283
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

طيبا ، وَاتَّخَذُوا الكِتابَ شِعارا ، وَالدُّعاءَ لِلّهِ دِثارا ۱ ، وقَرَضُوا الدُّنيا قَرضا . ۲

۸۳۲.عنه صلى الله عليه و آله ـ مِمّا أوصى بِهِ عَلِيّا عليه السلام ـ :يا عَلِيُّ ، مَثِّلِ الآخِرَةَ في قَلبِكَ وَالمَوتَ نَصبَ عَينَيكَ ، ولا تَنسَ مَوقِفَكَ بَينَ يَدَيِ اللّهِ ، وكُن مِنَ اللّهِ عَلى وَجَلٍ ، وَاذكُر نِعَمَ اللّهِ ، وَاكفُف عَن مَحارِمِ اللّهِ ، ونابِذ ۳ هَواكَ ، وَاعزِلِ الشَّكَّ وَالطَّمَعَ وَالحِرصَ ، وَاستَعمِلِ التَّواضُعَ وَالعِفَّةَ وحُسنَ الخُلُقِ ولينَ الكَلامِ ، وَاتَّبِع قَولَ الحَقِّ مِن حَيثُ وَرَدَ ، وَاجتَنِبِ البُخلَ وَالكَذِبَ وَالرِّياءَ وَالعُجبَ ، ولا تَستَصغِر نِعمَةَ اللّهِ وجاوِزها بِالشُّكرِ ، وَاذكُرِ اللّهَ في كُلِّ وَقتٍ وَاحمَدهُ عَلى كُلِّ حالٍ ، وَاعفُ عَمَّن ظَلَمَكَ وصِل مَن قَطَعَكَ وأعطِ مَن حَرَمَكَ ، وَليَكُن صَمتُكَ فِكرا وكَلامُكَ ذِكرا ونَظَرُكَ اعتِبارا ، وتَحَبَّب مَا استَطَعتَ ، وباشِرِ النّاسَ بِالحُسنى ، وَاصبِر عَلَى النّازِلَةِ ۴ ، ولا تَستَهِن بِالمُصيبَةِ ، وأطِلِ الفِكرَ فِي المَعادِ ، وَاجعَل شَوقَكَ إلَى الجَنَّةِ ، وَاستَعِذ مِنَ النّارِ ، وَأمُر بِالمَعروفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ ، ولا تَأخُذكَ فِي اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ ، وخُذ مِنَ الحَلالِ ما شِئتَ إذا أمكَنَكَ ، وَاعتَصِم بِالإِخلاصِ وَالتَّوَكُّلِ ، ودَعِ الظَّنَّ وابنِ عَلَى الأَساسِ ، وكُن مَعَ الحَقِّ حَيثُ كانَ ، ومَيِّز مَا اشتَبَهَ عَلَيكَ بِعَقلِكَ ؛ فَإِنَّهُ حُجَّةُ اللّهِ عَلَيكَ ، وَديعَةٌ ۵ فيكَ ، وبَرَكاتُهُ عِندَكَ ، فَذلِكَ أعلامُ الزُّهدِ

1.الشِّعار : الثوب الذي يلي الجسد ؛ لأنّه يَلي شَعْره . والدِّثار : الثوب الذي فوق الشِّعار (النهاية : ج ۲ ص ۴۸۰ «شعر») . قال العلاّمة المجلسي قدس سره : أي يلازمون القرآن والدعاء كلزوم الدِّثار والشِّعار للإنسان (بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۷۶) .

2.الأمالي للطوسي : ص ۵۳۲ ح ۱۱۶۲ ، مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۳۷۰ ح ۲۶۶۱ كلاهما عن أبي ذرّ ، نهج البلاغة : الحكمة ۱۰۴ ، الأمالي للمفيد : ص ۱۳۳ ح ۱ ، الخصال : ص ۳۳۷ ح ۴۰ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص ۹۷ كلّها عن نوف البكالي عن الإمام عليّ عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۳۱۶ ح ۲۲ وراجع الكافي : ج ۲ ص ۱۳۲ ح ۱۵ و تحف العقول : ص ۲۸۱ .

