79
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

فَدَخَلَتِ امرَأَةُ عُثمانَ عَلى عائِشَةَ وكانَتِ امرَأَةً جَميلَةً ، فَقالَت عائِشَةُ : ما لي أراكِ مُعَطَّلَةً؟ فَقالَت : ولِمَن أتَزَيَّنُ؟ فَوَاللّهِ ما قارَبَني زَوجي مُنذُ كَذا وكَذا ، فَإِنَّهُ قَد تَرَهَّبَ ولَبِسَ المُسوحَ وزَهِدَ فِي الدُّنيا .
فَلَمّا دَخَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أخبَرَتهُ عائِشَةُ بِذلِكَ ، فَخَرَجَ فَنادَى الصَّلاةَ جامِعَةً ، فَاجتَمَعَ النّاسُ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
ما بالُ أقوامٍ يُحَرِّمونَ عَلى أنفُسِهِمُ الطَّيِّباتِ؟! ألا إنّي أنامُ بِاللَّيلِ ، وأنكِحُ ، واُفطِرُ بِالنَّهارِ ، فَمَن رَغِبَ عَن سُنَّتي فَلَيسَ مِنّي .
فَقاموا هؤُلاءِ فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، فَقَد حَلَفنا عَلى ذلِكَ ! فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالى : «لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِى أَيْمَـنِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الاْءَيْمَـنَ فَكَفَّـرَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَـكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـثَةِ أَيَّامٍ ذَ لِكَ كَفَّـرَةُ أَيْمَـنِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ»۱ الآية . ۲

۲۰۰.تفسير الطبري عن ابن عبّاس ـ في قَولِهِ تَعالى :«يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَـتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ» ـ : هُم رَهطٌ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله قالوا : نَقطَعُ مَذاكيرَنا ونَترُكُ شَهَواتِ الدُّنيا ونَسيحُ فِي الأَرضِ ، كَما تَفعَلُ الرُّهبانُ .
فَبَلَغَ ذلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَأَرسَلَ إلَيهِم فَذَكَرَ ذلِكَ لَهُم ، فَقالوا : نَعَم . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله :
لكِنّي أصومُ واُفطِرُ واُصَلّي وأنامُ وأنكِحُ النِّساءَ ، فَمَن أخَذَ بِسُنَّتي فَهُوَ مِنّي ، ومَن لَم يَأخُذ بِسُنَّتي فَلَيسَ مِنّي . ۳

۲۰۱.مسند ابن حنبل عن عُروَة :دَخَلَتِ امرَأَةُ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ ـ أحسَبُ اسمَها خَولَةَ

1.المائدة : ۸۹ .

2.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۷۹ عن ابن أبي عمير عن بعض رجاله ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۱۱۶ ح ۴ .

3.تفسير الطبري : ج ۵ الجزء ۷ ص ۱۰ ، تفسير ابن كثير : ج ۳ ص ۱۶۰ ، الدرّ المنثور : ج ۳ ص ۱۳۹ .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
78

۱۹۶.عنه صلى الله عليه و آله :تَزَوَّجوا فَإِنّي مُكاثِرٌ بِكُمُ الاُمَمَ يَومَ القِيامَةِ ، ولا تَكونوا كَرَهبانِيَّةِ النَّصارى . ۱

۱۹۷.عنه صلى الله عليه و آله :لا إخصاءَ فِي الإِسلامِ ولا بُنيانَ كَنيسَةٍ . ۲

۱۹۸.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أعطى مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله شَرائِعَ نوحٍ وإبراهيمَ وموسى وعيسى عليهم السلام : التَّوحيدَ وَالإِخلاصَ وخَلعَ الأَندادِ وَالفِطرَةَ الحَنيفِيَّةَ السَّمحَةَ ، ولا رَهبانِيَّةَ ولا سِياحَةَ ، أحَلَّ فيهَا الطَّيِّباتِ وحَرَّمَ فيهَا الخَبائِثَ ، ووَضَعَ عَنهُم إصرَهُم ۳ وَالأَغلالَ ۴ الَّتي كانَت عَلَيهِم . ۵

۱۹۹.عنه عليه السلام ـ في قَولِهِ تَعالى :«يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَـتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ»۶ ـ : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ في أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وبِلالٍ وعُثمانَ بنِ مَظعونٍ ، فَأَمّا أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَحَلَفَ ألاّ يَنامَ بِاللَّيلِ أبَدا ، وأمّا بِلالٌ فَإِنَّهُ حَلَفَ ألاّ يُفطِرَ بِالنَّهارِ أبَدا ، وأمّا عُثمانُ بنُ مَظعونٍ فَإِنَّهُ حَلَفَ ألاّ يَنكِحَ أبَدا .

1.السنن الكبرى : ج ۷ ص ۱۲۵ ح ۱۳۴۵۷ عن أبي اُمامة ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : ج ۴ ص ۳۸۵ ح ۱۷۸۲ ، كنز العمّال : ج ۱۶ ص ۲۷۵ ح ۴۴۴۳۲ .

2.السنن الكبرى : ج ۱۰ ص ۴۱ ح ۱۹۷۹۳ عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ۱۶ ص ۲۷۳ ح ۴۴۴۱۷ ؛ الجعفريّات : ص ۸۰ ، النوادر للراوندي : ص ۱۶۹ ح ۲۶۴ كلاهما عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله وفيهما «كنيسة محدثة» بدل «بنيان كنيسة» .

3.الإصر : الإثم والعقوبة ، وأصله من الضيق والحبس ، يقال : أصره إذا حبسه وضيّق عليه (النهاية : ج ۱ ص ۵۲ «أصر») .

4.الغُلّ : طوق من حديد يجعل في العنق ، والجمع : أغلال (المصباح المنير : ص ۴۵۲ «غل») . أي ما كان محرّما عليهم من التكاليف الشاقّة ؛ نحو قرْض موضع النجاسة من الجلد والثوب ، وإحراق الغنائم ، وتحريم السبت ، وذِكر الأغلال مَثَلٌ لها ؛ فكأنّهم غُلّوا عنها (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۳۳۰ «غلل») .

5.الكافي : ج ۲ ص ۱۷ ح ۱ ، المحاسن : ج ۱ ص ۴۴۸ ح ۱۰۳۵ ، بحار الأنوار : ج ۸ ص ۳۱۷ ح ۱ .

6.المائدة : ۸۷ .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 61424
صفحه از 520
پرینت  ارسال به