خطبه غديريه امام علي(ع) - صفحه 183

لايتم الا بالايتمار لما امر به، والانتهاء عما نهى عنه، والبخوع بطاعته فيما حثّ عليه وندب اليه فلا يقبل ديناً الا بولاية من امر بولايته ولاتنتظم اسباب طاعته الا بالتمسك بعصمه وعصم اهل ولايته.
فانزل على نبيه(ص) فى يوم الدوح ما بيّن به عن ارادته فى خلصائه وذوى اجتبائه وامره بالبلاغ و ترك الحفل باهل الزيع والنفاق وضمن له عصمته منهم، وكشف من خبايا اهل الريب وضمائر اهل الارتداد ما رمز فيه، فعقله المؤمن والمنافق، فاعزّ معزّ وثبت على الحق ثابت، وازداد جهلة المنافق وحمية المارق ووقع العَض على النواجد والغمز على السواعد. ونطق ناطق و نعق ناعق ونشق ناشق و استمر على مارقيته، ووقع الادغان من طائفه باللسان دون حقائق الايمان ومن طائفة باللسان وصدق الايمان، وكمّل اللّه دينه واقرّ عين نبيه(ص) والمؤمنين والمتابعين، وكان ما قد شهده بعضكم وبلغ بعضكم وتمت كلمة اللّه الحسنى على الصابرين ودمّر اللّه ما صنع فرعون وهامان وقارون وجنوده [هم] وما كانوا يعرشون وبقيت حثالة من الضلال لايألون النّاس خبالاً يقصدهم اللّه فى ديارهم ويمحو اللّه آثارهم ويبيد معالمهم ويعقبهم عن قرب الحسرات ويلحقهم بمن بسط اكفهم ومد اعناقهم ومكنهم من دين اللّه حتى بدلوه ومن حكمه حتى غيّروه وسيأتى نصراللّه على عدوّه لحينه واللّه لطيف خبير وفى دون ما سمعتم كفاية وبلاغ. فتاملوا ـ رحمكم اللّه ـ ما ندبكم اللّه اليه وحثّكم عليه واقصدوا شرعه واسلكوا نهجه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.

صفحه از 202