۵.الحسين بن محمّد ، عن عليّ بن محمّد بن سَعْد ، رَفَعَه ، عن أبي حمزةَ ، عن عليّ بن الحسين عليه السلام قال : «لو يَعلمُ النّاسُ ما في طلب العلم لَطَلَبوه ولو بسَفْك المُهَجِ وخَوضِ اللُّجَجِ ، إنَّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ أوحى إلى دانيال أنَّ أمقَتَ عبيدي إليَّ الجاهلُ المستخِفُّ بحقِّ أهل العلم ، التاركُ للاقتداء بهم ، وأنَّ أحَبَّ عبيدي إليَّ التقيُّ الطالبُ للثواب الجزيل ، اللازمُ
قوله: (من علّم باب هدى فله مثل أجر من عمل به) .
المراد بتعليم باب الهدى وتعليم باب الضلال تعليم طريق السلوك إلى أحدهماوالدخول فيه.
ويجري في هذا الحديث ما ذكر في الحديث السابق من الحمل على المعلّم ۱ ابتداءً ويكون له مثلُ ما لكلّ عامل ولو لم يكن بتعليمه، والحملِ على كلّ معلّم ويكون له مثل ما لكلّ عامل ينتمي عمله إلى تعليمه ولو بواسطة .
قوله: (ولو يعلم الناس ما في طلب العلم) أي من حصول الفضل والشرف والأجر (لطلبوه ولو بسفك المهج) ۲ أي بإراقة الدماء (وخوض اللجج) أي دخول اللجج وهي جمع لُجَّة أي معظم الماء .
وقوله: (وأنّ أحبّ عبيدي إليّ التقيّ) قابله بالجاهل؛ لأنّ التقوى من آثار كمال العقل المقابل للجهل .
والمراد بطالب الثواب الجزيل: العاملُ لما يوصله إليه، سواء قصد به حصولَه أولا.
والمراد بملازمة العلماء: كثرةُ مجالستهم ومصاحبتهم .