مع الكليني، و كتابه «الكافي» - صفحه 189

الساجي أن يسيطر على الريّ وتمكّن من قتل واليها أحمد بن علي بن صعلوك سنة (311هـ )، لكنّها عادت إلى سيطرة السامانيين ثم تعرّضت في أواخر عهدهم إلى أطماع الديالمة سنة (316هـ ) ۱ .
ولم تلبث الريّ على ذاك الحال إلى أن خضعت لسلطة البويهيّين الذين أحكموا القبضة عليها بعد ذلك التاريخ، وأحسنوا السياسة فيها بتقريب العلماء وإكرامهم.
ولما كانت مغادرة الكُليني الريّ إلى بغداد قبل سنة (310هـ ) ـ كما سنبيّنه ـ ولكون سُلطة البويهيين على الري لم تتحقّق إلّا بعد عدّة سنوات من مغادرته الريّ، فمنه يُعلم أنّه رحمه الله غادر الري في فترة حكم السامانيين عليها، ولم يشهد دخول البويهيّين إليها، ولم يَحْظَ برعايتهم قطّ لا في الريّ كما عرفت، ولا في بغداد التي ضمّت رُفاته الطاهر قبل دخول البويهيّين إليها بخمس سنوات بلا خلاف بين سائر المؤرّخين.
هذا، وإلى جانب التدهور السياسي المذكور في الريّ، نجد العكس تماماً في الحياة العلمية والفكرية في تلك البلاد التي انتعشت فيها حركة الفكر، ونشط العلماء في البحث والتأليف وكثرت المناظرات بين أقطاب المذاهب في ذلك العصر بالري، ولا زال تُراثهم يشهد بذلك.
وقد كان للدويلات المحلّية المتعاقبة على حكم الريّ الأثر المباشر والإسهام الفعّال في دفع الحركة الفكرية والعلميّة خطوات واسعة إلى الأمام، وذلك بعدم تدخّلها فيما يجري من مناظرات وجدل بين علماء الري ۲ ؛ لانشغالهم

1.صلة تاريخ الطبري : ۹۵-۹۶، وتاريخ الدول الإسلامية ومعجم الاسر الحاكمة / أحمد السعيد سليمان ۱ : ۲۶۷.

2.ومن امثلتها، مناظرة الصدوق الأول (ت / ۳۲۹هـ ) مع محمد بن مقاتل الرازي في الامامة في الري كما في رياض العلماء ۴ : ۶.

صفحه از 264