239
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

قالَ : فَأَدبَرَتِ الدُّنيا عَلى سَعدٍ حَتّى ذَهَبَ ما كانَ جَمَعَ ، وعادَ إلى حالِهِ الَّتي كانَ عَلَيها. ۱

4 / 14

القُعودُ عَنِ الجِهادِ

الكتاب

«يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَْرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَوةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَـعُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا فِى الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ» . ۲

الحديث

۷۰۹.مسند ابن حنبل عن أبي هريرة :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ لِثَوبانَ : كَيفَ أنتَ يا ثَوبانُ إذا تَداعَت عَلَيكُمُ الاُمَمُ كَتَداعيكُم عَلى قَصعَةِ الطَّعامِ يُصيبونَ ۳ مِنهُ؟
قالَ ثَوبانُ : بِأَبي واُمّي يا رَسولَ اللّهِ أمِن قِلَّةٍ بِنا؟
قالَ : لا ، أنتُم يَومَئِذٍ كَثيرٌ ، ولكِن يُلقى في قُلوبِكُمُ الوَهنُ . ۴
قالوا : ومَا الوَهنُ يا رَسولَ اللّهِ؟
قالَ : حُبُّكُمُ الدُّنيا وكَراهِيَتُكُمُ القِتالَ . ۵

۷۱۰.الإمام عليّ عليه السلام ـ في خُطبَتِهِ لَمَّا اضطَرَبَ عَلَيهِ أصحابُهُ في أمرِ الحُكومَةِ ـ :أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ لَم يَزَل أمري مَعَكُم عَلى ما اُحِبُّ حَتّى نَهَكَتكُمُ الحَربُ ، وقَد وَاللّهِ

1.الكافي : ج ۵ ص ۳۱۲ ح ۳۸ عن أبي بصير ، مشكاة الأنوار : ص ۴۷۳ ح ۱۵۸۳ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۱۲۲ ح ۹۲ .

2.التوبة : ۳۸ .

3.كذا في المصدر ، وفي كنز العمّال : «تصيبون» ، وهو المناسب للسياق .

4.الوَهْنُ : الضُّعف (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۱۵ «وهن») .

5.مسند ابن حنبل : ج ۳ ص ۲۸۱ ح ۸۷۲۱ ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۲۳۵ ح ۶۳۱۹ وراجع مسند ابن حنبل : ج ۸ ص ۳۲۷ ح ۲۲۴۶۰ وسنن أبي داوود : ج ۴ ص ۱۱۱ ح ۴۲۹۷ .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
238

النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله حَتّى صَلّى مَعَهُ الظُّهرَ وَالعَصرَ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : قُم فَاطلُبِ الرِّزقَ ، فَقَد كُنتُ بِحالِكَ مُغتَمّا يا سَعدُ .
قالَ : فَأَقبَلَ سَعدٌ لا يَشتَري بِدِرهَمٍ شَيئا إلاّ باعَهُ بِدِرهَمَينِ ولا يَشتَري شَيئا بِدِرهَمَينِ إلاّ باعَهُ بِأَربَعَةِ دَراهِمَ ، فَأَقبَلَتِ الدُّنيا عَلى سَعدٍ فَكَثُرَ مَتاعُهُ ومالُهُ وعَظُمَت تِجارَتُهُ ، فَاتَّخَذَ عَلى بابِ المَسجِدِ مَوضِعا وجَلَسَ فيهِ فَجَمَعَ تِجارَتَهُ إلَيهِ ، وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أقامَ بِلالٌ لِلصَّلاةِ يَخرُجُ وسَعدٌ مَشغولٌ بِالدُّنيا ، لَم يَتَطَهَّر ولَم يَتَهَيَّأ كَما كانَ يَفعَلُ قَبلَ أن يَتَشاغَلَ بِالدُّنيا ، فَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَقولُ : يا سَعدُ ، شَغَلَتكَ الدُّنيا عَنِ الصَّلاةِ! فَكانَ يَقولُ : ما أصنَعُ ، اُضَيِّعُ مالي؟! هذا رَجُلٌ قَد بِعتُهُ فَاُريدُ أن أستَوفِيَ مِنهُ ، وهذا رَجُلٌ قَدِ اشتَرَيتُ مِنهُ فاُريدُ أن اُوَفِّيَهُ .
قالَ : فَدَخَلَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن أمرِ سَعدٍ غَمٌّ أشَدُّ مِن غَمِّهِ بِفَقرِهِ ، فَهَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئيلُ عليه السلام ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ قَد عَلِمَ غَمَّكَ بِسَعدٍ ، فَأَيُّما أحَبُّ إلَيكَ، حالُهُ الاُولى أو حالُهُ هذِهِ؟
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : يا جَبرَئيلُ ، بَل حالُهُ الاُولى ، قَد أذهَبَت ۱ دُنياهُ بِآخِرَتِهِ .
فَقالَ لَهُ جَبرَئيلُ عليه السلام : إنَّ حُبَّ الدُّنيا وَالأَموالِ فِتنَةٌ ومَشغَلَةٌ عَنِ الآخِرَةِ ، قُل لِسَعدٍ يَرُدُّ عَلَيكَ الدِّرهَمَينِ اللَّذَينِ دَفَعتَهُما إلَيهِ ، فَإِنَّ أمرَهُ سَيَصيرُ إلَى الحالَةِ الَّتي كانَ عَلَيها أوَّلاً .
قالَ : فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَمَرَّ بِسَعدٍ ، فَقالَ لَهُ : يا سَعدُ ، أما تُريدُ أن تَرُدَّ عَلَيَّ الدِّرهَمَينِ اللَّذَينِ أعطَيتُكَهُما؟ فَقالَ سَعدٌ : بَلى ومِئَتَينِ .
فَقالَ لَهُ : لَستُ اُريدُ مِنكَ يا سَعدُ إلاَّ الدِّرهَمَينِ ، فَأَعطاهُ سَعدٌ دِرهَمَينِ .

1.ذهَبَ بِهِ وأذهَبَهُ غيرُه : أزالَهُ . ويُقال : أذهَبَ به . . . وهو قليل (لسان العرب : ج۱ ص۴۹۳ «ذهب») .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53654
صفحه از 520
پرینت  ارسال به