2 ـ وفي سنن الترمذي :
روى الترمذي (209 ـ 297هـ ) ، قال : حدّثنا أبوبكر بن نافع البصري ، حدّثني المعتمر بن سليمان ، حدّثنا سليمان المدني ، عن عبدالله بن دينار ، عن ابن عمر ، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ، قال : «إنّ الله لا يجمع أمّتى» ، أو قال : «أمّة محمّدصلّى الله عليه و آله و سلّم 
 على ضلالة ، ويدالله مع الجماعة ومن شذَّ شذَّ إلى النار» . 
 قال أبو عيسى (الترمذي) : هذا حديث غريب من هذا الوجه ، وسليمان المدني هو عندي سليمان بن سفيان ، وقد روى عنه أبو داود الطيالسي ، وأبوعامر العقدي ، وغير واحد من أهل العلم . 
 ثمّ أضاف : وتفسير الجماعة عند أهل العلم ، هم أهل الفقه والعلم والحديث . 
 قال : وسمعت الجارود بن معاذ ، يقول : سمعت علي بن الحسن ، يقول : سألت عبدالله بن المبارك : مَن الجماعة؟ قال : أبوبكر وعمر ، قيل له : قد مات أبوبكر وعمر؟ قال : فلان وفلان ، قيل له : قد مات فلان وفلان؟ فقال عبدالله بن المبارك : أبوحمزة السكّري جماعة . 
 ثمّ أضاف : أبوحمزة ، هو محمّد بن ميمون ، وكان شيخاً صالحاً ، وإنّما قال هذا في حياته عندنا ۱ . 
 أقول : فيما ذكره من تفسير «الأمّة» بخصوص أهل الفقه والعلم والحديث! نظر واضح ، إذن أنّ اسم الأمّة يشمل جميع من آمن برسالة الرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم ؟! 
 وأغرب منه تفسيرها بالخليفتين ، ثمّ تفسيرها بفلان وفلان ، هكذا مهملاً؟ 
 وأمّا تطبيقها على أبي حمزة السكري ، فليس إلّا المغالاة في الرجال؟ ومن هنا نطمئنّ بأنّ الحديث أصبح ذريعة لمن يريد تبرير ملتزماته الفكريّة والاجتماعية .
                         
                        
                            1.الترمذي ، السنن : ۴/۴۶۶ ، برقم ۲۱۶۷ ، كتاب الفتن .