِلٌ تَصِلُ الْعَطِيَّةَ بِالرَّزِيَّةِ وَ الاُْمْنِيَّةَ بِالْمَنِيَّةِ.
۳۲۳۴.إِنَّ الدُّنْيا دارُ مِحَنٍ وَ مَحَلُّ فِتَنٍ مَنْ ساعاها فاتَتْهُ وَ مَنْ قَعَدَ عَنْها أَتَتْهُ وَ مَن