109
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۵.الحسين بن محمّد ، عن عليّ بن محمّد بن سَعْد ، رَفَعَه ، عن أبي حمزةَ ، عن عليّ بن الحسين عليه السلام قال : «لو يَعلمُ النّاسُ ما في طلب العلم لَطَلَبوه ولو بسَفْك المُهَجِ وخَوضِ اللُّجَجِ ، إنَّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ أوحى إلى دانيال أنَّ أمقَتَ عبيدي إليَّ الجاهلُ المستخِفُّ بحقِّ أهل العلم ، التاركُ للاقتداء بهم ، وأنَّ أحَبَّ عبيدي إليَّ التقيُّ الطالبُ للثواب الجزيل ، اللازمُ

قوله: (من علّم باب هدى فله مثل أجر من عمل به) .
المراد بتعليم باب الهدى وتعليم باب الضلال تعليم طريق السلوك إلى أحدهماوالدخول فيه.
ويجري في هذا الحديث ما ذكر في الحديث السابق من الحمل على المعلّم ۱ ابتداءً ويكون له مثلُ ما لكلّ عامل ولو لم يكن بتعليمه، والحملِ على كلّ معلّم ويكون له مثل ما لكلّ عامل ينتمي عمله إلى تعليمه ولو بواسطة .
قوله: (ولو يعلم الناس ما في طلب العلم) أي من حصول الفضل والشرف والأجر (لطلبوه ولو بسفك المهج) ۲ أي بإراقة الدماء (وخوض اللجج) أي دخول اللجج وهي جمع لُجَّة أي معظم الماء .
وقوله: (وأنّ أحبّ عبيدي إليّ التقيّ) قابله بالجاهل؛ لأنّ التقوى من آثار كمال العقل المقابل للجهل .
والمراد بطالب الثواب الجزيل: العاملُ لما يوصله إليه، سواء قصد به حصولَه أولا.
والمراد بملازمة العلماء: كثرةُ مجالستهم ومصاحبتهم .

1.في «خ»: «المتعلّم» .

2.في حاشية «م»: قوله عليه السلام : «ولو بسفك المهج» يحتمل أن يكون المراد: ولو بسفك المهج لو كان يمكن بذله وخوض اللجج لو كان يمكن خوضها، كما يقال: أُعطيك حقّك ولو من عيني و لا أُعطيك ولو صعدت السماء . والمراد من مثله الفعل على تقدير إمكان هذا الأمر، والحثّ على فعله لو تركه، فلا ينافيه قوله تعالى: «وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» .


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
108

۰.قلت : فإنْ علَّمَه غيرَه يَجري ذلك له؟ قال : «إن علّمه النّاسَ كلّهم جَرى له» . قلت : فإن مات؟ قال : «وإن مات» .

۴.وبهذا الإسناد ، عن محمّد بن عبدالحميد ، عن العلاء بن رزين ، عن أبي عبيدةَ وقوله:(قلت: فإن علّمه غيره يجري ذلك له؟) يحتمل وجهين :
أحدهما: السؤال عن أنّ التعليم يجري فيه ما يجري في العمل، فيكون له مثلُ أجر من علّمه ۱ وعمل بتعليم الغير يكون للمعلّم أوّلاً مثل ثواب هذا العامل ۲ الذي ليس عمله بتعليمه .
والجواب أنّ له مثلَ ثواب من عمل به بتعليم كلّ أحد، وذلك لكونه منشأه ومَبْدأه .
الحَذَّاء ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : «من عَلَّمَ بَابَ هُدًى فله مثلُ أجرِ من عَمِلَ به ، ولا يُنقَصُ اُولئك من اُجورهم شيئا ، ومَن عَلَّمَ بابَ ضَلالٍ كانَ عليه مثلُ أوزارِ من عَمِلَ به ، ولا يُنقَصُ اُولئك من أوزارهم شيئا» .

1.في حاشية «ت»: أي يكون للمعلّم مثل أجر المتعلّم الذي علّم هذا المتعلّم متعلّما آخر .كما أنّ له مثلَ أجر من عمل به . والجواب بأنّ تعليم المتعلّم كعمله، وللمعلّم مثل أجر تعليم المتعلّم كما له مثل أجر عمله؛ وذلك لاستنادهما إلى تعليمه . والثاني: السؤال عن العمل بتعليم غيره من متعلّميه أي عمل المتعلّم بواسطة، فكأنّه فهم من كلامه أوّلاً عملَ المتعلّم بلا واسطة، فسأل عن المتعلّم بواسطة، فأجاب بأنّه يجري له ذلك فيه، وذلك لكونه بتعليمه ولو بواسطة . ويحتمل أن يكون المراد مَن علّم خيرا ابتداءً، وكان منه خروجه وظهوره أوّلاً، فله أجر كلّ من عمل به، ويكون معنى كلام السائل فإن علّمه غيره يجري ذلك له إن علّمه غيره في حاشية «م»: احتمالُ معلّم الضلال مثل أوزار من عمل به، ليس السبب عمل الغير لينافي قوله تعالى: «وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى» ؛ بل معناه أنّ استحقاق الوزر في التعلّم لباب ضلال بعدد أوزار جميع الخلق ممّن يمكن أن يعمل به في العمل به .

2.في «ت»: «العالم» .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 122663
صفحه از 672
پرینت  ارسال به