155
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۰.أن أنزِعَ حَلاوَةَ مُناجاتي عن قلوبهم» .

۵.عليٌّ ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «الفقهاءُ اُمناءُ الرسلِ ما لم يَدخُلوا في الدنيا ، قيل : يا رسول اللّه ، وما دُخولُهم في الدنيا؟ قال : «اتّباعُ السُلطان ، فإذا فعلوا ذلك فاحْذَروهم على دينكم» .

۶.محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن رِبْعيّ بن عبداللّه ، عمَّن حَدَّثَه، عن أبي جعفر عليه السلام قال:«من طَلَبَ العلمَ ليُباهِيَ به العلماءَ، أو يُمارِيَ به السفهاءَ ، أو يَصْرِفَ به وجوهَ الناس إليه ، فَلْيَتَبَّوأ مَقعدَه من النار ، إنَّ الرئاسةَ لاتَصْلَحُ إلاّ لأهلها» .

لها (أن أنزع حلاوة مناجاتي) أي الحكايةِ معي والدعاء وعَرْضِ الحاجة عليَّ من قلبه، وذلك لشغل قلبه بالدنيا عن اللّه سبحانه وعن حقوقه، فلا يدرك حلاوة المناجاة؛ لشغل قلبه بغير مَن يناجيه، أو لأنّ إدراكه لكيفيّة المناجاة وطعمِها مشوبٌ بإدراك كيفيّة نيل الدنيا وطعمها وماهي مُرّة في ذاتها ـ وإن وافقت ذائقته ـ فلا يخلص ۱ له حلاوة المناجاة مع ربّه، فهو سبحانه بتركه على افتتانه نَزَعَ حلاوة المناجاة عن قلبه.
ولا يبعد أن يقال: المراد بالمناجاة هنا معناها الأصلي من ۲ ء في زيّ الفقراء ،


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
154

۰.وقال عليه السلام : «أوحى اللّه ُ إلى داودَ عليه السلام : لا تجعَلْ بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا ، فيَصُدَّك عن طريق محبّتي ، فإنَّ اُولئك قُطّاعُ طريقِ عبادي المريدين ، إنَّ أدنى ما أنا صانِعٌ بهم

أحبّ» ولم يقل: «يحوطه» ومن المعلوم أنّ حفظ الدنيا و تعهّدها لا يجامع إظهار الحقّ والعمل به غالبا، فمن يحوطها يميل إلى الباطل كثيرا، فكلّ قول وفعل منه مظنّةُ كونه من الكثير الغالب، فينبغي أن يتّهمه العاقل ويُسيء الظنّ به، ولا يأتمنه على دينه، ولايعتمد عليه في أخذ العلوم الدينية.
قوله: (لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا) أي لا تجعل المفتون بالدنيا أي المُعْجَبَ بها بين اللّه و بينك وسيلةً إلى حصول معرفة اللّه ومعرفة دينه وشريعته التي شرعها لعباده (فيصدّك) و يمنعك (عن طريق محبّتي) بالترغيب إلى الدنيا و تهييج الشهوة إلى طلبها و تشييد محبّتها في القلب. ۱
وقوله: (فإنّ أُولئك قطّاع ۲ طريق عبادي المريدين) لأنّهم يُميلون الناس من الرغبة إلى اللّه وإلى الآخرة إلى الرغبة في الدنيا وأسبابها، أو لأنّهم بإراءتهم للناس أنّهم علماءُ أمالوا الناس من طلب العالِم الربّاني إلى الرجوع إليهم والأخذ عنهم، فأضلّوهم عن السبيل إليه .
وقوله: (أدنى ما أنا صانع بهم) أي أقلّ ما أجزيهم بكونهم مفتونين بالدنيا، وذلك لمَن فيه أقلُّ مراتب الافتتان، وهو المتحرّز عن تناولها، لا من حلّها مع حبّه

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100108
صفحه از 672
پرینت  ارسال به