161
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

۴۲۳.الإمام زين العابدين عليه السلام :لَمَّا اشتَدَّ الأَمرُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام نَظَرَ إلَيهِ مَن كانَ مَعَهُ فَإِذا هُوَ بِخِلافِهِم ؛ لاِءَنَّهُم كُلَّمَا اشتَدَّ الأَمرُ تَغَيَّرَت ألوانُهُم وَارتَعَدَت فَرائِصُهُم ۱ ووَجَبَت ۲ قُلوبُهُم ، وكانَ الحُسَينُ عليه السلام وبَعضُ مَن مَعَهُ مِن خَصائِصِهِ تُشرِقُ ألوانُهُم وتَهدَأُ جَوارِحُهُم وتَسكُنُ نُفوسُهُم ، فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : اُنظُروا لا يُبالي بِالمَوتِ!
فَقالَ لَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام : صَبرا بَني الكِرامِ ، فَمَا المَوتُ إلاّ قَنطَرَةٌ تَعبُرُ بِكُم عَنِ البُؤسِ وَالضَّرّاءِ إلَى الجِنانِ الواسِعَةِ وَالنَّعيمِ الدّائِمَةِ ، فَأَيُّكُم يَكرَهُ أن يَنتَقِلَ مِن سِجنٍ إلى قَصرٍ؟! وما هُوَ لاِءَعدائِكُم إلاّ كَمَن يَنتَقِلُ مِن قَصرٍ إلى سِجنٍ وعَذابٍ ، إنَّ أبي حَدَّثَني عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أنَّ الدُّنيا سِجنُ المُؤمِنِ وجَنَّةُ الكافِرِ ، واَلمَوتُ جِسرُ هؤُلاءِ إلى جَنّاتِهِم ، وجِسرُ هؤُلاءِ إلى جَحيمِهِم ، ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ . ۳

۴۲۴.الكافي عن محمّد بن عَجلان :كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، فَشَكا إلَيهِ رَجُلٌ الحاجَةَ ، فَقالَ لَهُ : اِصبِر فَإِنَّ اللّهَ سَيَجعَلُ لَكَ فَرَجا ، ثُمَّ سَكَتَ ساعَةً ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَى الرَّجُلِ ، فَقالَ : أخبِرني عَن سِجنِ الكوفَةِ كَيفَ هُوَ؟ فَقالَ : أصلَحَكَ اللّهُ ضَيِّقٌ مُنتِنٌ ، وأهلُهُ بِأَسوَاَء حالٍ !
قالَ عليه السلام : فَإِنَّما أنتَ فِي السِّجنِ فَتُريدُ أن تَكونَ فيهِ في سَعَةٍ؟ أما عَلِمتَ أنَّ

1.الفَريصة : اللحمة بين الجَنب والكتف ، التي لا تزال تُرعَد من الدابّة ، وجمعها فريص وفرائص (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۴۸ «فرص») .

2.وَجَبَ القَلْبُ : خَفَق واضطرب (لسان العرب : ج ۱ ص ۷۹۴ «وجب») .

3.معاني الأخبار : ص ۲۸۸ ح ۳ ، الاعتقادات : ص ۵۲ من دون إسنادٍ إلى المعصوم ، بحار الأنوار : ج ۶ ص ۱۵۴ ح ۹ .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
160

وارِدُ جَهَنَّمَ ولَم يَعِدهُ أنَّهُ صادِرٌ عَنها! ولَيَلقَيَنَّ أعراضا ومُصيباتٍ واُمورا تَغيظُهُ ، ولَيُظلَمَنَّ فلا يُنتَصَرُ ، يَبتَغي ثَوابا مِنَ اللّهِ تَعالى ، فَلا يَزالُ حَزينا حَتّى يُفارِقَها ، فَإِذا فارَقَها أفضى إلَى الرّاحَةِ وَالكَرامَةِ . ۱

۴۱۹.عنه صلى الله عليه و آله :أنزَلَ اللّهُ إلَيَّ جِبريلَ عليه السلام بِأَحسَنِ ما كانَ يَأتيني صورَةً ، فَقالَ : إنَّ السَّلامَ يُقرِئُكَ السَّلامَ يا مُحَمَّدُ ، ويَقولُ : إنّي أوحَيتُ إلَى الدُّنيا أن تَمَرَّري وتَكَدَّري وتَضَيَّقي وتَشَدَّدي عَلى أولِيائي حَتّى يُحِبّوا لِقائي ، وتَسَهَّلي وتَوَسَّعي وتَطَيَّبي لاِءَعدائي حَتّى يَكرَهوا لِقائي ؛ فَإِنّي جَعَلتُها سِجنا لاِءَولِيائي وجَنَّةً لاِءَعدائي . ۲

۴۲۰.الإمام عليّ عليه السلام :اُهرُبوا مِنَ الدُّنيا وَاصرِفوا قُلوبَكُم عَنها ، فَإِنَّها سِجنُ المُؤمِنِ ؛ حَظُّهُ مِنها قَليلٌ ، وعَقلُهُ بِها عَليلٌ ، وناظِرُهُ فيها كَليلٌ ۳ ! ۴

۴۲۱.عنه عليه السلام :الدُّنيا سِجنُ المُؤمِنِ ، وَالمَوتُ تُحفَتُهُ ۵ ، وَالجَنَّةُ مَأواهُ . ۶

۴۲۲.عنه عليه السلام :الدُّنيا جَنَّةُ الكافِرِ ، وَالمَوتُ مُشخِصُهُ ۷ ، وَالنّارُ مَثواهُ . ۸

1.مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۳۶۷ ح ۲۶۶۱ ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۵۵ وفيه «أمراضا» بدل «أعراضا» ، الأمالي للطوسي : ص ۵۲۹ ح ۱۱۶۲ ، أعلام الدين : ص ۱۹۲ وليس فيهما ذيله من «وليلقينّ . . .» وكلّها عن أبي الأسود الدؤلي ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۷۸ ح ۳ .

2.المعجم الكبير : ج ۱۹ ص ۷ ح ۱۱ ، شُعب الإيمان : ج ۷ ص ۱۴۹ ح ۹۸۰۰ ، الفردوس : ج ۱ ص ۱۴۵ ح ۵۲۱ كلاهما نحوه وكلّها عن قتادة بن النعمان ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۱۹۱ ح ۶۱۱۰ ؛ أعلام الدين : ص ۲۷۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۸۱ ص ۱۹۴ ح ۵۲ .

3.الكَليل : الذي لم يحقّق المنظور (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۸ «كلل») .

4.غرر الحكم : ح ۲۵۵۱ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۹۲ ح ۲۱۶۵ .

5.التُحْفَة : طَرفَةُ الفاكهة ، ثم تستعمل في غير الفاكهة من الألطاف (النهاية : ج ۱ ص ۱۸۲ «تحف») .

6.غرر الحكم : ح ۱۸۶۰ .

7.يقال للرجل إذا أتاه ما يُقلِقه : قد شُخِصَ به . ومنه شخوص المسافِر : خروجه عن منزله (النهاية : ج ۲ ص ۴۵۰ «شخص») .

8.غرر الحكم : ح ۱۸۶۱ .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53699
صفحه از 520
پرینت  ارسال به