3.نَبَذت الشيء : إذا ألقيته من يدك (الصحاح : ج ۲ ص ۵۷۱ «نبذ») .

4.النازلة : المصيبة الشديدة (المصباح المنير : ص ۶۰۱ «نزل») .

5.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «ووَديعَتُهُ» .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
282

يَكونُ زاهِدا؟! ۱

۸۲۸.عنه صلى الله عليه و آله ـ لاِءَبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ ـ :يا أبا ذَرٍّ ، إنَّ المُؤمِنَ لَم يَجزَع مِن ذُلِّ الدُّنيا ، ولَم يُبَل ۲ مِن أهلِها وعِزِّها . ۳

ه ـ تِلكَ الصِّفاتُ

۸۲۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أمّا عَلامَةُ الزّاهِدِ فَعَشَرَةٌ ؛ يَزهَدُ فِي المَحارِمِ ، ويَكُفُّ نَفسَهُ ، ويُقيمُ فَرائِضَ رَبِّهِ ، فَإِن كانَ مَملوكا أحسَنَ الطّاعَةَ ، وإن كان مالِكا أحسَنَ المَملَكَةَ ، ولَيسَ لَهُ حَمِيَّةٌ ولا حِقدٌ ، يُحسِنُ إلى مَن أساءَ إلَيهِ ، ويَنفَعُ مَن ضَرَّهُ ، ويَعفو عَمَّن ظَلَمَهُ ، ويَتَواضَعُ لِحَقِّ اللّهِ . ۴

۸۳۰.مكارم الأخلاق عن أبي ذرّ :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، مَن أزهَدُ النّاسِ؟ فَقالَ صلى الله عليه و آله : مَن لَم يَنسَ المَقابِرَ وَالبِلى ۵ ، وتَرَكَ فَضلَ زينَةِ الدُّنيا ، وآثَرَ ما يَبقى عَلى ما يَفنى ، ولَم يَعُدَّ غَدا مِن أيّامِهِ ، وعَدَّ نَفسَهُ فِي المَوتى . ۶

۸۳۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ في وَصِيَّتِهِ لاِءَبي ذَرٍّ ـ :يا أبا ذَرٍّ ، طوبى لِلزّاهِدينَ فِي الدُّنيَا ، الرّاغِبينَ فِي الآخِرَةِ ، الَّذينَ اتَّخَذوا أرضَ اللّهِ بِساطا ، وتُرابَها فِراشا ، وماءَها

1.المعجم الأوسط : ج ۷ ص ۷۹ ح ۶۹۰۸ ، البداية والنهاية : ج ۱ ص ۳۲۹ كلاهما عن عمر بن الخطّاب ، كنز العمّال : ج ۱۶ ص ۱۴۵ ح ۴۴۱۷۶ ؛ منية المريد : ص ۱۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۲۲۷ ح ۱۸ .

2.ما اُباليه : أي ما أكتَرِث له ، وإذا قالوا : لم اُبَلْ ، حذفوا تخفيفا لكثرة الاستعمال (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۸۵ «بلا») .

3.حلية الأولياء : ج ۶ ص ۳۵۳ عن ابن عمر وراجع كشف الخفاء : ج ۱ ص ۴۱۱ .

4.تحف العقول : ص ۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۱۲۱ ح ۱۱ .

5.بَلِيَ الميّتُ : أفنَته الأرض (المصباح المنير : ص ۶۲ «بَلي») .

6.مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۳۶۹ ح ۲۶۶۱ ، الأمالي للطوسي : ص ۵۳۱ ح ۱۱۶۲ ، تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۲۸۴ كلاهما نحوه ؛ كنز العمّال : ج ۳ ص ۱۸۸ ح ۶۰۹۲ نقلاً عن شُعب الإيمان عن الضحّاك .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53660
صفحه از 520
پرینت  ارسال به