201
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

هَلَكَ فيها هَوى ، ومَن فازَ فيها عَلا ، وهِيَ مُختَلِفَةٌ دائِمَةٌ . ۱

ه ـ الدُّنيا عَدُوَّةُ أولِياءِ اللّهِ وأعدائِهِ

۵۳۵.الإمام عليّ عليه السلام :اِحذَرُوا الدُّنيا ؛ فَإِنَّها عَدُوَّةُ أولِياءِ اللّهِ وعَدُوَّةُ أعدائِهِ ، أمّا أولِياؤُهُ فَغَمَّتهُم ، وأمّا أعداؤُهُ فَغَرَّتهُم . ۲

و ـ اِحذَرُوا الدُّنيَا الحَذَرَ كُلَّهُ

۵۳۶.الإمام عليّ عليه السلام :اِحذَرُوا الدُّنيَا الحَذَرَ كُلَّهُ ، وضَعوا عَنكُم ثِقَلَ هُمومِها لِما تَيَقَّنتُم لِوَشكِ زَوالِها ، وكونوا أسَرَّ ما تَكونونَ فيها أحذَرَ ما تَكونونَ لَها ، فَإِنَّ طالِبَها كُلَّمَا اطمَأَنَّ مِنها إلى سُرورٍ أشخَصَهُ عَنها مَكروهٌ ، وكُلَّمَا اغتَبَطَ مِنها بِإِقبالٍ نَغَّصَهُ ۳ عَنها إدبارٌ ، وكُلَّما ثَبَتَت عَلَيهِ مِنها رِجلاً طَوَت عَنهُ كَشحا ۴ ، فَالسّارُّ فيها غارٌّ ، وَالنّافِعُ فيها ضارٌّ ، وُصِلَ رَخاؤُها بِالبَلاءِ ، وجُعِلَ بَقاؤُها إلَى الفَناءِ ، فَرَحُها مَشوبٌ بِالحُزنِ ، وآخِرُ هُمومِها إلَى الوَهنِ . ۵

۵۳۷.عنه عليه السلام :اِحذَروها حَذَرَ الشَّفيقِ النّاصِحِ ، وَالمُجِدِّ الكادِحِ . ۶

۵۳۸.عنه عليه السلام ـ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ـ :قالَ اللّهُ تَعالى : . . . يا أحمَدُ ، احذَر أن تَكونَ مِثلَ الصَّبِيِّ إذا نَظَرَ إلَى الأَخضَرِ وَالأَصفَرِ [ أحَبَّهُ ] ۷ ، وإذا اُعطِيَ شَيئا

1.بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۴۶۸ .

2.تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۱۱۵ .

3.نَغَّصَه : كَدّرَهُ (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۲۱ «نغص») .

4.طوى فلان عنّي كشحه : إذا قطعك وعاداك (الصحاح : ج ۱ ص ۳۹۹ «كشح») .

5.بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۱۰۹ ح ۱۰۹ نقلاً عن عيون الحكم والمواعظ .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۱ .

7.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
200

۵۳۴.بحار الأنوار ـ في ذِكرِ صُحُفِ إدريسَ عليه السلام ـ :الصَّحيفَةُ الثّانِيَةُ وَالعِشرونَ «صَحيفَةُ الدُّنيا» : تَفَكَّروا في هذِهِ الدُّنيَا الَّتي تَفتِنُ بِزِبرِجِ زَخاريفِها ، وتَخدَعُ بِحَلاوَةِ تَصاريفِها، ولَذّاتُها شَبيهَةٌ بِنَورِ ۱ الوَردِ المَحفوفِ بِالشَّوكِ الكَثيرِ ، فَهُوَ مادامَ زاهِرا يَروقُ العُيونَ ويَسُرُّ النُّفوسَ ، وهُوَ مَعَ ذلِكَ مُمتَنِعٌ بِالشَّوكِ المُقَرِّحِ يَدَ مُتَناوِلِهِ ، فَإِذا مَضَت ساعاتٌ قَليلَةٌ ، اِنتَثَرَ الزَّهرُ وبَقِيَ الشَّوكُ ، كَذلِكَ الدُّنيَا الخائِنَةُ الفانِيَةُ ، فَإِنَّ حَياتَها مُتَعَقَّبٌ بِالمَوتِ ، وشَبابَها صائِرٌ إلَى الهَرَمِ ، وصِحَّتَها مَحفوفَةٌ بِالمَرَضِ ، وغِناها مَتبوعٌ بِالفَقرِ ، ومُلكَها مَعرَضٌ لِلزَّوالِ ، وعِزَّها مَقرونٌ بِالذُّلِّ ، ولَذّاتِها مُكَدَّرَةٌ بِالشَّوائِبِ ۲ ، وشَهَواتِها مُمتَزِجَةٌ بِمَضَضِ النَّوائِبِ ، شَرُّها مَحضٌ ، وخَيرُها مُمتَزِجٌ ، مَن حُبِيَ ۳ مِنها بِشَيءٍ مِن شَهَواتِها لَم يَخلُ مِن غُصَصِ مَراراتِها ، وخَوفِ عُقوباتِها ، وخَشيَةِ تَبِعاتِها ، وما يَعرِضُ فِي الحالِ مِن آفاتِها .
هذِهِ حالٌ فازَ مَن سَعِدَ بِها ، فَما تَقولُ فيمَن لَم يَحظَ بِطائِلٍ مِنهَا ! الصَّحيحُ فيها يَخافُ السُّقمَ ، وَالغَنِيُّ يَخشَى الفَقرَ ، وَالشّابُّ يَتَوَقَّعُ الهَرَمَ ، وَالحَيُّ ينَتَظِرُ المَوتَ ، مَنِ اعتَمَدَ عَلَيها وَاستَنامَ إلَيها كانَ مِثلَ المُستَنِدِ إلى جَبَلٍ شاهِقٍ مِنَ الثَّلجِ ؛ يَعظُمُ فِي العُيونِ عَرضُهُ وطولُهُ وسَمكُهُ ، فَإِذا أشرَقَت شَمسُ الصَّيفِ عَلَيهِ ذابَ غَفلَةً وسالَ ، وبَقِيَ المُستَنِدُ إلَيهِ وَالمُستَذري ۴ لَهُ بِالعَراءِ ، فَكَذلِكَ مَصيرُ هذِهِ الدُّنيا إلى زَوالٍ وَاضمِحلالٍ ، وَانتِقالٍ إلى دارٍ غَيرِها ، لا يُقبَلُ فيها إلاَّ الإِيمانُ ، ولا يَنفَعُ فيها إلاَّ العَمَلُ الصّالِحُ ، ولا يُتَخَلَّصُ فيها إلاّ بِرَحمَةِ اللّهِ ، مَن

1.النَّورُ : زهر النبت (المصباح المنير : ص ۶۲۹ «نور») .

2.الشوائب : الأقذار والأدناس (الصحاح : ج ۱ ص ۱۵۹ «شوب») .

3.حباه يحبوه : أي أعطاه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۰۸ «حبا») .

4.استذْريتُ بفلان : أي التجأتُ إليه وصرتُ في كنفه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۴۵ «ذرا») .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53389
صفحه از 520
پرینت  ارسال به