159
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۴.محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سُوَيْدٍ ، عن يحيى الحلبيّ ، عن أبي سعيد المُكاري ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزَّ وجلَّ :« فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَ الْغَاوُونَ » قال : «هُمْ قومٌ وصفوا عَدلاً بألسنتهم ثمّ خالَفوه إلى غيره» .

باب النوادر

۱.عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البَختريّ ، رَفَعَه ، قال :كانَ أميرُ المؤمنين عليه السلام يقول : «رَوِّحوا أنفسَكم ببديع الحكمة ، فإنّها تَكِلُّ كما تَكلُّ الأبدانُ» .

إلى حوالَيِ الحلق من الصدر والرأس، وهو في آخر ساعة من الحياة الدنيويّة .
وقوله: (لم يكن للعالم توبة) أي لمن يعلم الأدّلة وما يترتّب على العمل فعلاً وتركا، تضييقا وتشديدا للأمر عليه .
وقوله: (ثمّ قرأَ «إِنَّمَا التَّوْبَةُ ...»۱ ) تمسّك فيما قاله بكتاب اللّه سبحانه؛ حيث حكم بانحصار استحقاق قبول التوبة للجاهلين، والجاهل هنا مقابل العالم بالمعنى الذي ذكرناه ، وحمل الآية على انحصار قبول التوبة عند الخروج من الدنيا للجاهل؛ لدلالة الأدلّة على قبول التوبة لغير الجاهل قبله .
وقوله: (قال: هم قوم وصفوا عدلاً بألسنتهم ثمّ خالفوه إلى غيره) أي الغاوون قوم وصفوا عدلاً، أي حقّا ثابتا مستقرّا من العقائد والمذاهب، وذكروه بالحقّيّة ۲ بألسنتهم ثمّ خالفوه إلى غيره .

باب النوادر ۳

قوله: (روّحوا أنفسكم ببديع الحكمة).
الترويح من الرَوْح بمعنى الراحة، أو ۴ من الرَوْح بمعنى نسيم الريح ورائحتها

1.في حاشية «م» : المراد بالنوادر أحاديث متفرّقة مناسبة للأبواب السابقة لا يجمعها باب وعنوان، كما يجمع الأبواب السابقة .

2.في «ت» : «و» .


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
158

۲.وبهذا الإسناد قال :قال أبو عبداللّه عليه السلام : «قال عيسى بن مريم ـ على نبيّنا وآله وعليه السلام ـ : ويلٌ للعلماء السوء كيف تَلظّى عليهم النّارُ» .

۳.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ؛ ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن جَميل بن دَرّاج قال :سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول : «إذا بلغت النفسُ هاهنا ـ وأشار بيده إلى حلقه ـ لم يَكُنْ للعالم توبةٌ ، ثمَّ قرأ : « إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَــلَةٍ » » .

ثمّ الجاهل والعالم ۱ في كلامه عليه السلام يحتمل الجاهل على الإطلاق الذي لا يقال له: «العالم» أصلاً، والعالمَ على الإطلاق الذي لا يطلق عليه «الجاهل» أصلاً . ويحتمل الجاهل والعالم الإضافيين ، فالأمر شديد على كلّ عالم بالنسبة إلى من هو جاهل بالنظر إليه.
قوله: (ويل للعلماء السوء).
يقال: ساء سوءا، ورجلُ سَوْءٍ ورجلُ السَوْء بفتح السين والإضافة . ويقال: علماء السوء بالإضافة فإنّ من يظهر منه السُوء كأنّه لا يعرف إلاّ السوء ، فاُضيف الصفة إلى السوء معرفةً كالضاربِ الرجلِ، أو غيرَ معرفةٍ . ثمّ لمّا أراد التعبير عن الصفة المضافة إلى معمولها و تعريفها، قال: العلماء السوء، وليس السوء في مثل هذا الموضع صفةً بل مضاف إليه، لكنّ الإضافة هنا في معنى التوصيف، أي المضاف موصوف بما اُضيف إليه، والمشتقّ منه محمول على المضاف كما قيل في رجل سَوْءٍ وامرأةِ سوءٍ .
وقوله: (كيف تلظّى) أي تلهّب وتشتعل وتمدّ لهبها (عليهم النار).
قوله: (إذا بلغت النفس هاهنا وأشار بيده إلى حلقه) .
المراد ببلوغ النفس إلى الحلقِ قطع تعلّقها عن الأعضاء، والانتهاء في قطع التعلّق

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 99881
صفحه از 672
پرینت  ارسال به