قالَ ابنُ عَبّاسٍ : فَأَتَيتُهُ فَوَجَدتُهُ يَخصِفُ نَعلاً ، فَقُلتُ لَهُ : نَحنُ إلى أن تُصلِحَ أمرَنا أحوَجُ مِنّا إلى ما تَصنَعُ! فَلَم يُكَلِّمني حَتّى فَرَغَ مِن نَعلِهِ ، ثُمَّ ضَمَّها إلى صاحِبَتِها ، ثُمَّ قالَ لي : قَوِّمها ، قُلتُ : لَيسَ لَها قيمَةٌ! قالَ : عَلى ذاكَ ، قُلتُ : كَسرُ دِرهَمٍ ، قالَ : وَاللّهِ ، لَهُما أحَبُّ إلَيَّ مِن أمرِكُم هذا ! إلاّ أن اُقيمَ حَقّا أو أدفَعَ باطِلاً . ۱
2 / 9
أهوَنُ مِن وَرَقَةٍ في فَمِ جَرادَةٍ
۵۰۸.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ دُنياكُم عِندي لاَءَهوَنُ مِن وَرَقَةٍ في فَمِ جَرادَةٍ تَقضَمُها ۲ . ما لِعَلِيٍّ ولِنَعيمٍ يَفنى ولَذّةٍ لا تَبقى؟! ۳
2 / 10
أهوَنُ مِن عَفطَةِ عَنزٍ
۵۰۹.الإمام عليّ عليه السلام :أما وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَولا حُضورُ الحاضِرِ ، وقِيامُ الحُجَّةِ بِوُجودِ النّاصِرِ ، وما أخَذَ اللّهُ عَلَى العُلَماءِ ألاّ يُقارّوا عَلى كِظَّةِ ۴ ظالِمٍ ، ولا سَغَبِ ۵ مَظلومٍ ، لاَءَلقَيتُ حَبلَها عَلى غارِبِها ، ولَسَقَيتُ آخِرَها بِكَأسِ أوَّلِها ، ولاَءَلفَيتُم دُنياكُم هذِهِ أزهَدَ عِندي مِن عَفطَةِ عَنزٍ . ۶
1.الإرشاد : ج ۱ ص ۲۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۱۱۳ ح ۹۰ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۱۰۱ .
2.قَضَمَت الدابّةُ الشعيرَ تَقضَمُه : كَسَرته بأطراف الأسنان (المصباح المنير : ص ۵۰۷ «قضم») .
3.نهج البلاغة : الخطبة ۲۲۴ ، تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۵۶ ، إرشاد القلوب : ص ۲۱۷ ، غرر الحكم : ح ۳۶۶۴ وفيه «أحقر» بدل «أهون» وليس فيه «تقضمها» ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۱۶۲ ح ۵۷ .
4.الكِظّة : شيء يعتري الإنسان من الامتلاء من الطعام حتّى لا يطيق التنفّس (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۵۷۴ «كظظ») . والمراد استئثار الظالم بالحقوق .
5.السَّغَب : الجوع مع التعب (المصباح المنير : ص ۲۷۸ «سغب») . والمراد منه هضم حقوقه .
6.نهج البلاغة : الخطبة ۳ ، علل الشرائع : ص ۱۵۱ ح ۱۲ ، الإرشاد : ج ۱ ص ۲۸۹ نحوه ، معاني الأخبار : ïص ۳۶۲ ح ۱ ، الأمالي للطوسي : ص ۳۷۴ ح ۸۰۳ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۵۸ ح ۱۰۵ ، الطرائف : ص ۴۱۹ وكلّها عن ابن عبّاس .