خطبه غديريه امام علي(ع) - صفحه 185

«ان اللّه يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفاً كانهم بنيان مرصوص» [صفّ،4]، اتدرون ما سبيل اللّه ومن سبيله؟ ومن صراط اللّه؟ ومن طريقه؟ أنا صراط اللّه الذى من لم يسلكه بطاعة اللّه فيه هوى به الى النار، وأنا سبيله الذى نصبنى للاتباع بعد نبيه(ص) أنا قسيم الجنه والنار، وأنا حجة اللّه على الفجار والابرار وأنا نور الانوار، فانتبهوا من رقدةِ الغفلة وبادروا بالعمل قبل حلول الأجل وسابقوا الى مغفرة من ربكم قبل ان ليضرب بالسور بباطن الرحمة وظاهر العذاب. فتنادون فلا يسمع نداءكم وتضجّون فلا يحفل بضجيجكم وقبل ان تستغيثوا فلا ثغاثوا.
سارعوا الى الطاعات قبل فوت الاوقات، فكان قد جاءكم هادم اللذات فلا مناص نجاءٍ ولامحيص تخليص. عودّوا ـ رحمكم اللّه ـ بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم والبرّ باخوانكم والشكر للّه ـ عزّ وجلّ ـ على ما منحكم واجمعوا يجمع اللّه شملكم وتبارّوا يصل اللّه الفتكم، وتهادوا نعم اللّه كما مناكم [وتهانوا نعمة اللّه كما هناكم] بالتواب فيه على اضعاف الاعياد قبله او بعده الاّ فى مثله والبرّ فيه يثمر المال ويزيد فى العمر والتعاطف فيه يقتضى رحمة اللّه وعطفه وهيّوا لاخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من جودكم وبما تناله القدرة من استطاعتكم واظهر البشر فيما بينكم والسرور فى ملاقاتكم والحمدللّه على ما منحكم وعودوا بالمزيد من الخير على اهل التأميل لكم وساروا بكم ضعفاءكم فى ماكلكم وماتناله القدرة من استطاعتكم وعلى حسب امكانكم. فالدرهم فيه بمأة الف درهم والمزيد من اللّه ـ عزّ وجلّ.
وصوم هذا اليوم مما ندب اللّه تعالى اليه وجعل الجزاء العظيم كفالة عنه حتّى لو تعبّد له عبد من العبيد فى الشبيبة من ابتداء الدنيا الى تقضيها، صائماً نهارها، قائماً ليلها، اذا اخلص المخلص فى صومه لقصرت اليه

صفحه از 202