97
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

قالَ : قولوا : «لا إلهَ إلاَّ اللّهُ رَبُّنا لا نُشرِكُ بِهِ شَيئا» ثُمَّ ادعوا بِما بَدا لَكُم . ۱

۲۳۰.الإمام الصادق عليه السلام :كانَ عِلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام يَدعو بِهذَا الدُّعاءِ :
اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ حُسنَ المَعيشَةِ ، مَعيشَةً أتَقَوّى بِها عَلى جَميعِ حَوائِجي ، وأتَوَصَّلُ بِها فِي الحَياةِ إلى آخِرَتي ، مِن غَيرِ أن تُترِفَني ۲ فيها فَأَطغى ، أو تُقتِرَ ۳ بِها عَلَيَّ فَأَشقى ، أوسِع عَلَيَّ مِن حَلالِ رِزقِكَ وأفِض عَلَيَّ مِن سَيبِ ۴ فَضلِكَ ؛ نِعمَةً مِنكَ سابِغَةً وعَطاءً غَيرَ مَمنونٍ ، ثُمَّ لا تَشغَلني عَن شُكرِ نِعمَتِكَ بِإِكثارٍ مِنها تُلهيني بَهجَتُهُ وتَفتِنّي زَهَراتُ زَهوَتِهِ ، ولا بِإِقلالٍ عَلَيَّ مِنها يَقصُرُ بِعَمَلي كَدُّهُ ويَملاَءُ صَدري هَمُّهُ ، أعطِني مِن ذلِكَ يا إلهي غِنىً عَن شِرارِ خَلقِكَ ، وبَلاغا أنالُ بِهِ رِضوانَكَ ، وأعوذُ بِكَ يا إلهي مِن شَرِّ الدُّنيا وشَرِّ ما فيها . لا تَجعَلِ الدُّنيا عَلَيَّ سِجنا ولا فِراقَها عَلَيَّ حُزنا ، أخرِجني مِن فِتنَتِها مَرضِيّا عَنّي مَقبولاً فيها عَمَلي إلى دارِ الحَيَوانِ ومَساكِنِ الأَخيارِ ، وأبدِلني بِالدُّنيَا الفانِيَةِ نَعيمَ الدّارِ الباقِيَةِ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أزلِها وزِلزالِها ، وسَطَواتِ شَياطينِها وسَلاطينِها ونَكالِها ۵ ، ومِن بَغيِ مَن بَغى عَلَيَّ فيها . اللّهُمَّ مَن كادَني فَكِدهُ ومَن أرادَني فَأَرِدهُ ، وفُلَّ عَنّي حَدَّ مَن نَصَبَ لي حَدَّهُ ، وأطفِ عَنّي نارَ مَن شَبَّ لي وَقودَهُ ، وَاكفِني مَكرَ المَكَرَةِ وَافقَأ عَنّي عُيونَ الكَفَرَةِ ، وَاكفنِي هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ ، وَادفَع عَنّي شَرَّ الحَسَدَةِ ، وَاعصِمني مِن ذلِكَ بِالسَّكينَةِ ، وألبِسني دِرعَكَ

1.المحاسن : ج ۱ ص ۱۰۰ ح ۷۱ عن سعيد بن المسيّب ، الدعوات : ص ۵۶ ح ۱۴۳ وفيه «اللّه اللّه اللّه » بدل «لا إله إلاّ اللّه » ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۰۸ ح ۱۱ .

2.المُتْرَفُ : المُتَنَعِّم المتوسّع في ملاذّ الدنيا وشهواتها (النهاية : ج۱ ص ۱۸۷ «ترف») .

3.أقْتَرَ اللّه ُ رِزْقَهُ : أي ضيّقه وقلّله (النهاية : ج ۴ ص ۱۲ «قتر») .

4.السَّيْبُ : العطاء (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۸۴ «سيب») .

5.النَّكالُ : العُقوبة (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۳۴ «نكل») .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
96

قالَ : فَخَرَجنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله نَعودُهُ ، وفِي القَومِ أبو بَكرٍ وعُمَرُ ، فَلَمّا دَخَلنا عَلَيهِ إذ هُوَ كَما وُصِفَ لَنا ، قالَ : فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : كَيفَ تَجِدُكَ؟
قالَ : لا يَدخُلُ في رَأسي شَيءٌ إلاّ خَرَجَ مِن دُبُري !
قالَ : ومِمَّ ذاكَ؟
قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، مَرَرتُ بِكَ وأنتَ تُصَلِّي المَغرِبَ فَصَلَّيتُ مَعَكَ وأنتَ تَقرَأُ هذِهِ السّورَةَ «الْقَـارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ»۱ إلى آخِرِها «نَارٌ حَامِيَةُ» ، قالَ : فَقُلتُ : اللّهُمَّ ما كانَ لي من ذَنبٍ أنتَ مُعَذِّبي عَلَيهِ فِي الآخِرَةِ فَعَجِّل لي عُقوبَتَهُ فِي الدُّنيا ، فَنَزَلَ بي ما تَرى .
قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : بِئسَ ما قُلتَ ، ألا سَأَلتَ اللّهَ أن يُؤتِيَكَ فِي الدُّنيا حَسَنَةً ، وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، ويَقِيَكَ عَذابَ النّارَ؟!
قالَ : فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَدَعا بِذلِكَ ، ودَعا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، فَقامَ كَأَنَّما نَشِطَ مِن عِقالٍ ۲ . ۳

۲۲۹.الإمام زين العابدين عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ألا اُخبِرُكُم بِما يَكونُ بِهِ خَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وإذا كُرِبتُم ۴ وَاغتَمَمتُم ۵ دَعَوتُمُ اللّهَ بِهِ فَفَرَّجَ عَنكُم؟ قالوا : بَلى يا رَسولَ اللّهِ .

1.القارعة : ۱ و ۲ .

2.يقال للمريض إذا بَرأ ، وللمغشيّ عليه إذا أفاق : كأنّما اُنشِطَ من عِقَال . ونَشِطَ : أي حُلَّ . قال ابن الأثير : وكثيرا ما يجيء في الرواية «كأنّما نَشِطَ من عِقالٍ» وليس بصحيح (لسان العرب : ج ۷ ص ۴۱۴ «نشط») .

3.مسند أبي يعلى : ج ۳ ص ۳۸۱ ح ۳۴۱۶ ، المطالب العالية : ج ۲ ص ۳۴۵ ح ۲۴۳۶ ، الدرّ المنثور : ج ۸ ص ۶۰۸ .

4.كرَبَهُ الأمرُ : شقّ عليه (المصباح المنير : ص ۵۲۹ «كرب») .

5.في المصدر : «وأغممتم» ، وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوي، السيد الرسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 53758
صفحه از 520
پرینت  ارسال به