يظهر منه تبحّره فى الاحاديث والتواريخ والسير والانساب ۱ .
وفيه تراجم كثير من العلماء القدماء والمتأخرين والرواة من أصحاب الأئمة عليهم السلام ۲ . ۳
در حسن اسلوب جنة النعيم نيز ، يكى از دوستان صميمى واعظ تهرانى اين ابيات را برايش هديه فرستاده است :
نَظَرْتُ إلى ذاكَ الكِتاب بِنَظرَةٍبِعَيْنٍ مِنَ الانصاف حينَ كِتابَتى
رَأيتُ كَجَنّاتِ النَّعيمِ حَديقَةًمِنَ الوَرْدِ فيها مااقْتَضَتْهُ إرادَتى
شَمَمْتُ نَسيمَ الفَيْضِ من صَفَحاتِهاورَوْحاً ورَيْحاناً على قَدْرِ حاجَتى
وَجَدْتُ على اغْصانِ الحُرُوفِ نُقاطَهاحَماماتِ تَوْفيقٍ بِسَجْعِ الهِدايةِ
كأنَّ عَلى مَجرَى السُّطورِ مِدادُهارَواشِحُ فيضٍ مِنْ سَحابِ العِنايَةِ
لَعَمْرُكَ انّى قَدْ قَرأتُ كِتابَكُمسِوى ذِكْرِكُمْ بِالخَيْرِ لَيْسَ حِكايَتى۴
بهر حال ، شكى نيست تمامى كسانى كه پس از واعظ تهرانى درباره حضرت عبدالعظيم قلم زدهاند از سفره گسترده روح و ريحان ، بدون واسطه يا با واسطه بهره بردهاند . علاوه بر اينكه مطالب دست اول وى در مورد بعضى از علماى هم عصر خويش و تحقيقات او درباره امامزادگان در خور تقدير است .
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحَمدُ للّهِ الَّذى خَصَّ مِنْ عِبادِهِ عَبْداً عَظيمَ المَنِّ ، وَاخْتارَ مِنْهُمْ سَيِّداً كَريمَ الصَّفْحِ ، فَعَظَّمَ شَعائِرَ دينهِ بِهِ ، وَقَذَفَ أحاديثَ نَبيِّهِ فى قَلْبِهِ ، وَزَهَّدَهُ عَنِ الدُّنيا وَحُطامِها ، وَأبْعَدَهُ عَنْ دارِ الهُدْنَةِ وَمُقامِها ، فأحَلَّه دارَ الأمْنِ بَعْدَ خَوْفِهِ ، وَوَفّى أجْرَهُ بَعْدَ لِقائِهِ ، وَجَعَلَهُ وَتَداً لِبِلادِهِ ، وَعَضُداً لِعِبادِهِ ، وَصَيَّرَ بَلْدَتَنا دارَ هِجْرَتِهِ ، وَنَوَّرَ مَدينَتَنا بِحُفْرَتِهِ وَتُرْبَتِهِ ، وَأسْكَنَهُ فى دارِ السَّلامِ مَعَ العَيْشِ السَّليم ، وَاحْتَضَنَهُ بِرَوْحٍ وَرَيْحانٍ وَجَنَّةِ نَعيمٍ ، وَاُشْهِدُ بِاللّهِ وَكَفى بِذلِكَ شَهيداً أنّه عَلَيْهِ السَّلامُ عاشَ سَعيْداً ، وَماتَ حَميداً ، جاهَدَ فى سَبيلِ رَبِّهِ لاِءحْيَاءِ السُّنَّةِ ، وَهاجَرَ عَنْ جَوارِ جَدَّهِ لإماتَةِ البِدْعَةِ ، فَرَكبَ الطَريقَ وَمَضى إلى الحقِّ ، وَكانَ مَشْيُهُ بَرَكَةً ، وَنَظَرُهُ عِبْرَةً ، وَنُطْقُهُ حِكْمَةً ، وَسُكُونَهُ فِكْرَةً ، يَأمُرُ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهى عَنِ المُنْكَرِ ، وَيَعْبُدُ رَبَّهُ مُستَتراً فى سَرَبِهِ ، راجياً لِلِقاءِ مَولاهُ ، وَمُخالِفاً لِهَواهُ ، ناصِحاً بِالقَوْلِ ، وَصالِحاً بِالعَمَلِ ، مُقْتَدياً بِاجدادِهِ ، وَمُقْتَفياً بآبائهِ ، خائفاً عَلى نَفْسِهِ الزَّكيَّةِ ، وَعامِلاً للتَّقيّةِ ، حَتّى قَرُبَ أَجَلُهُ وَحانَ حينُهُ ، وَقالَ اللّهُ تعالى جَلَّ مَجْدُهُ : « فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ » 5 فَلَهُ فى رسُولِ اللّهِ أُسوَةٌ ، وبمحمَّدِ بن علىٍ وعَلى بنِ مُحمَّدٍ عَليهِما السَّلام سلوةٌ ، فَخَرَجَ عَنْ جَوارِهِما خائِفاً يَتَرقَّب ، وهاجَرَ عَنْ دارِهِما وَجِلاً وَهَرَب ، حتى نَزَلَ فى دارِ رَجُلٍ مِنَ الشّيعَةِ ، وَكانَ عَلَيهِ السَّلامُ مَعَ خَوْفِهِ يُعَلّمُهُمْ أحكامَ الشَّريعَةِ ، وَنعْمَ ما قيلَ :
فَلَمْ يَسْتَتِمْ أمْرُ النَّبى بِمَكَّةٍفَهاجَرَ مِنْها فَاسْتَقامَ بِطيبَةٍ
وَلأجْلِ هذا النَّزيلِ الجَليلِ ، رُفِعَتْ أعلامُ الدَّينِ ، فَقالَ عِنْدَ نُزولِهِ : « رَبِّ أَنزِلْنِى مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