201
الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)

۱۱.محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن مُثنّى الحَنّاط ، عن أبي بصير ، قال :قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : تَرِدُ علينا أشياءُ ليس نَعرِفُها في كتاب اللّه ، ولا سنّةٍ ، فنَنظرُ فيها؟ فقال : «لا ، أما إنّك إن أصَبْتَ لم تُؤْجَرْ ، وإن أخْطَأتَ كذبتَ على اللّه عزّ وجلّ» .

۱۲.عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن عُمرَ بن أبانٍ الكلبيّ ، عن عبدالرحيم القصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : كلّ بِدعةٍ ضَلالةٌ ، وكلّ ضَلالةٍ في النار» .

وربّما يؤدّي ضلاله إلى ترك الكتاب وقول النبيّ صلى الله عليه و آله ، وذلك عند معرفته من الكتاب وجوبَ الرجوع إليهم ، ومن مثل قول النبيّ صلى الله عليه و آله : «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتابَ اللّه وعترتي» ۱ فيكون بتركهم تاركا لما علم ثبوته من الكتاب وقول النبيّ صلى الله عليه و آله مدّعيا جوازَ الترك لهما بالآراء، ومجوّز ترك كتاب اللّه وقولِ النبيّ صلى الله عليه و آله بالرأي كافر، فَنَبَّهَ عليه بقوله: (ومن ترك كتاب اللّه وقول نبيّه كفر) .
قوله: (فنظر فيها) .
يحتمل أن يكون المراد النظرَ بالقياس . والمرادُ بقوله: (إن أصبت لم تؤجر) الإصابةَ في أصل الحكم وعلّته.
ويحتمل أن يكون المراد النظرَ بالاستنباط ممّا في الكتاب والسنّة ۲ من العمومات لا بطريق القياس، فربّما يكون مصيبا في الحكم والاستنباط كليهما ولم يكن مأجورا؛ لتقصيره في تتّبع الأدلّة وتحصيل الظنّ بعدم دليل آخَرَ، والمصنّف حملها على الأوّل ، فأوردها في هذا الباب .

1.الكافي، ج ۲، ص ۴۱۴، باب أدنى ما يكون به العبد مؤمنا، ح ۱؛ الأمالي، للصدوق، ص ۴۱۵، المجلس ۶۴، ح ۱۵ ؛ معاني الأخبار، ص ۹۰ ، باب معنى الثقلين، ح ۱ ـ ۴ ؛ كمال الدين، ج ۱، ص ۲۳۴، باب ۲۲، ح ۴۴؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ج ۲، ص ۳۰، باب ۳۱، ح ۴۰ ؛ الأمالي، للطوسي ، ص ۱۶۱، المجلس ۶، ح ۲۶۸ / ۲۰ .

2.في «ل» : + «والاستنباط» .


الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
200

۰.هيهاتَ ، في ذلك واللّه هَلَكَ من هَلَكَ يا ابْنَ حكيم» . قال : ثمَّ قال : «لَعَنَ اللّه ُ أبا حنيفَةَ ، كان يقول : قال عليٌّ ، وقلتُ» . قال محمّد بن حكيم لهشام بن الحكم : واللّه ِ ما أردتُ إلاّ أن يُرَخِّصَ لي في القياس .

۱۰.محمّد بن أبي عبداللّه ، رَفَعَه ، عن يونس بن عبدالرّحمن ، قال :قلت لأبي الحسن الأوّل عليه السلام : بما اُوَحِّدُ اللّه َ؟ فقال : «يا يونس ، لا تكونَنّ مُبتدِعا ، مَن نَظَرَ برأيه هَلَكَ ، ومن تَرَكَ أهلَ بيت نبيّه صلى الله عليه و آله ضَلَّ ، ومن تَرَكَ كتابَ اللّه ِ وقولِ نبيّه كَفَرَ» .

ما جاءنا عنكم (فنأخذ به) ونقوله في الجواب. ۱
وقوله: (هيهات هيهات) تأكيد في بُعده عن المسلك المستقيم وإصابة الحقّ .
وقوله: (في ذلك) أي في الأخذ بالقياس (هلك من هلك) من العاملين بالقياس .
وقوله: (قال عليّ، وقلتُ).
ظاهره أنّه كان يقول: قال عليّ يعني قياسا، وقلتُ قياسا ، وافقه أو خالفه، فأخذ بالقياس وظنّ بعليّ عليه السلام ذلك .
ويحتمل أن يكون مراده مخالفته ۲ بالقياس لقول عليّ عليه السلام ولو كان روايةً؛ لظنّه بالنبيّ صلى الله عليه و آله أنّه كان يقول بالقياس، وترجيحِ قياسه على قياسه صلى الله عليه و آله ، أو لترجيح قياسه على رواية عليّ عليه السلام . ولكنّه بعيد؛ لاشتماله على ضلال و طغيان فيه قلّما يرتكبه ويظهره مسلم .
قوله: (لا تكوننّ مبتدعا) أي مثبتا حكما من عندك لا بالكتاب والسنّة ، بل برأيك والقياس (ومن نظر برأيه هلك) .
قوله: (ومن ترك أهل بيت نبيّه صلى الله عليه و آله ضلّ) أي من تركهم ولم يأخذ عنهم أوّلاً أو بواسطة أو وسائطَ، لم يتمكّن من الوصول إلى الحقّ في المعارف والأحكام؛ حيث ترك السبيل إليها وهو الأخذ عنهم، فاحتاج إلى الرجوع إلى القياس والرأي،

1.في «خ» : «بالجواب» .

2.في «خ» : «المخالفة» .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    درايتی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100172
صفحه از 672
پرینت  ارسال به