187
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

إلى فِرعونَ ـ :ولا يُعجِبُكُما زينَتُهُ ولا ما مُتِّع بِهِ ، ولا تَمُدّانِ إلى ذلِكَ أعيُنَكُما ، فَإِنَّها زَهرَةُ الحَياةِ الدُّنيا وزينَةُ المُترَفينَ ، وإنّي لَو شِئتُ أن اُزَيِّنَكُما مِنَ الدُّنيا بِزينَةٍ يَعلَمُ فِرعونُ حينَ يَنظُرُ إلَيها أنَّ مَقدُرَتَهُ تَعجِزُ عَن مِثلِ ما اُوتيتُما فَعَلتُ ، ولكِنّي أرغَبُ بِكُما عَن ذلِكَ وأزويهِ 1 عَنكُما ، وكَذلِكَ أفعَلُ بِأَولِيائي ، وقَديما ما خِرتُ لَهُم في ذلِكَ ، فَإِنّي لاَءَذودُهُم عَن نَعيمِها ورَخائِها كَما يَذودُ الرّاعِي الشَّفيقُ إ بِلَهُ عَن مَراتِعِ الهَلَكَةِ ، وإنّي لاَُجَنِّبُهُم سَلوَتَها وعَيشَها كَما يُجَنِّبُ الرّاعِي الشَّفيقُ إ بِلَهُ عَن مَبارِكِ الغِرَّةِ ، وما ذلِكَ لِهَوانِهِم عَلَيَّ ، ولكِن لِيَستَكمِلوا نَصيبَهُم مِن كَرامَتي سالِما مَوفورا ؛ لَم تَكلِمهُ 2 الدُّنيا ، ولَم يُطغِهِ 3 الهَوى . 4

2 / 8

أهوَنُ مِنَ النَّعلِ المَخصوفِ

۵۰۶.نهج البلاغة عن ابن عبّاس :دَخَلتُ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام بِذي قارٍ وهُوَ يَخصِفُ ۵ نَعلَهُ ، فَقالَ لي : ما قيمَةُ هذَا النَّعلِ؟ فَقُلتُ : لا قيمَةَ لَها! فَقالَ عليه السلام : وَاللّهِ لَهِيَ أحَبُّ إلَيَّ مِن إمرَتِكُم ، إلاّ أن اُقيمَ حَقّا أو أدفَعَ باطِلاً . ۶

۵۰۷.الإرشاد :لَمّا تَوَجَّهَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام إلَى البَصرَةِ نَزَلَ الرَّبَذَةَ ، فَلَقِيَهُ بِها آخِرُ الحاجِّ فَاجتَمَعوا لِيَسمَعوا مِن كَلامِهِ وهُوَ في خِبائِهِ .

1.زَواهُ : نَحّاه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۳۹ «زواه») .

2.الكَلم : الجَرح . وكَلَمَهُ : جَرَحَه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۷۲ «كلم») .

3.في الزهد لابن حنبل : «يطفه» ، والصواب ما أثبتناه كما في حلية الأولياء .

4.الزهد لابن حنبل : ص ۸۲ ، حلية الأولياء : ج ۱ ص ۱۱ ، الدرّ المنثور : ج ۵ ص ۵۵۷ كلاهما نحوه وراجع عدّة الداعي : ص ۱۴۷ و بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۴۹ ح ۱۸ .

5.يَخصِف نَعْلَه : أي يَخرِزُها ؛ من الخَصْف : الضمّ والجمع (النهاية : ج ۲ ص ۳۸ «خصف») .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۳۳ ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۹ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۷۶ ح ۵۰ .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
186

۵۰۱.الإمام زين العابدين عليه السلام :مِن هَوانِ الدُّنيا عَلَى اللّهِ تَعالى أنَّ يَحيَى بنَ زَكَرِيّا عليه السلام اُهدِيَ رَأسُهُ [ إلى ] ۱ بَغِيٍّ في طَستٍ مِن ذَهَبٍ ، فيهِ تَسلِيَةٌ لِحُرٍّ فاضِلٍ يَرَى النّاقِصَ الدَّنِيَّ يَظفُرُ مِنَ الدُّنيا بِالحَظِّ السَّنِيِّ ، كَما أصابَت تِلكَ الفاجِرَةُ تِلكَ الهَدِيَّةَ العَظيمَةَ . ۲

۵۰۲.عنه عليه السلام :خَرَجنا مَعَ الحُسَينِ عليه السلام فَما نَزَلَ مَنزِلاً ولاَ ارتَحَلَ مِنهُ إلاّ ذَكَرَ يَحيَى بنَ زَكَرِيّا عليه السلام وقَتلَهُ ، وقالَ يَوما : ومِن هَوانِ الدُّنيا عَلَى اللّهِ أنَّ رَأسَ يَحيَى بنَ زَكَرِيّا عليه السلام اُهدِيَ إلى بَغِيٍّ مِن بَغايا بَني إسرائيلَ . ۳

۵۰۳.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ لَيَتَعاهَدُ عَبدَهُ المُؤمِنَ بِالبَلاءِ كَما يَتَعاهَدُ الغائِبُ أهلَهُ بِالطُّرَفِ ۴ ، وإنَّهُ لَيَحميهِ الدُّنيا كَما يَحمِي الطَّبيبُ المَريضَ . ۵

۵۰۴.عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ يَطَّلِعُ عَلَى الدُّنيا في كُلِّ يَومٍ مَرَّةً أو مَرَّتَينِ ، فَيَقولُ : يا دُنيا ، أنتِ دَنِيَّةٌ فَتَكَدَّري عَلى عَبدِيَ المُؤمِنِ ولا تَحَلّي لَهُ فَيُفتَتَنَ . ۶

505.الزهد عن وَهب بن مُنَبِّ ـ في ذِكرِ كَلامِهِ تَعالى لِموسى وأخيهِ هارونَ عليهماالسلام لَمّا بَعَثَهُما

1.ما بين المعقوفين إضافة منّا يقتضيها السياق .

2.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۷۶ .

3.الإرشاد للمفيد : ج ۲ ص ۱۳۲ عن عليّ بن يزيد ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۲۹ كلاهما عن عليّ بن زيد ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۵ ، عوالي اللآلي : ج ۴ ص ۸۱ ح ۸۳ نحوه من دون إسنادٍ إلى المعصوم ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۹۸ ح ۱۰ .

4.أطرف الرجل : أعطاه ما لم يعطه أحدا قبله ، وأطرفت فلانا شيئا ، أي : أعطيته شيئا لم يملك مثله فأعجبه (لسان العرب : ج۸ ص ۱۴۵ «طرف») .

5.الكافي : ج ۲ ص ۲۵۹ ح ۲۸ عن الحلبي ، تحف العقول : ص ۳۰۰ ، المؤمن : ص ۲۱ ح ۲۱ عن حمران وفيه «يحميه» بدل «ليحميه الدنيا» ، مسكّن الفؤاد : ص ۱۱۵ عن حمدان ، مشكاة الأنوار : ص ۵۰۳ ح ۱۶۸۳ وليس فيه «بالبلاء» ، التمحيص : ص ۵۰ ح ۹۱ عن أبي جميلة وكلّها عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۲۱۳ ح ۱۹ .

6.تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۲۰۰ .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53713
صفحه از 520
پرینت  ارسال به