407
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

النُّقلَةُ مِنَ الحَياةِ إلَى المَوتِ ظاهِرَةً ، وكانَتِ الآخِرَةُ هِيَ دارُ الحَيَوانِ لَو كانوا يَعلَمونَ ؛ وذلِكَ أنَّ الدُّنيا نُقلَةٌ وَالآخِرَةَ حَياةٌ ومُقامٌ ، مَثَلُ ذلِكَ كَالنّائِمِ ؛ وذلِكَ أنَّ الجِسمَ يَنامُ ، وَالرّوحَ لا تَنامُ ، والبَدَنَ يَموتُ وَالرّوحَ لا تَموتُ ۱ ، قالَ اللّهُ : «وَ إِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ»۲ .
وَالدُّنيا رَسمُ الآخِرَةِ وَالآخِرَةُ رَسمُ الدُّنيا ۳ ، ولَيسَ الدُّنيا الآخِرَةَ ولاَ الآخِرَةُ الدُّنيا . إذا فارَقَ الرُّوحُ الجِسمَ يَرجِعُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما إلى ما مِنهُ بَدَأَ وما مِنهُ خُلِقَ ، وكَذلِكَ الجَنَّةُ وَالنّارُ فِي الدُّنيا مَوجودَةٌ وفِي الآخِرَةِ ؛ لاِءَنَّ العَبدَ إذا ماتَ صارَ في دارٍ مِنَ الأَرضِ ؛ إمّا رَوضَةٍ مِن رِياضِ الجَنَّةِ ، وإمّا بُقعَةٍ مِن بِقاعِ النّارِ ، وروحُهُ إلى أحَدِ دارَينِ ؛ إمّا في دارِ نَعيمٍ مُقيمٍ لا يَموتُ فيها ، وإمّا في دارِ عَذابٍ أليمٍ لايَموتُ فيها ، وَالرَّسمُ لِمَن عَقَلَ مَوجودٌ واضِحٌ ، وقَد قالَ اللّهُ : «كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينَ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ»۴ وعَنِ الكافِرينَ ، فَقالَ : إنَّهُم كانوا في شُغُلٍ عَن ذِكري ، وكانوا لا يَستَطيعونَ سَمعا ۵ ، ولَو عَلِمَ الإِنسانُ ما هُوَ فيهِ ماتَ خَوفا مِنَ المَوتِ ، ومَن نَجا فَبِفَضلِ اليَقينِ. ۶

راجع : ص 22 (خصائص الدنيا) .

1.في المصدر : «يموت» ، والتصويب من بحار الأنوار .

2.العنكبوت : ۶۴ .

3.الرسم : تمثيل الشيء يطلق على ما يقابل الحقيقة كقول الشاعر : «أرى ودّكم رسما وودّي حقيقة» والظاهر أنّ المراد أنّ الدنيا تمثيل الآخرة والآخرة تمثيل الدنيا ، فيكون مثل قوله سبحانه وتعالى : «وَ أُتُواْ بِهِ مُتَشَـبِهًا» (البقرة : ۲۵).

4.التكاثر : ۵ ـ ۸ .

5.إشارة إلى الآية : ۱۰۱ من سورة الكهف .

6.إرشاد القلوب : ص ۳۰۹ عن سلمان ، بحار الأنوار : ج ۳۰ ص ۷۲ ح ۱ .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
406

بالشَّهواتِ. ۱

راجع : ص 37 (خصائص الدنيا / محفوفة بالشهوات) .

ط ـ دارٌ أحوالُها تَتبَعُ الاِستِحقاقَ

۱۲۴۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّهُ سُبحانَهُ وتَعالى يُعطِي الدُّنيا لِمَن يُحِبُّ ويُبغِضُ ، ولا يُعطِي الآخِرَةَ إلاّ أهلَ صِفوَتِهِ ومَحَبَّتِهِ. ۲

۱۲۵۰.الإمام عليّ عليه السلام :الدُّنيا بِالاِتِّفاقِ ، الآخِرَةُ بِالاِستِحقاقِ. ۳

۱۲۵۱.عنه عليه السلام :أحوالُ الدُّنيا تَتبَعُ الاِتِّفاقَ ، وأحوالُ الآخِرَةِ تَتبَعُ الاِستِحقاقَ. ۴

۱۲۵۲.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ اللّهَ يُعطِي الدُّنيا مَن يُحِبُّ ويُبغِضُ ، ولا يُعطِي الآخِرَةَ إلاّ مَن أحَبَّ. ۵

راجع : ص 174 (معرفة الدنيا الذميمة / إقبال الدنيا وإدبارها) .

ي ـ دارٌ محيطةٌ بالدُّنيا

۱۲۵۳.الإمام عليّ عليه السلامـ لِلجاثَليقِ۶وقَد سَأَلَهُ عَنِ الجَنَّةِ أ فِي الدُّنيا هِيَ أم فِي الآخِرَةِ؟ وأينَ الآخِرَةُ مِنَ الدُّنيا ؟ ـ : الدُّنيا فِي الآخِرَةِ وَالآخِرَةُ مُحيطَةٌ بِالدُّنيا ، إذ كانَتِ

1.المعجم الكبير: ج ۱۹ ص ۲۰۰ ح ۴۴۹ ، اُسد الغابة: ج ۴ ص ۴۷۰ الرقم ۴۴۹۸ وفيه «النار» بدل «الدنيا» وكلاهما عن كليب بن حزن ، كنز العمّال : ج ۱۵ ص ۹۳۱ ح ۴۳۵۹۷ نقلاً عن الأمالي لابن صصري عن عبداللّه بن جراد نحوه .

2.أعلام الدين : ص ۲۷۷ ، بحار الأنوار : ج ۸۱ ص ۱۹۵ ح ۵۲ .

3.غرر الحكم : ح ۲۲۸ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۲۷ ح ۳۶۳ و ۳۶۴.

4.غرر الحكم : ح ۲۰۳۶.

5.فضائل الشيعة : ص ۷۱ ح ۳۲ ، التمحيص : ص ۵۱ ح ۹۲ كلاهما عن محمّد بن مسلم ، المؤمن : ص ۲۷ ح ۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۶۸ ح ۲ .

6.الجَاثَلِيق: رئيس النصارى في بلاد الإسلام (مجمع البحرين: ج ۱ ص ۲۷۰ «جثلق») .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53407
صفحه از 520
پرینت  ارسال به