391
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

ز ـ صعوبة الطريق

من الخصوصيات البارزة للآخرة أنّ الطريق إليها محفوف بالمكاره والصعاب؛ فما لم يتخلّ الإنسان عن بعض أهوائه وأمانيه وما يرغب به ويريده لا يسعه طيّ هذا الطريق، بعكس الدنيا التي تتحرّك باتّجاه الرغائب والميول النفسية ، من هذا المنطلق تؤكّد الروايات والنصوص الإسلامية، أنّ طريق الآخرة الذي ينتهي بصاحبه إلى الجنّة محفوف بالمكاره والمشاقّ ۱ ، على حين أنّ طريق الدنيا الذي ينتهي بصاحبه إلى النار محفوف بالشهوات ومثقل بالأهواء.

ح ـ الكفاءة والاستحقاق

لذائذ الدنيا ورغائبها وما يتحقّق فيها للإنسان من مكاسب، لا يرتبط بالضرورة بمعيار الكفاءة والجدارة والاستحقاق، فما أكثر من يعيش من ذوي الكفاءة والاستحقاق عمراً يمضيه بالفاقة والحرمان، حيث تهدر حقوقه وتهتضم ممّن لا شأن له ولا استحقاق يرفعه ، أمّا عطاءات الآخرة ومواهبها فهي تُدرَك بالجدارة وتتبع الاستحقاق، وبتعبير الإمام عليّ عليه السلام :
أحوالُ الدُّنيا تَتبَعُ الاِتِّفاقَ ، وأحوالُ الآخِرَةِ تَتبَعُ الاِستِحقاقَ.۲

ط ـ إحاطة الدنيا بالآخرة

آخر خصيصة بارزة من خصائص الآخرة أنّها تحيط بالدنيا ، بمعنى أنّ الآخرة موجودة الآن، وجهنّم تحيط الآن بمن هم أهلها، والجنة تحيط الآن بمستحقّيها. ۳ بتعبير آخر، تريد هذه النقطة أن تقول أنّ الدنيا مَعلَم من معالم الآخرة، لكن مادام

1.راجع: ص ۴۰۵ (دار محفوفة بالمكاره).

2.راجع: ص ۴۰۶ (دار أحوالها تتبع الاستحقاق) .

3.راجع : ص ۴۰۶ (دار محيطة بالدنيا) .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
390

ج ـ دار الحيوان

الحياة الدنيا من منظار القرآن هي لهو ولعب، مقارنةً بالآخرة ، فالإنسان لا يرغد بالمعيشة، ولا يذوق طعم الحياة الحقيقي، ولا ينعم بمعنى الحياة ويدركه بحقيقته إلاّ في الدار الآخرة. ۱

د ـ سيادة الحقّ المطلقة

الدنيا موضع بلاء الإنسان ومحلّ اختباره، ومن ثَمَّ قد امتزج فيها الحقّ والباطل واختلطا، أمّا الآخرة فهي دار تجلّي الحقّ وظهور نتيجة التمحيص والاختبار والابتلاء، ولن يسود فيها إلاّ الحقّ المطلق. ۲

ه ـ شهود الحقائق الغيبية

يرى الناس كافّة، الحقائق الغيبية في الآخرة، ويتجلّى لهم عياناً ما وعدهم اللّه به في دار الدنيا، وبالنتيجة فما كان يعدّ غيباً لهم في الدنيا يتحوّل في الآخرة إلى شهادة وعيان وحضور، إذ يبلغ الناس رتبة اليقين في دار اليقين. ۳

و ـ دار الثواب والعقاب

الدنيا دار العمل والآخرة دار الجزاء ۴ ، بيدَ أنّ الجزاء ليس من ضرب الثواب والعقاب الدنيوي، بل فعل الإنسان وعمله في هذه الدار هو جزاؤه، يراه حاضراً أمامه:
«فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَ مَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» .۵

1.راجع: ص ۴۰۲ (دار الحيوان) و ص ۴۰۴ (دار اليقظة) .

2.راجع: ص ۴۰۳ (دار الحقّ).

3.راجع: ص ۴۰۴ (دار اليقين).

4.راجع: ص ۴۰۴ (دار الجزاء).

5.الزلزلة : ۷ ـ ۸ .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53438
صفحه از 520
پرینت  ارسال به