خطبه غديريه امام علي(ع) - صفحه 184

ان هذا يوم عظيم الشأن، فيه وقع الفرج، ورفعت الدرج، ووضحت الحجج وهو يوم الايضاح والافصاح عن المقام الصراح ويوم كمال الدين و يوم العهد المعهود ويوم الشاهد والمشهود ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود، ويوم البيان عن حقائق الايمان، ويوم دحر الشيطان، ويوم البرهان، هذا يوم الفصل الذى كنتم توعدون، هذا يوم الملاء الاعلى الذى انتم عنه معرضون، هذا يوم الارشاد، ويوم محسنة العباد، ويوم الدليل على الرّداد، هذا يوم ابدى خفايا الصّدور ومضمرات الامور، هذا يوم النصوص على اهل الخصوص، هذا يوم شيث، هذا يوم ادريس، هذا يوم يوشع، هذا يوم شمعون، هذا يوم الأمن والمأمون، هذا يوم اظهار المصون من المكنون، هذا يوم ابلاء السّرائر، فلم يزل ـ عليه السلام ـ يقول: هذا يوم هذا يوم، فراقبوا اللّه ـ عزّ وجلّ ـ واتقوه واسمعوا له واطيعوه، واحذروا المكر ولاتخادعوه وفتّشوا ضمائركم ولاتواربوه، و تقربوا الى اللّه تعالى بتوحيده، وطاعة من امركم ان تطيعوه ولاتمسكوا الكوافر، ولايجنح بكم الغى فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع اولئك الذين ضلّوا واضلّوا، قال اللّه ـ عزّ من قائل ـ فى طائفة ذكرهم بالذم فى كتابه: «انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً» [احزاب،67و68]،وقال اللّه تعالى: «واذ يتحاجون فى النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعاً فهل انتم مغنون عنّا من عذاب اللّه من شئ قالوا لو هدانا اللّه لهديناكم» ۱ .
افتدرون الاستكبار ماهو؟ هو ترك الطاعةلمن امروا بطاعته، والترفع على من ندبوا الى متابعته والقرآن ينطق من هذا عن كثير، ان تدبّره متدبّر، زجره ووعظه، واعلموا ايها المؤمنون انّ اللّه ـ عزّ وجلّ ـ قال:

1.اين قسمت، تركيبى است از آيه ۲۱ سوره ابراهيم وآيه ۴۷ سوره غافر.

صفحه از 202