417
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

فِي الآخِرَةِ ، الَّذينَ اتَّخَذوا أرضَ اللّهِ بِساطا ، وتُرابَها فِراشا ، وماءَها طيبا ، وَاتَّخَذُوا الكِتابَ شِعارا ، وَالدُّعاءَ لِلّهِ دِثارا ۱ ، وقَرَضُوا الدُّنيا قَرضا . ۲

۱۲۸۷.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ عَلامَةَ الرّاغِبِ في ثَوابِ الآخِرَةِ ، زُهدُهُ في عاجِلِ زَهرَةِ الدُّنيا، أما إنَّ زُهدَ الزّاهِدِ في هذِهِ الدُّنيا لا يَنقُصُهُ مِمّا قَسَمَ اللّهُ لَهُ فيها وإن زَهِدَ، وإنَّ حِرصَ الحَريصِ عَلى عاجِلِ زَهرَةِ الحَياةِ الدُّنيا لا يَزيدُهُ فيها وإن حَرَصَ، فَالمَغبونُ مَن حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الآخِرَةِ . ۳

۱۲۸۸.عنه عليه السلام :إنَّ الآخِرَةَ لَها أهلٌ ظَلِفَت ۴ أنفُسُهُم عَن مُفاخَرَةِ أهلِ الدُّنيا ؛ لا يَتَنافَسونَ فِي الدُّنيا ، ولا يَفرَحونَ بِغَضارَتِها ۵ ، ولا يَحزَنونَ لِبُؤسِها. ۶

۱۲۸۹.عنه عليه السلام ـ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ـ :قالَ اللّهُ تَعالى ... يا أحمَدُ ، إنَّ أهلَ

1.الشِّعار : الثوب الذي يلي الجسد ؛ لأنّه يَلي شَعْره . والدِّثار : الثوب الذي فوق الشِّعار (النهاية : ج ۲ ص ۴۸۰ «شعر») . قال العلاّمة المجلسي قدس سره : أي يلازمون القرآن والدعاء كلزوم الدِّثار والشِّعار للإنسان (بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۷۶) .

2.الأمالي للطوسي : ص ۵۳۲ ح ۱۱۶۲ ، مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۳۷۰ ح ۲۶۶۱ كلاهما عن أبي ذرّ ، نهج البلاغة : الحكمة ۱۰۴ ، الأمالي للمفيد : ص ۱۳۳ ح ۱ ، الخصال : ص ۳۳۷ ح ۴۰ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص ۹۷ كلّها عن نوف البكالي عن الإمام عليّ عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۳۱۶ ح ۲۲ وراجع الكافي : ج ۲ ص ۱۳۲ ح ۱۵ و تحف العقول : ص ۲۸۱ .

3.الكافي: ج ۲ ص ۱۲۹ ح ۶ عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عليه السلام ، مشكاة الأنوار : ص ۲۰۶ ح ۵۵۴ عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار: ج ۷۳ ص ۵۲ ح ۲۴ .

4.ظَلِفَت نفسي عن كذا : أي كَفَّت (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۹۹ «ظلف») .

5.غَضارةُ الدنيا : أي طيبها ولذّتها . يقال : إنّهم لفي غضارة من العيش : أي في خصب وخير (النهاية : ج ۳ ص۳۷۰ «غضر») .

6.الأمالي للصدوق : ص ۴۷۸ ح ۶۴۴ ، الأمالي للطوسي : ص ۴۳۵ ح ۹۷۴ وفيه «طلّقت» بدل «ظلفت» وكلاهما عن عبداللّه بن بكر [بكران [المرادي عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۱۷۳ عن الإمام زين العابدين عنه عليهماالسلام ، مشكاة الأنوار : ص ۲۰۸ ح ۵۶۶ ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۸۹ ح ۵۷ .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
416

الشَّرَفُ. وَالفَسادُ : النِّساءُ . ۱

۱۲۸۴.تفسير القمّي عن حفص بن غياث :قال أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : يا حَفصُ ، ما مَنزِلَةُ الدُّنيا مِن نَفسي إلاّ بِمَنزِلَةِ المَيتَةِ ؛ إذَا اضطُرِرتُ إلَيها أكَلتُ مِنها. ۲
يا حَفصُ ، إنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ عَلِمَ مَا العِبادُ عامِلونَ وإلى ما هُم صائِرونَ ، فَحَلُمَ عَنهُم عِندَ أعمالِهِمُ السَّيِّئَةِ لِعِلمِهِ السّابِقِ فيهِم ، فَلا يَغُرَّنَّكَ حُسنُ الطَّلَبِ مِمَّن لا يَخافُ الفَوتَ.
ثُمَّ تَلا قَولَهُ : «تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الاْءَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَ الْعَـقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» وجَعَلَ يَبكي ، ويَقولُ : ذَهَبَت وَاللّهِ الأَمانِيُّ عِندَ هذِهِ الآيَةِ. ۳

۱۲۸۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أرادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زينَةَ الدُّنيا ؛ فَمَن فَعَلَ ذلِكَ فَقَدِ استَحيا مِنَ اللّهِ حَقَّ الحَياءِ . ۴

۱۲۸۶.عنه صلى الله عليه و آله ـ في وَصِيَّتِهِ لأَبي ذَرٍّ ـ :يا أبا ذَرٍّ ، طوبى لِلزّاهِدين فِي الدُّنيا ، الرّاغِبينَ

1.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۱۴۷ .

2.إنّ إعمار الدنيا من المسائل التي أوصى بها القرآن الكريم؛ قال اللّه تعالى : «هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الاْءَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا» ، وبناءً على هذا فليس المراد في هذه الروايات وما يجري مجراها هو العزوف عن الدنيا وعدم إعمارها ، بل المراد الإكتفاء من إمكاناتها المادّية بقدر الحاجة ، وحينئذٍ ستكون الدنيا مقدّمة للآخرة وموجبة للثواب الاُخروي .

3.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۱۴۶ ، سعد السعود : ص ۸۷ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۹۳ ح ۷.

4.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۳۷ ح ۲۴۵۸ ، مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۳۳ ح ۳۶۷۱ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۳۵۹ ح ۷۹۱۵ كلّها عن عبداللّه بن مسعود ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۱۱۸ ح ۵۷۵۳ ؛ كنزالفوائد : ج ۱ ص ۲۱۷ ، الخصال : ص ۲۹۳ ح ۵۸ عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله ، قرب الإسناد : ص ۲۳ ح ۷۹ عن عبداللّه بن ميمون القدّاح عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام عنه صلى الله عليه و آله وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۶ ص ۱۳۱ ح ۲۵ .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53647
صفحه از 520
پرینت  ارسال به