365
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

5 / 25

حُلُوها مرٌّ

۱۱۶۱.الإمام عليّ عليه السلام ـ في خُطبَةِ العيدَينِ ـ :اُوصيكُم عِبادَ اللّهِ بِتَقوَى اللّهِ وكَثرَةِ ذِكرِ المَوتِ ، وَالزُّهدِ فِي الدُّنيَا الَّتي لَم يَتَمَتَّع بِها مَن كانَ فيها قَبلَكُم ، ولَن تبَقى لاِءحَدٍ مِن بَعدِكُم ، وسَبيلُكُم فيها سَبيلُ الماضينَ . ألا تَرَونَ أنَّها قَد تَصَرَّمَت وآذَنَت بِانقِضاءِ ، وتَنَكَّرَ مَعروفُها وأدبَرَت حَذّاءَ ۱ ؟! فَهِيَ تُخبِرُ بِالفَناءِ ، وساكِنُها يُحدى بِالمَوتِ ، فَقَد أمَرَّ مِنها ما كانَ حُلوا ، وكَدِرَ مِنها ما كانَ صَفوا ، فَلَم يَبقَ مِنها إلاّ سَمَلَةٌ كَسَمَلَةِ الإِداوَةِ ۲ ، وجُرعَةٌ كَجُرعَةِ الإِناءِ ، يَتَمَزَّزُهَا الصَّديانُ ۳ لَم تَنفَع غُلَّتَهُ .
فَأَزمِعوا عِبادَ اللّهِ بِالرَّحيلِ مِن هذِهِ الدّارِ المَقدورِ عَلى أهلِها الزَّوالُ ، المَمنوعِ أهلُها مِنَ الحَياةِ ، المُذَلَّلَةِ أنفُسُهُم بِالمَوتِ ، فَلا حَيٌّ يَطمَعُ فِي البَقاءِ ، ولا نَفسٌ إلاّ مُذعِنَةٌ بِالمَنونِ ، فَلا يَغِلبَنَّكُمُ الأَمَلُ ، ولا يَطُل عَلَيكُمُ الأَمَدُ ، ولا تَغتَرّوا فيها بِالآمالِ . ۴

راجع :ص 204 (التحذير من الدنيا / التحذير من لذّات الدنيا)

وص 209 (التحذير من الدنيا / التحذير من حبّ الدنيا)

وص 219 (مضارّ حبّ الدنيا) .

1.حَذّاء : أي خفيفة سريعة (النهاية : ج ۱ ص ۳۵۶ «حذذ») .

2.سَمْلَة الإداوة : الماء القليل يبقى في أسفل الإناء (النهاية : ج ۲ ص ۴۰۴ «سمل») .

3.الصَّدى : العطش (النهاية : ج ۳ ص ۱۹ «صدا») .

4.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۵۱۸ ح ۱۴۸۴ ، الأمالي للمفيد : ص ۱۵۹ ح ۲ عن مجاهد نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۱۰۷ ح ۱۰۸ وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۵۲ وإرشاد القلوب : ص ۳۵ و مصباح المتهجّد : ص ۶۶۳ ح ۷۳۰ .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
364

صَفوُها مَشوبٌ بِالكُدرَةِ ، وسُرورُها مَنسوجٌ بِالحُزنِ ، وآخِرُ حَياتِها مُقتَرِنٌ بِالضَّعفِ ، فَلا يُعجِبكُم ما يَغُرَّنَّكُم مِنها ، فَعَن كَثَبٍ تُنقَلونَ عَنها ، وكُلُّ ما هُوَ آتٍ قَريبٌ و «هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ وَ رُدُّوآ إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَ ضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواَْفْتَرُونَ» ۱ . ۲

۱۱۵۸.عنه عليه السلام ـ في خُطبَةٍ لَهُ ـ :أيُّهَا النّاسُ ، إنَّما أنتُم في هذِهِ الدُّنيا غَرَضٌ تَنتَضِلُ ۳ فيهِ المَنايا ؛ مَعَ كُلِّ جُرعَةٍ شَرَقٌ ۴ ، وفي كُلِّ أكلَةٍ غَصَصٌ! لا تَنالونَ مِنها نِعمَةً إلاّ بِفِراقِ اُخرى ، ولا يُعَمَّرُ مُعَمَّرٌ مِنكُم يَوما مِن عُمُرِهِ إلاّ بِهَدمِ آخَرَ مِن أجَلِهِ ، ولا تُجَدَّدُ لَهُ زِيادَةٌ في أكلِهِ إلاّ بِنَفادِ ما قَبلَها مِن رِزقِهِ ، ولا يَحيا لَهُ أثَرٌ إلاّ ماتَ لَهُ أثَرٌ ، ولا يَتَجَدَّدُ لَهُ جَديدٌ إلاّ بَعدَ أن يَخلَقَ لَهُ جَديدٌ ، ولا تَقومُ لَهُ نابِتَةٌ إلاّ وتَسقُطُ مِنهُ مَحصودَةٌ ، وقَد مَضَت اُصولٌ نَحنُ فُروعُها ، فَما بَقاءُ فَرعٍ بَعدَ ذَهابِ أصلِهِ! ۵

۱۱۵۹.عنه عليه السلام :مِن نَكَدِ ۶ الدُّنيا تَنغيصُ الاِجتِماعِ بِالفُرقَةِ ، وَالسُّرورِ بِالغُصَّةِ . ۷

۱۱۶۰.عنه عليه السلام :الدُّنيا لا تَصفو لِشارِبٍ ، ولا تَفي لِصاحِبٍ . ۸

1.يونس : ۳۰ .

2.مطالب السؤول : ص ۵۲ ؛ بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۲۱ ح ۸۱ .

3.الغَرَض : الهَدَف الذي يُرمى إليه . وتناضل القوم : ترامَوا للسَّبْق (المصباح المنير : ص ۴۴۵ «غرض» و ص ۶۱۰ «نضل») .

4.شَرِقَ : غصَّ (النهاية : ج ۲ ص ۴۶۵ «شرق») .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۵ وراجع الحكمة ۱۹۱ والكافي : ج ۸ ص ۲۳ ح ۴ والإرشاد : ج ۱ ص ۲۳۸ والأمالي للطوسي : ص ۲۱۶ ح ۳۷۹ وتحف العقول : ص ۲۹۹ وتنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۷۶ وغرر الحكم : ح ۳۶۸۸ .

6.النَكَدُ : الشُؤمُ واللُّؤم (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۲۷ «نكد») .

7.غرر الحكم : ح ۹۳۲۶ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۴۷۲ ح ۸۶۵۴ .

8.غرر الحكم : ح ۱۷۲۱ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۲۳ ح ۱۷۳ وص ۱۴۴ ح ۳۲۱۸ .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53669
صفحه از 520
پرینت  ارسال به