197
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

أخشى عَلَيكُم مِن بَعدي ما يُفتَحُ عَلَيكُم مِن بَرَكاتِ الأَرضِ . ثُمَّ ذَكَرَ زَهرَةَ الدُّنيا ، فَبَدَأَ بِإِحداهُما وثَنّى بِالاُخرى ، فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أوَ يَأتِي الخَيرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ عَنهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، قُلنا : يوحى إلَيهِ ، وسَكَتَ النّاسُ كَأَنَّ عَلى رُؤُوسِهِمُ الطَّيرَ ، ثُمَّ إنَّهُ مَسَحَ عَن وَجهِهِ الرُّحَضاءَ ۱ ، فَقالَ :
أينَ السّائِلُ آنِفا ، أوَ خَيرٌ هُوَ؟! ـ ثَلاثا ـ إنَّ الخَيرَ لا يَأتي إلاّ بِالخَيرِ ، وإنَّهُ كُلُّ ما يُنبِتُ الرَّبيعُ ما يَقتُلُ حَبَطا ۲ أو يُلِمُّ ۳ ، إلاّ آكِلَةَ الخَضِرِ كُلَّما أكَلَت ، حَتّى إذَا امتَلاَءَت خاصِرَتاهَا استَقبَلَتِ الشَّمسُ ، فَثَلَطَت ۴ وبالَت ثُمَّ رَتَعَت ، وإنَّ هذَا المالَ خَضِرَةٌ حُلوَةٌ ، ونِعَم صاحِبُ المُسلِمِ لِمَن أخَذَهُ بِحَقِّهِ فَجَعَلَهُ في سَبيلِ اللّهِ وَاليَتامى وَالمَساكينِ ، ومَن لَم يَأخُذهُ بِحَقِّهِ فَهُوَ كَالآكِلِ الَّذي لا يَشبَعُ ، ويَكونُ عَلَيهِ شَهيدا يَومَ القِيامَةِ . ۵

۵۲۵.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام لَمَّا انقَضَتِ القِصَّةُ فيما بَينَهُ وبَينَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ وعائِشَةَ بِالبَصرَةِ ، صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ وصَلّى عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ :
يا أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ الدُّنيا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ ، تَفتِنُ النّاسَ بِالشَّهَواتِ وتُزَيِّنُ لَهُم بِعاجِلِها ... . ۶

1.الرُّحَضَاء : هو عَرَق يغسل الجلد لكثرته (النهاية : ج ۲ ص ۲۰۸ «رحض») .

2.حَبَطَ حَبْطا : هَدَرَ (المصباح المنير : ص ۱۱۸ «حبط») .

3.ما يُقتل حبطا أو يُلمّ : أي يقرب من ذلك (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۷۷ «لمّ») .

4.ثلط الثور والبعير والصبيّ : سلح رقيقا (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۵۳ «ثلط») . والسَّلْح للطائر وغيره كالتغوّط من الإنسان (اُنظر المصباح المنير : ص ۲۸۴ «سلح») .

5.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۰۴۵ ح ۲۶۸۷ ، صحيح مسلم : ج ۲ ص ۷۲۹ ح ۱۲۳ ، سنن ابن ماجة : ج ۲ ص ۱۳۲۳ ح ۳۹۹۵ ، سنن النسائي : ج ۵ ص ۹۰ ، مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۱۶ ح ۱۱۰۳۵ ، السنن الكبرى : ج ۳ ص ۲۸۱ ح ۵۷۱۰ كلّها نحوه .

