107
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.البدر ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياء ، إنَّ الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما ، ولكن ورَّثوا العلمَ ، فمَنْ أخَذَ منه أخذ بحظٍّ وافرٍ» .

۲.محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :«إنَّ الذي يُعلّم العلمَ منكم له أجرٌ مثلُ أجرِ المتعلّمِ ، وله الفضلُ عليه ، فتعلّموا العلمَ من حَمَلَةِ العلم ، وعلّموه إخوانَكم كما علّمكموه العلماءُ» .

۳.عليّ بن إبراهيم ، عن أحمدَ بن محمّد البرقي ، عن عليّ بن الحَكمَ ، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيبصير قال:سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول: «مَن عَلَّمَ خيرا فله مثلُ أجر من عَمِلَ به».

عندنا، وللسِفْليّات عند آخَرين، فيكون كلّ عاقل كاملٍ من ذوي العقول ـ علْويّا كان أو سِفْليّا ـ يطلب المغفرة لطالب العم خصوصا ومن حيث يدري، وكلّ جاهل ناقصِ العقل من ذوي العقول وكلّ ما لا يعقل من ذوي الحياة يطلب المغفرة لطالب العلم بما هو من مقدّمات حصول صلاح حاله ومن حيث لا يدري، أو نسبةِ طلب المغفرة إلى ما لا يعقل وإسنادها إليه بتبعيّة الإسناد إلى ذوي العقول .
قوله: (له أجر مثل أجر المتعلّم وله الفضل عليه) .
ظاهر هذه العبارة مساواةُ أجر التعليم والتعلّم، لكن في الرعيّة حيث قال: (إنّ الذي يعلّم العلم منكم)، وباعتبار نفس التعليم والتعلّم المقيس أحدهما إلى الآخر، وللمعلّم أجر ۱ أيضا مثل أجر تعليمه، وللمعلّم الفضل على المتعلّم؛ لأنّ المعطي والمفيض أعلى رتبةً وأكثر فضلاً من المعطى له والمفاض عليه .
قوله: (من علّم خيرا فله مثل أجر من عمل به) أي من المتعلّمين منه .

1.في حاشية «ت»: هذا معنى قوله عليه السلام : «له أجر مثل أجر المتعلّم». ويكون مساواة المعلّم للمتعلّم في الأجر باعتبار تعليمه، لا باعتبار تعلّمه من الاُستاد . التعلّم في «خ» : «المتعلّم» .


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
106

۰.حتّى الحوت في البحر ، وفضلُ العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلةَ

وقوله: (وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم) .
«وضع الأجنحة»: ۱ حطُّها وحفظها وهو هيئةُ تواضع الطائر . وتواضعُ الملك عبارة عن التعظيم والفعل على وفق مطلوب مَن يُتواضع له، وإعانتِه .
وقوله: (رضا به) أي لأنّه يرتضيه ، أو لإرضائه .
قوله: (وإنّه يستغفر لطالب العلم من في السماء و من في الأرض حتّى الحوت في البحر) .
«الاستغفار»: طلب ستر الزلاّت والعثرات، والتجاوزُ عن السيّئات بنزول الرحمة وشمولها، أو طلبُ إصلاح الحال، والتثبيتُ على الصراط المستقيم المنجرّ إلى البقاء والنجاة في المآل .
والمراد ۲ بمن في السماء و من في الأرض كلّ ذي حياة، ويعمّ ذوي العقول وغيرهم ممّا يصحّ إسناد الطلب إليه .
والتعبير بلفظة «مَن» ـ وهي لذوي العقول ـ لتغليب ذوي العقول على غيرهم، أو لإسناد ما هو معدود من أحوال ذوي العقول عرفا ـ وهو الاستغفار ـ إلى المعبّر عنه بها، وكونُ كلّ ذي حياة مستغفرا له فلأنّه كلّ عاقل و غير عاقل يريد بقاءه وصلاحَ حاله، وسقوطَ ما ينجرّ إلى زواله وسوء حاله، وما به يحصل ذلك المرادُ يكون ذلك مطلوبَه، وإصلاحُ حال طالب العلم و إبقاؤه ممّا يحصل به البقاء وحسنُ الحال للكلّ

1.في حاشية «م» : قوله عليه السلام «ليضع أجنحتها» أي تفرشها لتكون تحت أقدامه إذا مشى . وهذا إمّا للتبرّك، وإمّا لحفظه عن التردّي في بئرٍ أو التأذّي من دخل ونحوه . ويمكن أن يكون معناه عبارة عن الشفقة والرحمة والتواضع له تعظيما لحقّه، كما في قوله تعالى: «وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ» . وقيل: أراد بوضع الأجنحة نزولهم عند مجالس العلماء وترك الطيران . قيل: أراد به إظلالهم بهما .

2.في حاشيه «م» : والأولى أنّ المراد: أنّ اللّه تعالى يغفر لطالب العلم بعدد الأحياء؛ إذ هو السبب لنعمته تعالى وإبقائها، فكان كلّ حيّ يستغفر له ويستجاب له .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 122820
صفحه از 672
پرینت  ارسال به