335
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

فَانتَهى إلى جَبَلٍ ، فَإِذا عَلى ذلِكَ الجَبَلِ نَبِيٌّ عابِدٌ ، يُقالُ لَهُ : حِزقيلُ ، فَلَمّا سَمِعَ دَوِيَّ الجِبالِ وأصواتَ السِّباعِ وَالطَّيرِ عَلِمَ أنَّهُ داوودُ عليه السلام ، فَقالَ داوودُ عليه السلام : يا حِزقيلُ ، تَأذَنُ لي فَأَصعَدَ إلَيكَ؟ قالَ : لا .
فَبَكى داوودُ عليه السلام ، فَأَوحَى اللّهُ إلَيهِ : يا حزقيلُ ، لا تُعَيِّر داوودَ وسَلنِي العافِيَةَ .
قالَ : فَأَخَذَ حِزقيلُ بِيَدِ داوودَ ورَفَعَهُ إلَيهِ .
فَقالَ داوودُ عليه السلام : يا حِزقيلُ ، هَل هَمَمتَ بِخَطيئَةٍ قَطُّ؟
قالَ : لا .
قالَ : فَهَل دَخَلَكَ العُجبُ بِما أنتَ فيهِ مِن عِبادَةِ اللّهِ ؟
قالَ : لا .
قالَ : فَهَل رَكَنتَ إلَى الدُّنيا فَأَحبَبتَ أن تَأخُذَ مِن شَهَواتِها ولَذّاتِها؟
قالَ : بَلى ، رُبَّما عَرَضَ ذلِكَ بِقَلبي .
قالَ : فَما كُنتَ تَصنَعُ إذا كانَ ذلِكَ؟
قالَ : أدخُلُ هذَا الشِّعبَ فَأَعتَبِرُ بِما فيهِ .
قالَ : فَدَخَلَ داوودُ عليه السلام الشِّعبَ ، فَإِذا سَريرٌ مِن حَديدٍ عَلَيهِ جُمجُمَةٌ بالِيَةٌ وعِظامٌ فانِيَةٌ ، وإذا لَوحٌ مِن حَديدٍ فيهِ كِتابَةٌ ، فَقَرَأَها داوودُ عليه السلام فَإِذا هِيَ :
أنَا أروَى بنُ سَلَمٍ ، مَلَكتُ ألفَ سَنَةٍ ، وبَنَيتُ ألفَ مَدينَةٍ ، وافتَضَضتُ ألفَ بِكرٍ ، فَكانَ آخِرُ عُمُري أن صارَ التُّرابُ فِراشي ، وَالحِجارَةُ وِسادَتي ، وَالدّيدانُ وَالحَيّاتُ جيراني ، فَمَن رَآني فَلا يَغتَرَّ بِالدُّنيا . ۱

1.كمال الدين : ص ۵۲۴ ح ۶ ، الأمالي للصدوق : ص ۱۵۹ ح ۱۵۷ كلاهما عن هشام بن سالم ، تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۳۱ ، روضة الواعظين : ص ۴۸۴ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۲۵ ح ۳ .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
334

۱۰۵۷.الإمام عليّ عليه السلام :مَن أكثَرَ مِن ذِكرِ المَوتِ ، قَلَّت فِي الدُّنيا رَغبَتُهُ . ۱

۱۰۵۸.عنه عليه السلام :مَن صَوَّرَ المَوتَ بَينَ عَينَيهِ ، هانَ أمرُ الدُّنيا عَلَيهِ . ۲

۱۰۵۹.عنه عليه السلام :مَن أكثَرَ مِن ذِكرِ المَوتِ ، رَضِيَ مِنَ الدُّنيا بِاليَسيرِ . ۳

۱۰۶۰.عنه عليه السلام :اُوصيكُم بِذِكرِ المَوتِ وإقلالِ الغَفلَةِ عَنهُ ، وكَيفَ غَفلَتُكُم عَمّا لَيسَ يُغفِلُكُم ، وطَمَعُكُم فيمَن لَيسَ يُمهِلُكُم ! فَكَفى واعِظا بِمَوتى عايَنتُموهُم ، حُمِلوا إلى قُبورِهِم غَيرَ راكِبينَ ، واُنزِلوا فيها غَيرَ نازِلينَ ، فَكَأَنَّهُم لَم يَكونوا لِلدُّنيا عُمّارا ، وكَأَنَّ الآخِرَةَ لَم تَزَل لَهُم دارا ، أوحَشوا ما كانوا يوطِنونَ ، وأوطَنوا ما كانوا يوحِشونَ ، وَاشتَغَلوا بِما فارَقوا ، وأضاعوا ما إلَيهِ انتَقَلوا ، لا عَن قَبيحٍ يَستَطيعونَ انتِقالاً ، ولا في حَسَنٍ يَستَطيعونَ ازدِيادا ، أنِسوا بِالدُّنيا فَغَرَّتهُم ، ووَثِقوا بِها فَصَرَعَتهُم . ۴

۱۰۶۱.الكافي عن أبي عُبَيدَةَ الحَذّاء :قُلتُ لاِءَبي جَعفَرٍ عليه السلام : حَدِّثني بِما أنتَفِعُ بِهِ ، فَقالَ : يا أبا عُبَيدَةَ ، أكثِر ذِكرَ المَوتِ ؛ فَإِنَّهُ لَم يُكثِر إنسانٌ ذِكرَ المَوتِ إلاّ زَهِدَ فِي الدُّنيا . ۵

۱۰۶۲.الإمام الصادق عليه السلام ـ في حَديثٍ يَذكُرُ فيهِ قِصَّةَ داوودَ عليه السلام ـ :إنَّهُ خَرَجَ يَقرَأُ الزَّبورَ ، وكانَ إذا قَرَأَ الزَّبورَ لايَبقى جَبَلٌ ولا حَجَرٌ ولا طائِرٌ إلاّ جاوَبَتهُ .

1.غرر الحكم : ح ۸۷۶۶ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۴۳۸ ح ۷۶۰۰ .

2.غرر الحكم : ح ۸۶۰۴ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۴۶۰ ح ۸۳۴۹ وفيه «خفّ الاهتمام بأمر الدنيا» بدل «هان أمر الدنيا» .

3.نهج البلاغة : الحكمة ۳۴۹ ، تحف العقول : ص ۸۹ و ص ۱۰۰ ، كنز الفوائد : ج ۱ ، ص ۶۳ ، روضة الواعظين : ص ۵۳۷ ، بحار الأنوار : ج ۷۱ ، ص ۲۶۷ ، ر ۱۶ ؛ دستور معالم الحكم : ص ۲۹ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۸ .

5.الكافي : ج ۲ ص ۱۳۱ ح ۱۳ وج ۳ ص ۲۵۵ ح ۱۸ ، الزهد للحسين بن سعيد : ص ۷۸ ح ۲۱۰ ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۱۹۳ ، دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۲۲۱ ، مشكاة الأنوار : ص ۵۲۵ ح ۱۷۶۷ عن الإمام الصادق عليه السلام .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53739
صفحه از 520
پرینت  ارسال به