1ـ المجال السياسي: لقد كانت التأويلات غير المستندة إلى أساس، سلاحاً بيد السلطة تستخدمه أنّي شاءت وكيف شاءت ولاسيّما عندما تصطدم مصالحها مع إرادة السنّة الشريفة، وأبرز مانراه من هذه التأويلات ما كان على يد الأمويّين والعبّاسييّن، وجعلوا ملاكهم في ذلك الانتصار على أهل بيت النبوّة حيث كان أهل البيت يصرّون على التصدّي للوقوف بوجه إنحرافاتهم عن السنّة.
2ـ التعصب المذهبي: دفع التعصّب المذهبي ـ حينما بلغ ذروته ـ الكثير إلى تأويل ما في السنّة بما يتلاءم مع المذهب.و كمثال على ذلك ماورد على لسان أحد علماء القرن الرابع حيث يقول:
الأصل انّ كلّ آية تخالف قول أصحابنا فإنّها تحمل على النسخ أو على الترجيح والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق. ۱
3ـ ما حصل في عهود التقليد: لقد كانت السنّة في عهود التقليد تؤخذ من خلال أقوال فقهاء المذهب ويختلف هذا المورد عن سابقيه بأنّ الحرية فيهما سلبت بصورة مباشرة عن السنّة بينما هنا تمّ سلب الحرّية منها من خلال سلب العلماء حرية الاجتهاد عن أنفسهم. وهذا بدوره يبرز عمق واصالة النظريّة القائلة بحرّية باب الاجتهاد حيث انّها تعني اعطاء الحرّية الى السنّة لكي تؤتي ثمارها.
رجوع الأمّة إلى السنّة
من جملة ما حرصت الأمّة عليه الرجوع إلى السنّة في فهم القرآن وأخذ مالم يبيّنه القرآن من الأحكام والعقائد، ويمكن ابراز شدّة تمسّكهم بالرجوع إلى السنّة من خلال ذكر اُمور وهي:
أولاً، إنّ رجوعهم لم يكن مقصوراً على القضايا التي نصّت عليها السنّة،بل كان يرجع إليها حتى في القضايا التي لم تنصّ عليها السنّة مباشرة، من الأخذ بعمومها، والاعتماد على القواعد المستقاة منها.
1.أصول الكرخي، طبعة مصر، ص۸۴