6.الكافي : ج ۸ ص ۲۵۶ ح ۳۶۸ عن سلام بن المستنير ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۲۳۳ ح ۱۸۶ .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
196

۵۲۰.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الدُّنيا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ ، فَمَن أصابَ مِنها شَيئا مِن حِلِّهِ فَذاكَ الَّذي يُبارَكُ لَهُ فيهِ ، وكَم مِن مُتَخَوِّضٍ في مالِ اللّهِ ومالِ رَسولِهِ لَهُ النّارُ يَومَ القِيامَةِ . ۱

۵۲۱.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الدُّنيا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ ، وإنَّ اللّهَ مُستَخلِفُكُم فيها فَيَنظُرُ كَيفَ تَعمَلونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنيا وَاتَّقُوا النِّساءَ . ۲

۵۲۲.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الدُّنيا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ ، فَمَنِ اتَّقى فيها وأصلَحَ ، وإلاّ فَهُوَ كَالآكِلِ ولا يَشبَعُ ، فَبُعدُ النّاسِ كَبُعدِ الكَوكَبَينِ ۳ ، أحَدُهُما يَطلُعُ مِنَ المَشرِقِ ، وَالآخَرُ يَغيبُ بِالمَغرِبِ . ۴

۵۲۳.عنه صلى الله عليه و آله :لاَءَنَا في فِتنَةِ السَّرّاءِ أخوَفُ عَلَيكُم مِن فِتنَةِ الضَّرّاءِ ، إنَّكُم قَدِ ابتُليتُم بِفِتنَةِ الضَّرّاءِ فَصَبَرتُم ، وإنَّ الدُّنيا خَضِرَةٌ حُلوَةٌ . ۵

۵۲۴.صحيح البخاري عن أبي سعيد الخُدريّ :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قامَ عَلَى المِنبَرِ ، فَقالَ : إنَّما

1.المعجم الكبير : ج ۲۴ ص ۳۴۱ ح ۸۵۱ عن عمرة بنت الحارث بن أبي ضرار ، شُعب الإيمان : ج ۷ ص ۲۸۰ ح ۱۰۳۰۶ ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۲۰۱ ح ۶۱۶۶ .

2.صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۰۹۸ ح ۹۹ ، سنن الترمذي : ج ۴ ص ۴۸۳ ح ۲۱۹۱ ، سنن ابن ماجة : ج ۲ ص ۱۳۲۵ ح ۴۰۰۰ ، مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۳۹ ح ۱۱۱۴۳ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۵۵۱ ح ۸۵۴۳ ، السنن الكبرى : ج ۷ ص ۱۴۷ ح ۱۳۵۲۳ ، شُعب الإيمان : ج ۷ ص ۲۷۸ ح ۱۰۳۰۱ كلّها عن أبي سعيد الخدري ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۲۱۰ ح ۶۱۹۷ .

3.أراد ـ واللّه ُ أعلم ـ الكواكب التي جَعلها اللّه تعالى منازلَ للقمر ، كما قال : «وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنَـهُ مَنَازِلَ» وهي التي تسمّى : الأنواء ، فإنّ أحدهما لا يغيب في المغرب غدوةً حتّى يطلع رقيبه في المشرق غدوة ، فهما لا يلتقيان ولا يتقاربان ، فكذلك اختلاف أحوال أهل الدنيا في حظوظهم ومكاسبهم لا يتقارب ؛ قاهرٌ ومقهورٌ ، ومحرومٌ ومرزوق ، ومُعافى ومبتلى ، وأشباه ذلك (أمثال الحديث للرامهرمزي : ص ۵۳) .

4.مسند أبي يعلى (طبعة دارالثقافة العربيّة) : ج ۱۳ ص ۱۵ ح ۷۰۹۹ عن ميمونة ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۲۱۰ ح ۶۲۰۰ نقلاً عن الأسندة للرامهرمزي نحوه .

5.مسند أبي يعلى : ج ۱ ص ۳۶۴ ح ۷۷۶ ، شُعب الإيمان : ج ۷ ص ۲۸۰ ح ۱۰۳۰۸ ، مسند البزّار : ج ۳ ص ۳۶۷ ح ۱۱۶۸ وفيه «في السرّاء» بدل «في فتنة السرّاء» ، حلية الأولياء : ج ۱ ص ۹۳ وكلّها عن سعد بن أبي وقّاص ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۲۵۷ ح ۶۴۳۱ .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53706
صفحه از 520
پرینت  ارسال به